ازدهار العلاقات بين المملكة وروسيا يثير قلق الإعلام الأمريكي
رأت شبكة “سي إن بي سي” الأمريكية أن الصداقة المزدهرة بين السعودية وروسيا تجسدت عبر الاتفاقيات الأخيرة التي أبرمت بين البلدين والتي تدل على تغير جديد في النظام العالمي المتطور باستمرار.
وأشارت إلى أن المملكة تتمتع بعلاقة تعاونية واسعة وقائمة منذ فترة طويلة مع الولايات المتحدة والتي يعود تاريخها إلى بدء الاكتشافات النفطية في المملكة في ثلاثينيات القرن الماضي، مضيفة أن العلاقة بين البلدين أصبحت أكثر دفئا وهو ما ظهر في زيارة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” ولقائه بخادم الحرمين الملك سلمان في الرياض، عما كانت عليه خلال السنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق “باراك أوباما”، إلا أن العلاقات والروابط التعاونية تنتعش الآن بين المملكة وروسيا الخصم طويل الأمد للولايات المتحدة.
واعتبرت أن التعاون الأبرز بين الرياض وموسكو ظهر في اتفاق تقليص الإنتاج النفطي بين أعضاء “أوبك” والمنتجين غير الأعضاء بالمنظمة، والذي وقع وجرى تمديده إلى حد كبير بفضل جهود ممثلي السعودية وروسيا.
ونقلت الشبكة عن “كيريل دمترييف” الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار الروسي المباشر، إشادته بالاتفاق واصفا إياه بالتاريخي، وأشار إلى أنه ولأول مرة تعمل السعودية وروسيا سويا بشكل جيد جدا على الساحة الدولية.
وفي دليل على تقوية العلاقات بين البلدين، شهد أمس الجمعة إعلان أكبر شركة روسية منتجة للنفط وهي “روسنفت” و”أرامكو” السعودية عن تطلعهما للاستثمارات المشتركة في المملكة، كما كشفت شركة “لوك أويل” النفطية الروسية العملاقة عن أنها ستدرس تسويق النفط بجانب “أرامكو” السعودية، وفي نفس اليوم أكدت المملكة على أنها ستقيم إمكانية الانضمام إلى مشروع الغاز الطبيعي الروسي المسال في القطب الشمالي.
تأتي هذه التطورات بعد إعلان الرئيس الأمريكي الخميس الماضي عن قراره بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس للتغير المناخي وهو الأمر الذي سيكون له تأثير واسع وطويل فيما يتعلق بتراجع الدور القيادي الأمريكي وانسحابها من اتفاقيات دولية حيوية.
ونقلت عن “فلاديمير ياكونين” رئيس معهد “دوس” الألماني للأبحاث عن أن هذا الانسحاب يظهر تصاعد قوة الدول الشرقية في مقابل تراجع قوة الدول الغربية المستمر، حيث تظهر البيانات نموا سريعا نسبيا في الاقتصاد الآسيوي.