موقع غربي: العلاقات الدافئة بين السعودية والعراق ستغير المنطقة جذريًّا
أكّد مهيار كاظم، الباحث في كلية لندن والمتخصص في الدراسات الشرقية والإيرانية، أن العراق بدأ في الخروج من الهاوية بنجاحه في هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية وقدرته على منع قيام دولة كردية في شمال البلاد.
أوضح الباحث في مقال له على موقع “وور أون ذي روكس”، المتخصص في تحليل الأحداث والقضايا الدولية، ترجمته عاجل، أن الجزء الأهم في هذه القصة -ويغفله كثيرون- هو العلاقات الدافئة بين السعودية والعراق.
واعتبر قاسم أن العلاقات الدافئة بين الرياض وبغداد تمثل مظهرًا من مظاهر استقرار المنطقة، وضرورة لمواجهة توسع إيران، وفرصة للعراقيين للحصول على دعم إقليمي لإعادة بناء بلادهم.
وتابع الباحث: “بالنسبة للعراق الذي مزقته الحرب، فإن تعاون السعودية يبشر بالخير. يؤمن القادة العراقيون بأن هذه العلاقة قد تؤدي إلى كثير من المساعدة تشتدّ حاجة البلاد إليها لإعادة بناء المناطق التي دمرتها الحرب واستقرار المناطق التي يغلب عليها السنة”.
ومضى يقول: “إذا ركز التقارب بين البلدين على شراكة طويلة الأمد بدلًا من مجرد علاقات دبلوماسية، فسوف تغير العلاقات الجديدة بين الرياض وبغداد المنطقة جذريًّا”.
وأردف: “قد تدعم علاقات متجددة رخاء البلدين، وتساعد في جعل العراق أقرب إلى جذوره العربية إذا توخى هذا النوع من العلاقات بناء بيئة أمنية واقتصادية جديدة في العراق وشمال الخليج. سيعود هذا النوع من العلاقات بالنفع على العراقيين العاديين، وهو أمر يمكن تحقيقه من خلال دعم جهود إعادة بناء العراق وقطاع المجتمع المدني”.
ونوّه الباحث بأن الفرصة موجودة؛ لأن موقف رئيس الوزراء العراقي الحالي حيدر العبادي حيال السعودية يختلف تمامًا عن موقف سلفه نوري المالكي، الذي كان أقرب إلى إيران.
ولفت إلى أن إعادة فتح السفارة السعودية في بغداد وفتح قنصلية لها في النجف وإعادة افتتاح معبر عرعر الحدودي وبدء رحلات منتظمة بين البلدين ومشاركة المملكة في معرض بغداد الدولي يمثل علامة على تحسن العلاقة.
وأشار إلى أن إعادة إعمار العراق باستخدام التمويل الخليجي يعتبر وسيلة لتحويل التحالفات السياسية في ذلك البلد.
وأضاف: “دمج العراق في الإطار الأمني الحالي للخليج من خلال تحسين علاقته بالسعودية سيساعد في عزل إيران والحد من توسعها في العالم العربي”.
وأوضح أن وجود شراكة سعودية عراقية مزدهرة من سيحفز التغيير في الصناعات العراقية ويسهم في مواجهة الهيمنة الاقتصادية والسياسية لإيران.
وأشار إلى أن نجاح السعودية في كسب دعم الشعب العراقي هو أضمن طريقة لحماية مصالحها طويلة الأجل في أي شراكة بين البلدين. مشيرًا إلى أهمية دعم المنظمات غير الحكومية المحلية في العراق المرتبطة بالعراقيين العاديين أكثر مما هي مرتبطة بالنخب السياسية العراقية ومؤسسات الدولة.
وأضاف: “من شأن مبادرة ثقافية سعودية احترافية داخل العراق مواجهة الدبلوماسية الثقافية الإيرانية والأنشطة الدينية التي بدأت في عام 2003”.