المحلية

مهرجان الجنادرية.. عندما يجتمع التراث والثقافة والفن تحت سقف واحد

يُعد المهرجان الوطني للتراث والثقافة السعودي، الذي يعرف بالجنادرية، تظاهرة ثقافية وتراثية سنوية. ويأتي الحدث البارز تأكيدًا للهوية العربية والإسلامية للمملكة، وتأصيلاً للموروثات والثقافة الوطنية. وتشرَّف المهرجان السنوي باهتمام ورعاية ولاة الأمر منذ انطلاق نسخته الأولى إلى الآن.

وقد انبثقت فكرته من الرغبة في تطوير سباق الهجن السنوي، الذي اكتسب ذيوعًا على المستويَيْن الوطني والإقليمي، وكذلك رغبة في استرجاع التراث السعودي، وتعريف الأجيال الجديدة به، والشعوب الأخرى.

وتشهد فعاليات الدورة الـ32، التي تنطلق في 7 فبراير 2018م في الجنادرية في الرياض، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، وإشراف وزارة الحرس الوطني، مجموعة من الأنشطة والبرامج الثقافية والفنية والرياضية، التي لا تخلو كل عام من “العرضة السعودية”، إضافة إلى عدد من الندوات والمحاضرات الفكرية والثقافية، ومناقشة أهم القضايا المحلية والإقليمية والعالمية، علاوة على الأمسيات الشعرية، التي تشهد مشاركة أبرز الشعراء في الوطن العربي، فضلاً عن سباق الهجن السنوي.

كما سيشتمل على أوبريت (أئمة وملوك) من كلمات الأمير بدر بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز. وسيتم هذا العام تكريم الأمير سعود الفيصل، والأستاذ تركي بن عبدالله بن ناصر السديري – يرحمها الله -، والدكتورة خيرية بنت إبراهيم بن محمد السقاف.

وتحل دولة الهند ضيفًا على نسخة هذا العام بعروض من التراث الثقافي والاجتماعي والشعبي، والأزياء التقليدية، والعطور الهندية، وأزياء العروس.

وفيما يأتي تستعرض “سبق” رصدًا تاريخيًّا موجزًا للجنادرية:

النسخة الأولى (1985)

انطلق المهرجان في اسمه القديم (المهرجان الوطني للتراث والثقافة) تحت رعاية الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- في 24 مارس، وحقق من خلال نشاطاته المتنوعة بعضًا من أهدافه المرسومة في تأكيد الاهتمام بالتراث السعودي، والموروثات الثقافية، وتعريف الناس بها.

وتم إنشاء قرية متكاملة للتراث، تضم مجمعًا يمثل كل منطقة من مناطق السعودية، ويشتمل على بيت، وسوق تجارى، وطريق يتضمن معدات وصناعات ومقتنيات وبضائع قديمة، وهي ما عرفت بعد ذلك بقرية الجنادرية، وأصبح المهرجان يسمى بها لاحقًا.

النسخة الثانية (1986)

استمرت فعاليات المهرجان في الظهور للعام الثاني على التوالي بعد نجاحه من خلال برامج ونشاطات ثقافية وفنية وشعبية، شهدها أكثر من نصف مليون زائر.

وتضمن عددًا من الندوات والمحاضرات والأمسيات الشعرية، شارك فيها الكثير من الأدباء والمفكرين والكتاب العرب. واشتمل المهرجان كذلك على العروض الشعبية التي شاركت فيها 13 فرقة شعبية، مثلت مختلف مناطق السعودية، علاوة على عروض المهن القديمة، والمقتنيات التراثية. وقد افتتحت فعالياته في يوم 13 مارس.

النسخة الثالثة (1987)

مع حلول النسخة الثالثة من المهرجان، التي عقدت في 18 مارس، تقرر أن تنظم ندوة ثقافية كبرى، يشارك فيها كبار المثقفين والمفكرين العرب، وتهتم بالتراث الشعبي العربي، وعلاقته بالفنون الأخرى. وكان موضوع الندوة (الموروث الشعبي في العالم العربي وعلاقته بالإبداع الفني والفكري).

كذلك أُقيم أول جناح للصناعات الوطنية، وأيضًا أُقيمت أول مسابقة للطفل السعودي، تهتم بالتراث الشعبي السعودي. وإضافة إلى ذلك شهد المهرجان إجراء بعض الإنشاءات الجديدة، وإدخال بعض التعديلات والتحسينات على موقعه. وأُقيم أيضًا لأول مرة عرضٌ للأزياء النسائية القديمة.

النسخة الرابعة (1988)

افتتحت هذه الدورة في 31 مارس، وتخللها عرض لأبرز 60 مهنة وحرفة شعبية من 24 منطقة من مناطق السعودية، كما أقيم 23 معرضًا للجهات والمؤسسات الحكومية، علاوة على عروض الفروسية طوال أيام المهرجان.

وشاركت 16 هيئة حكومية وإقليمية، وكذلك 22 دارًا للنشر سعودية، إضافة إلى مشاركة قطرية في أول معرض كتاب سعودي.

وشهد هذا المهرجان أيضًا إنشاء مبنى دائم للهيئة الملكية في الجبيل وينبع؛ ليكون مقرًّا ومعرضًا لمشاركاتها، وجزءًا من نشاطاتها وأعمالها.

الدورة الخامسة (1989)

شهدت الدورة الخامسة من المهرجان عددًا من البرامج والنشاطات، التي تنوعت بين الثقافية والفنية والتراثية، فضلاً عن الرياضية؛ إذ أُقيم في هذا المهرجان لأول مرة معرضٌ للوثائق، اشتمل على عدد من الوثائق السياسية والاجتماعية والتاريخية التي تبرز تاريخ السعودية.

وتضمن البرنامج الثقافي للمهرجان العديد من الفعاليات والأمسيات الشعرية والندوات، التي ناقشت عددًا من الظواهر والأحداث العالمية, وبدأ المهرجان في 9 مارس.

النسخة السادسة (1990)

انطلقت فعاليات المهرجان السادس في 1 مارس، وتنوعت بين ثقافية وترفيهية وفنية، وكذلك رياضية؛ إذ أقيمت الندوة الثقافية الكبرى عن الموروث الشعبي في العالم العربي وعلاقته بالإبداع الفكري والفني، إضافة إلى عدد من الندوات الفكرية والأمسيات الشعرية.

وبلغ عدد زوار معرض الكتاب في هذا المهرجان 290 ألف زائر وزائرة، وحظي المهرجان بمجموعة كبيرة من العروض المسرحية الهادفة، إضافة إلى إقامة السباقات الرياضية المختلفة.

النسخة السابعة (1992)

اشتملت هذه النسخة التي انطلقت في 13 فبراير على نشاطات متنوعة بين ثقافية وفنية وتراثية، علاوة على سباقات الهجن، التي شهدت إقبالاً جماهيريًّا كبيرًا.

وأُقيمت ضمن نشاطات المهرجان الندوة الثقافية، كما أقيم على هامشه عروضٌ مسرحية، وأمسيات شعرية، إضافة إلى معرض الكتاب، ومعرض آخر للوثائق التاريخية. كما شهدت الجنادرية مسابقة للأطفال، وبعض الألعاب الشعبية، وعرضًا للحرف اليدوية.

النسخة الثامنة (1993)

افتتح المهرجان في 8 إبريل بمجموعة من الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية، وتضمن عددًا من العروض المسرحية والفلكلورية، فضلاً عن الرقصات الشعبية، إضافة إلى الندوات والمحاضرات الثقافية والفكرية، والكثير من النشاطات الأخرى.

النسخة التاسعة (1994)

تضمنت الفعاليات عددًا من البرامج والأنشطة، التي تنوعت بين ثقافية وفنية وتراثية، كما شهد إقامة معرض للكتاب، فضلاً عن الندوات الثقافية والفكرية المختلفة، التي استمرت لمدة أسبوعين، بداية من 31 مارس 1994.

النسخة العاشرة (1994)

انطلق المهرجان في 26 أكتوبر 1994 مشتملاً برنامجه على العديد من الأنشطة الثقافية والفنية والتراثية، التي حظيت بإقبال جماهيري كبير. وأُقيم في ذلك العام معرضٌ للكتاب، وآخر للوثائق والصور، بلغت نحو 300 وثيقة، وأكثر من 120 صورة.

النسخة الحادية عشرة (1996)

تنوعت نشاطات هذه النسخة التي انطلقت 8 مارس، وشملت عددًا من المسابقات، كمسابقة القرآن الكريم، وسباقات الهجن والفروسية، فضلاً عن النشاط الثقافي المعتاد.

وأُقيمت على هامش المهرجان ندوة فكرية حول الإسلام والغرب، شارك فيها مفكرون من جميع أنحاء العالم.

النسخة الثانية عشرة (1997)

تميزت هذه النسخة التي افتُتحت في 6 مارس بالكثير من الفعاليات الثقافية والفنية والتراثية، التي شهدت إقبالاً جماهيريًّا كبيرًا، وتنوعت بين مسابقة القرآن الكريم، وسباقات الهجن والفروسية، وكذلك تضمنت أنشطة ثقافية متنوعة، ولم تخلُ كذلك من أنشطة فنية، اشتملت – على سبيل المثال – على أوبريت الافتتاح.

وكان للمرأة في فعاليات المهرجان دورٌ كبيرٌ ملموس، تعدى المشاركات التراثية والفلكلورية إلى إقامتها النشاط الثقافي، الذي تضمن الندوات والمحاضرات المختلفة.

النسخة الثالثة عشرة (1998)

افتُتحت فعالياتها في 5 مارس، وحفلت بالكثير من الأنشطة الثقافية والفنية والفكرية المتنوعة ما بين محاضرات وأمسيات شعرية، إضافة إلى معارض الكتب والوثائق والصور.

وساهمت المرأة في الفعاليات بإقامة الأنشطة الثقافية المتنوعة.

النسخة الرابعة عشرة (1999)

أقيمت هذه الدورة من المهرجان في 22 فبراير، وواكبها الذكرى المئوية لتأسيس الدولة السعودية (بالتاريخ الهجري من 1319/ 1419)؛ وهو ما أعطى هذه النسخة أهمية زائدة؛ إذ تركزت أنشطة وفعاليات المهرجان حول تأسيس السعودية، وأبرز رجالها.

وتضمن برنامج المهرجان “أوبريت” بعنوان “فارس التوحيد”، يبرز دور مؤسس السعودية الملك عبدالعزيز آل سعود في توحيد البلاد، والقيام على تطويرها.

النسخة الخامسة عشرة (2000)

اختار المهرجان في هذه النسخة موضوع الإسلام والشرق محورًا رئيسيًّا له، كما تضمن مشاركات نسائية عدة، أُقيمت في قاعات مكتبة الملك عبد العزيز العامة. ووصل عدد زوار المهرجان الوطني الخامس عشر للتراث والثقافة منذ أن افتُتح يوم 2 فبراير إلى أكثر من مليون وستمائة ألف زائر.

النسخة السادسة عشرة (2001)

انطلق المهرجان في 18 يناير، وتميز بإقبال جماهيري كبير؛ إذ تضمن جملة من الأمسيات الثقافية والأدبية والتراثية، التي تعكس حضارة وهوية وثقافة السعودية، كما احتضن مسابقة للقرآن الكريم، وسباقًا للهجن، و”أوبريت” غنائيًّا.

كما شاركت دولة البحرين بمتحف داخل السوق الشعبي، تضمن بعض الصناعات والحرف اليدوية السائدة في البحرين قديمًا، إضافة إلى مشاركة دولة قطر بمقهى يمثل الحياة البحرية، وكذلك بيت من الشعر، يمثل حياة البادية فيها.

النسخة السابعة عشرة (2002)

انطلقت هذه الدورة في 23 يناير، وتضمنت عددًا من العروض الثقافية والفنية والتراثية والفلكلورية، فضلاً عن النشاطات والفعاليات الرياضية كسباق الهجن.

النسخة الثامنة عشرة (2003)

انطلق المهرجان في 9 يناير بحزمة من الأنشطة الثقافية، تضمنت عددًا من الندوات والمحاضرات والأمسيات الشعرية والمسرحيات، إلى جانب معرض للكتاب، فضلاً عن مسابقة القرآن الكريم.

كما شهد المهرجان عددًا كبيرًا من الندوات والمحاضرات والأمسيات الأدبية النسائية. وتم من خلال المهرجان تكريم عدد من رجال الأعمال؛ لتميزهم وإسهاماتهم في خدمة البلاد.

النسخة التاسعة عشرة (2003)

في يوم الأربعاء 17 ديسمبر كانت البلاد على موعد مع انطلاق الفعاليات، التي شملت عددًا من النشاطات التراثية والثقافية، منها سباق الهجن السنوي الكبير الذي شارك فيه عدد من دول مجلس التعاون الخليجي. كما تضمن حفل الافتتاح أوبريت “الجنادرية عرين الأسد”.

وأقامت مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض في قرية الجنادرية المعرض الفوتوغرافي الدولي بعنوان “معرض الأرض من السماء”، وقام المصور العالمي يان ارتوس برتوان بتسليط الضوء على حالة الكرة الأرضية في مطلع الألفية الثالثة من خلال صور مأخوذة من الجو.

النسخة العشرون (2005)

افتتح المهرجان في 23 فبراير، وتضمن مسابقة خادم الحرمين الشريفين لحفظ القرآن الكريم والسُّنة النبوية للطلاب والطالبات.

كما انطلق خلال المهرجان سباق الهجن السنوي الكبير الحادي والثلاثون، وأوبريت بعنوان “وطن المجد”.

وشهد المهرجان نشاطات ثقافية، منها 16 مسرحية وندوة مسرحية، ومعرض العشرينية الخاصة بمناسبة مرور عشرين عامًا على المهرجان.

النسخة الحادية والعشرون (2006)

انطلقت في 15 فبراير، وشهدت العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية والتراثية والرياضية، وندوات وأمسيات شعرية، علاوة على سباق الهجن السنوي.

النسخة الثانية والعشرون (2007)

حفلت هذه النسخة من المهرجان بالكثير من الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية والتراثية والرياضية، وتنوعت بين ندوات ومحاضرات فكرية، وأمسيات شعرية، وكذلك معارض الصور والوثائق، فضلاً عن سباق الهجن السنوي بداية من 14 يناير.

النسخة الثالثة والعشرون (2008)

انطلقت فعاليات وأنشطة المهرجان في 6 مارس، وتضمنت مزيجًا من العروض الثقافية والفنية والتراثية والفلكلورية، فضلاً عن النشاطات والفعاليات الرياضية كسباق الهجن.

النسخة الرابعة والعشرون (2009)

حفل مهرجان هذا العام بتنوع كبير في العروض والأنشطة الثقافية والفنية والعروض الرياضية المتنوعة، إضافة إلى الندوات والمحاضرات الفكرية، التي شهدت تسليطًا للضوء على أبرز قضايا الأمة. وقد تم افتتاحه في 24 مارس.

النسخة الخامسة والعشرون (2010)

انطلقت فعاليات المهرجان في 17 مارس/ آذار 2010، وشاركت دولة فرنسا في ضيف شرف للمهرجان. وشمل النشاط الثقافي العديد من الندوات والمحاضرات، التي كان من أبرزها ندوة حول رؤية الملك للحوار والسلام وقبول الآخر.

النسخة السادسة والعشرون (2011)

انطلقت في 13 إبريل، وشهدت العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية والتراثية والرياضية، وندوات وأمسيات شعرية، علاوة على سباق الهجن السنوي.

النسخة السابعة والعشرون (2012)

وشهدت هذه الدورة تضامنًا من السعودية مع شعوب المنطقة، التي شهدت وقتها العديد من الأحداث السياسية المضطربة في سوريا ومصر وتونس واليمن وليبيا؛ لذا تم إلغاء الأوبريت السنوي المعتاد، وتم الاقتصار على سباق الهجن، إضافة إلى مجموعة من الأنشطة الثقافية والتراثية المتنوعة.

النسخة الثامنة والعشرون (2013)

انطلقت دورة هذا العام في 3 إبريل مفتتحة بأوبريت غنائي، وتضمنت عددًا وفيرًا من الفعاليات الثقافية والفكرية، بمشاركة أكثر من 300 مفكر وأديب عالمي، إضافة إلى معرض للفنون التشكيلية، فضلاً عن إقامة سباق الهجن السنوي.

النسخة التاسعة والعشرون (2014)

انطلقت فعاليات المهرجان في 12 فبراير، وشهد الافتتاح أوبريت غنائيًا، وأُقيمت على هامش المهرجان مجموعة من الفعاليات الثقافية والفكرية بمشاركة حشد كبير من الأدباء والمفكرين، إضافة إلى معرض للفنون التشكيلية، فضلاً عن إقامة سباق الهجن السنوي.

النسخة الثلاثون (2016)

افتتحت الدورة في 3 فبراير، وشهدت جملة من الفعاليات الثقافية والفكرية والتراثية، إضافة إلى الفنية والرياضية، وحلت ألمانيا ضيفًا على المهرجان بتخصيص جناح خاص لها تحت شعار “ألمانيا – بلد الأفكار: للابتكار تقاليد”، تجول فيه الزائر داخل أروقة التاريخ الألماني بين الماضي والحاضر والمستقبل.

النسخة الحادثة والثلاثون (2017)

افتُتحت نسخة هذا العام في 1 فبراير، وشهدت عددًا من الفعاليات والأنشطة المختلفة، وكانت مصر ضيف شرف الجنادرية، وشاركت بمجموعة من العروض الفنية والأعمال الفكرية والأدبية.

كما تم إلغاء الأوبريت السنوي تقديرًا لأبطال الحد الجنوبي، ولما تمر به الأمة العربية والإسلامية من أحداث عصيبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى