المشاركة السودانية دفاعًا عن اليمن .. أرقام وإحصاءات .. أوسمة وشهامة
تتواصل مشاركة القوات السودانية المسلحة إلى جانب أشقائها ضمن قوات التحالف العربي في معارك استعادة الشرعية في اليمن، وتتواصل تضحيات هؤلاء الجنود السودانيين البواسل من أجل عودة اليمن السعيد، وفي سبيل دعم ومناصرة القضايا العربية والإسلامية.
وطوال تاريخها العريق قدمت السودان رجالها في معارك الشرف والكرامة، ولم تتأخر عندما سمعت نداء الواجب آتيًا من اليمن، واستجابت فورًا، قال حينها سفيرها في الرياض “عبدالحافظ إبراهيم”: “إن السودان لم يبخل ولن يبخل في تقديم يد المساعدة للحكومة الشرعية في اليمن على الرغم من شح الإمكانات المتاحة”، وقدمت مرة أخرى رجالاً لا يعرفون الهزيمة، بل النصر أو الشهادة.
وضع القوات السودانية في اليمن
تشارك القوات السودانية بنحو ستة آلاف جندي وتوصلها بعض التقارير غير الرسمية إلى 8 آلاف جندي، إلى جانب قوات التحالف، وتشارك في عددٍ من المهام الأمنية والقتالية والتدريبية. وكانت أولى المهام الرئيسة التي أوكلت إلى هذه القوات تأمين المناطق الاستراتيجية التي سيطرت عليها قوات التحالف، إذ يتمركز جزء من القوات السودانية في عدن؛ لتدريب القوات اليمنية، وتأمين المناطق المحررة من العناصر الحوثية المتسللة.
ونجحت تلك القوات في صد الكثير من محاولات التسلل الحوثية على مدار أكثر من عامين، ومنها على سبيل المثال تصديها لهجوم مسلح على مستشفى النقيب في المنصورة، واشتباكها مع مجموعة مسلحة حاولت اقتحام ميناء الزيت بالبريقة، وتصديها لغيرها من الهجمات الخبيثة.
كما تشارك قوة أخرى سودانية في قاعدة العند الجوية في محافظة لحج، وتقدم الدعم الأمني والتدريبي للقوات اليمنية المرابطة على الحدود بين تعز ولحج، عند محور كرش الراهدة تحديدًا.
المشاركات القتالية الميدانية
ويرجع تاريخ أولى المشاركات السودانية القتالية إلى منتصف 2016م، حينما ألحقت خسائر فادحة في صفوف الحوثيين عند محور كرش الراهدة، بينما خرجت القوات السودانية من دون أي خسائر في الأرواح أو العتاد، وفي منتصف 2017 تقريبًا اشتركت القوات السودانية في معركة الساحل الغربي؛ حيث أوكلت لها مهام المشاركة البرية مع الجيش اليمني؛ لاستعادة السلسلة الجبلية، ومواقع عسكرية شرق وشمال المخا، فضلاً عن قيامها بمهمة أخرى، وهي نزع الألغام في المناطق الساحلية والجبلية قرب ساحل المخا.
وتشهد مدينة ميدي في محافظة حجة على بطولات السودانيين، حينما استطاعت هذه القوات الباسلة في دحر الحوثيين والانقلابيين بعد ساعات طوال من المواجهات الضارية، محرزة تقدمًا كبيرًا في هذه المناطق، وهو ما فتح الباب لقوات التحالف للسيطرة على مناطق أخرى على شريط الساحل بفضل بسالة السودانيين.
وهو ما حدا بالرئيس اليمني “عبدربه منصور هادي” إلى منح وسام الشجاعة لقائد القوات السودانية العقيد الركن محمد صالح أبو حليمة، نظرًا للدور البطولي خلال عملية تحرير عدن والمحافظات المجاورة، والتضحيات الكبيرة التي قدمها الجنود السودانيون.
وقبل شهور قليلة أرسلت السودان قوات الدعم السريع فخر قواتها المسلحة إلى أرض المعركة في اليمن، وهي قوات مدربة تدريبًا عاليًا على معارك الصحراء والجبال، وتتلقى تدريبات عالية ومتقدمة وفق النظم الحديثة في مجالات البناء العسكري والتشكيلات المتخصصة، ويمتاز أفرادها بعقيدة عسكرية قتالية تحكمها القيم والأخلاق وسرعة ومهارة عالية.
وحققت قوات الدعم السريع انتصارات ونجاحات عدة في الميدان، حيث تمكنت إلى جانب قوات الشرعية في استرجاع أراضٍ كثيرة في شمال اليمن، ومنها مناطق ومعسكرات إستراتيجية أصبحت تحت سيطرة الشرعية.
الأخلاق السودانية
يتميز الجنود السودانيون بالخُلق الرفيع، والشهامة والأمانة، وذلك فضلاً عن تضحياتهم وغيرتهم لدينهم وعروبتهم؛ إذ يقول قائد القوات السودانية لحفظ السلام في لبنان العميد “أحمد صغيرون” لوسيلة إعلامية سودانية: “عندما كنا في لبنان كان الملحق العسكري سعيدًا جدًا من الجيش السوداني ولا يخشى مرور زوجته عبر الحواجز السودانية؛ لأن أفراده كانوا يتسمون بالأخلاق الرفيعة والانضباط، وكان الجندي السوداني لا ينظر إلى امرأة، ولا يمد يده على ممتلكات غيره”، وزاد: “سمعة الجيش السوداني في الخارج سمعة من ذهب، وكان رمزًا للانضباط والوفاء والشجاعة والإيثار”.