المحلية

رحلة لتراث جزيرة الأحلام

خلال سنوات عديدة كنت أنظم رحلات لكل مكان للشباب ، وكنت التمس منهم ذلك الشغف بالمعرفة ، واستمرت تلك المبادرات لتطوف مدن المملكة ، وفِي عام ٢٠١٠ م كانت رحلتنا الشهيرة قافلة إبداع الثقافية التي انطلقت من القطيف للرياض ونجران وأبها وأحد رفيدة ، تلك الرحلة لايمكن نسيانها لجمال تفاصيلها .
وبعد حين بدأت رحلة أخرى بعنوان المحبة والسلام التي بدأنا بها من القصيم وحائل وجدة والمدينة المنورة ، تلك الرحلات الهادفة والمركزة لاكتشاف تراث وطننا الغالي .
اليوم بدأنا باستكمال برنامجنا الذي بدأناه قبل عشر أعوام ، شباب المستقبل وذهبنا بهم للكويت وقطر والشارقة ، اليوم مع الأطفال في ربوع الوطن ، وبدأنا من جزيرة الأحلام كما يحلو لي ، وهي جزيرة تاروت ، لن أتحدث عن تاريخ جزيرة تاروت وعمقها التاريخي ولن أتحدث عن حضارة الفينيقيين وعشتار وتلك القلعة الشامخة بتلك الحضارات التي تعاقبت عليها ، ولا عن قصر محمد بن عبد الوهاب الفيحاني بدارين تاجر الؤلؤ ، ولا عن شواطيء سنابس الساحرة بجمالها ولا عن شجر المانجروف الذي يعطي جزء كبير من سواحل سنابس ، ولا عن الزُّور تلك القرية الحالمة في شمال جزيرة تاروت ، سوف أتحدث عن الأطفال في هذه الرحلة ، كيف كان شغفهم بالمعرفة ، كيف كانوا مذهولين بتلك الحضارة وفخورين في نفس الوقت أنهم ينتمون لهذه الحضارة وأنهم جزء منها ، هكذا تبدأ العلاقة بالحب للمكان والحفاظ عليه ، هكذا نريد برامج لأطفالنا تعزز فيهم حب الأرض والوطن ، هكذا وجدت الأطفال حينما طلبت منهم كتابة القصة لما شاهدوه ، كانت الكلمات تنطق صادقة منهم ، وهنا أيضاً نكتشف عوالم أخرى في مقدراتهم ، وبالفعل كان لكلماتهم وتعبيرهم مجال خصب لنواة كتاب المستقبل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى