المحلية

فيصل بن معمر: مكتبة الملك عبد العزيز في بكين تعزيز للتواصل الثقافي والحضاري بين المملكة والصين

أكد معالي المشرف العام على المكتبة الأستاذ فيصل بن معمّر، مكتبة الملك عبد العزيز في جامعة بكين جاهزية لتنفيذ حزمة من الأنشطة الثقافية والحضارية بدءا من الجمعة المقبل (30 مارس)، للإسهام في تعزيز التواصل الثقافي بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية.
ورفع معاليه أسمى عبارات الشكر والتقدير والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ـ حفظه الله ـ على دعمه للثقافة والمثقفين، حيث أولاها – حفظه الله – جل رعايته وإهتمامه أثناء زيارته لجمهورية الصين الشعبية السابقة وتدشينه المكتبة في جامعة بكين، أعرق الجامعات الصينية ما أعطاها بُعدًا ثقافيًا استثنائيًا، عالي المستوى في تاريخ العلاقة بين الدولتين؛ وعظيم الفائدة والأثر على صعيد الثقافة العربية والإسلامية والثقافة الصينية
وأكد استعداد المكتبة للتشغيل وفق أحدث التقنيات ليفتح آفاقًا واسعة من توفير مصادر المعرفة للباحثين والدراسية والمهتمين بالثقافة العربية والإسلامية من أبناء الصين؛ ودعم برامج تعليم اللغة العربية في الجامعات الصينية؛ ولتشكِّل، في الوقت نفسه، جسرًا للتواصل الثقافي والعلمي والمعرفي بين الثقافة العربية الإسلامية والثقافة الصينية، بما يدعم نمو العلاقات الاستراتيجية بين المملكة والصين في المجالات كافة، داعيًا
المولى عزّ وجلّ أن يتغمّد الملك عبدالله بن عبدالعزيز بواسع رحمته ومغفرته، ويجزيه خيرًا على مأسّسته لهذه المكتبة وفروعها.
وأعلن معاليه عن إقامة البرنامج الثقافي والتشغيلي للمكتبة في الصين بالتعاون مع سلام للتواصل الحضاري، الذي يتضمن عددًا من البرامج الحوارية والندوات العلمية والمعارض المتخصصة؛ منها قسم خاص لعرض رؤية المملكة2030م ورؤية الصين (مبادرة الحزام والطريق)، ومعرض التاريخ والحضارة التقني، الذي يسلط الأضواء على الحضارة العربية والصينية ويقدّم
عرضًا تقنيًا لتطور الكتابة العربية والكتابة باللغة الصينية، ويحتوي على نماذج من الخطوط العربية؛ فضلاً عن برامج الترجمة؛ والدروات التدريبية؛ وتفعيل البوابة الإلكترونية للمكتبات العربية الصينية بالتعاون مع المكتبة الوطنية الصينية على هامش حفل انطلاق الفعاليات الثقافية والحضارية، الذي يشارك فيه نخبة مختارة منالسفراء العرب ورجال الإعلام وأساتذة الجامعات الصينية وعمداء كليات اللغة العربية،والمثقفين السعوديين والصينين في هذا الخصوص.
وأشار ابن معمر إلى أن المكتبة في الصين، تعد دلالة حضارية مهمة على طريق بناء التفاهم والتواصل الحضاري بين أتباع الثقافات والحضارات بما يساهم في تعزيز التعايش والسلام بين الشعوب؛ ترسيخًا لما أعلنته المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن
عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، حفظهما الله الخطط الطموحةالتي تضمنتها الرؤية البصيرة (رؤية المملكة 2030م) بمساراتها المتنوعة لمشاريع محلية وإقليمية وعالمية لتعزيزالتعايش ومكافحة التطرف والإرهاب من خلال مركز الملك سلمان العالمي للسلام؛ ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنساني، والمركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف(اعتدال)، جنبا إلى جنب مع دورها الداعم في تأسيس وإنشاء مركز مكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة ودعم فعالياته، من ناحية؛ وبناء العلاقات العلمية والثقافية بين المملكة العربية السعودية بشكل خاص والعالم العربي عمومًا وجمهورية الصين الشعبية، وهي العلاقات التي تشهد
تطورًا ملحوظًا في جميع المجالات، التي تؤكد متانة هذه العلاقات التاريخية والحضارية بين البلدين الصديقين؛ ليستمر هذا التواصل التاريخي والحضاري والعلمي بين الحضارتين العربية الإسلامية والصينية من ناحية أخرى.
وأوضح معاليه أن المكتبة في بكين تشكِّل نقلة نوعية في العلاقات الثقافية بين البلدين، ونافذة للتعريف بالثقافة العربية الإسلامية ورافدًا لإثراء برامج تعليم اللغة العربية في الجامعات الصينية، مؤكدا أن المكتبة في جامعة بكين، تمثل امتدادًا للعلاقات الحضارية والتاريخية بين العالم العربي والصين، ومعلمًا ثقافيًا تنويريًا يحمل القيم المشتركة بين الحضارتين والدولتين، وتعيد إنتاج المعرفة بما يكفل لها الرواج والاستمرار.
يذكر أن مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تعد من المكتبات العامة الرائدة في العالم العربي من حيث التنظيم والخدمات المعرفية والمشاريع الثقافية التي تعمل على إنجازها، ومن أهمها: الموسوعة الشاملة للمملكة، والفهرس العربي الموحد، وجائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة؛ والمشروع الثقافي الوطني لتجديد الصلة بالكتاب؛ لتسهم بشكل فعال في اكتمال منظومة جسور المعرفة والثقافة العربية والصينية في رؤية حضارية إنسانية شاملة. ومن خلال هذه الجهود والأنشطة تسعى مكتبة الملك عبدالعزيز إلى دعم حركة التأليف والترجمة في كافة المجالات والفنون بما يحقق تطوير النشر العلمي بالمملكة، وفي الجانب الآخر تعريف الشعب الصيني بأصالة
وهوية الإنسان السعودي وجهوده الوطنية والدولية لإرساء ثقافة عالمية للتآخي والتآلف بين كافة شعوب العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى