محمد بن سلمان وبيل جيتس .. الصداقة والعمل الخيري ووعد قطعه ولي العهد على نفسه
صداقة وطيدة تجمع سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ وبيل جيتس؛ مؤسِّس شركة مايكروسوفت، تجلت في مأدبة غداء خاصّة أقامها جيتس؛ في منزله؛ احتفاءً بولي العهد الذي يزور الولايات المتحدة حالياً في مهمة رسمية، وبحضور الأمير خالد بن سلمان؛ سفير المملكة بواشنطن.
وبملابس شبابية بعيداً عن الرسميات وصخب وسائل الإعلام، وتحقيقاً للوعد الذي قطعه ولي العهد على نفسه للرئيس المشارك لمؤسسة بيل ومليندا جيتس الخيرية، إبّان زيارته الأخيرة للرياض، التقى الصديقان في منزل جيتس؛ في مدينة “الزمرد” سياتل، قبل أن يغادر الأمير إلى محطته التالية لوس أنجليس.
ثلاثة لقاءات
زيارات متعدّدة أجراها جيتس؛ للمملكة، وثلاثة لقاءات جمعته بالأمير محمد بن سلمان؛ لقاءان في العاصمة السعودية، وآخر في نيويورك، من هنا توطدت صداقتهما الخاصّة، فكلما زار مؤسس “مايكروسوفت”، الرياض في السنوات القليلة الأخيرة، كان ولي العهد في انتظاره؛ لتبادل الأحاديث الودية الباسمة، واستعراض أوجه التعاون المشترك.
اللقاء الأول بين الصديقين كان في الرياض في شهر أبريل من عام 2016م، وجرى خلاله بحث مسارات التنسيق تجاه الجهود الخيرية في تلبية الاحتياجات الإنسانية في مختلف أنحاء العالم، وعبّر حينها الثري الأمريكي الشهير عن بالغ تقديره على اهتمام حكومة المملكة بالجمعيات والمؤسسات الخيرية في مختلف دول العالم، وما تقدمه من دعم ومساعدة للمحتاجين.
أما اللقاء الثاني، فكان في يونيو من العام نفسه بنيويورك، وحينها وقع ولي العهد كرئيسٍ لمؤسسة “مسك الخيرية”، مع الرئيس المشارك لمؤسسة بيل ومليندا جيتس الخيرية بيل جيتس؛ اتفاقية تعاون لتدريب القيادات السعودية التي تعمل في المجال الخيري، ونقل أفضل وسائل الحوكمة إلى المؤسسات الخيرية في المملكة، وتطوير منتجات العمل الخيري في المملكة.
وبعدها بعام في نوفمبر 2017 تحديداً، التقى ولي العهد مجدّداً بيل جيتس؛ في الرياض، واستعرضا عدداً من البرامج والمشاريع الثنائية التنموية المشتركة، كما تطرقا إلى الفرص المتاحة في المملكة وفق رؤية المملكة 2030، خاصة فرص الاستثمار في مشاريع “نيوم”، و”البحر الأحمر”، و”العُلا”.
القاسم المشترك
ليست الصداقة فقط هي ما تجمع سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ وبيل جيتس؛ بل يجمعهما أيضاً الميل للعمل الخيري والإنساني، والسعي الحثيث لتغيير العالم من حولهما للأفضل؛ فلكلٍ منهما مؤسسته الخيرية الخاصّة، وتبرعاته السخية.
الأمير محمد بن سلمان؛ الذي ينفق 51 % من مدخوله على الأعمال الخيرية والإنسانية، لديه نشاطات خيرية، ومبادرات اجتماعية متعدّدة، حيث تأثر بعمل والده الملك سلمان بن عبدالعزيز؛ في المجال غير الربحي، وأسّس مؤسسة خيرية تحمل اسمه، وهي مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الخيرية “مسك الخيرية”؛ لدعم تطوير المشاريع الناشئة والتشجيع على الإبداع في المجتمع السعودي، من خلال تمكين الشباب السعودي وتطويرهم، وتعزيز تقدمهم في ميادين العمل والثقافة والأدب والقطاعات الاجتماعية والتقنية.
بينما اشتهر مؤسِّس عملاق الحاسبات بلقب الرجل الأكثر ثراءً وسخاءً؛ لتبرعاته السخية جداً للمؤسسة الخيرية التي أنشأها مع زوجته ميلندا، وحملت اسميهما؛ لتعزيز الرعاية الصحية والحد من الفقر المدقع عالمياً، وتوسيع فرص التعليم والوصول إلى تكنولوجيا المعلومات في الولايات المتحدة؛ إذ تبرع الصيف الماضي لمؤسسته بمبلغ 5 مليارات دولار، ما شكّل نسبة 5 % من قيمة ثروته، ولم يكن هذا هو التبرع الأول، ففي بداية الألفية الجديدة تبرع بنحو 21 مليار دولار نقداً وفي شكل أسهم في شركة “مايكروسوفت”.
اتفاقيات خيرية وتنموية
القاسم المشترك الخيري بينهما توّجاه باتفاقية تعاون بين المؤسستين (مسك الخيرية، وبيل وميلندا الخيرية) عندما التقيا في نيويورك؛ لتدريب القيادات السعودية التي تعمل في المجال الخيري، ونقل أفضل وسائل الحوكمة إلى المؤسسات الخيرية في المملكة، وتطوير منتجات العمل الخيري في السعودية.
وفي نوفمبر الماضي، أطلقت المؤسستان الخيريتان مبادرة لتمكين الشباب من ابتكار حلول إبداعية لمعالجة أهم التحديات العالمية في مسارَي التعليم والمواطنة العالمية، مدعومة بمنح تبلغ قيمتها الإجمالية 10 ملايين دولار.
ومازال الصديقان يشغل بالهما العمل الخيري، حتى في لقاءاتهما غير الرسمية؛ حيث تطرقا إلى الحديث عن عددٍ من البرامج والمشروعات التنموية المشتركة في لقائهما اليوم بسياتل.