تركيا تخلع “قناع الود” وتكشف عن أطماعها في مكة والمدينة
لم يحتج الأمر أكثر من أيام حتى ظهرت النوايا الحقيقية لأنقرة من إعلان دعمها للدوحة، والتي تتجاوز ما تدعيه تركيا من دعم لقطر في وجه ما يسمى زورًا “الحصار” إلى تحقيق الحلم التركي بإعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية البائدة وإيجاد موطئ قدم في دول الخليج.
فكتب النائب في البرلمان التركي ونائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ومسؤول الشؤون الخارجية فيه، ياسين أقطاي، مقالاً يؤكد فيه أن حصار قطر هو مقدمة لحرب أهلية إسلامية، حيث ادعى خلاله أن بلاده وكل دول المنطقة ستتأثر من هذه الحرب مهدداً دول الخليج والمملكة بمصير مشابه لمصير سوريا.
ولم يحاول أقطاي تبرير وجود بلده في الدوحة بل تجاوز ذلك متحدثاً عن دور تركي أساسي في الدفاع عن المدينة المنورة ومكة المكرمة، مشيرًا إلى أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي والحرمين الشرفين يتعرضان للخطر، لأن المملكة كما يدعي “لا تستطيع أن ترى الخطر القادم في نهاية المطاف”.
وادعى أقطاي أن دفاع بلاده عن قطر هو دفاع عن العالم الإسلامي، مشيراً إلى أن تركيا ترى ما لا يمكن لغيرها رؤيته، كونها كما يدعي “نقطة النهاية للدفاع عن مكة المكرمة والمدينة المنورة استنادًا لمواقفها التاريخية والوجودية”.
ولعل مقال أقطاي هذا، يبرر السرعة الشديدة التي أقر البرلمان التركي فيها نشر قوات تركية في الدوحة، حيث لم يستغرق الأمر سوى جلسة واحدة فقط، ليخرج الإعلان بالموافقة، وهو ما يؤكد أن الدوحة أعطت أنقرة عن طريق هذه القاعدة والقوات التركية، الحجة التي أرادتها للاندساس في شؤون الدول الخليجية، عبر ادعاءات حمايتها للأمة الإسلامية.
ويستمر أقطاي، الذي يحتل منصباً رسمياً كبيراً في الدولة التركية، في كشف حقيقة المطامع التركية مطالباً الجميع بتفهم “محاولات تركيا وحرصها في الانضمام للدفاع عن العالم الإسلامي”، ليقدم بلاده كصاحبة قوة عسكرية تحمي العالم الإسلامي، ما يجعل وجود لها في الدوحة مبرراً، بل ويشي بمطامع للامتداد أكثر من ذلك.
وبهذا فإن الدوحة من حيث تدري أولا تدري وباستقبالها لقوات تركية، زادت من خطواتها التي تهدد أمن الخليج بإعادة العسكري التركي، إلى المنطقة بعد أن خرج منها إثر تلقيه هزائم منكرة، أحدها هو هزيمتهم في معركة “الوجبة” التي وقعت في 25 مارس 1893 بين حاكم قطر جاسم آل ثاني ووالي البصرة محمد حافظ باشا في قلعة الوجبة في قطر، وانتهت المعركة بانتصار قوات حاكم قطر وعزل والي البصرة، حيث نسي القطريون كما يبدو دماء أجدادهم التي سالت فيها للدفاع عن حريتهم، واستدعوا العسكري التركي ليستقوا به على الجار والأخ والصديق.