المحلية

“سعود، وسلمان””الخبيب” و”الصفيف” و”الدلي” .. تعرَّف على سرعات منافس الخيول

بَلَغَتْ قيمة جائزة سباقات الهجن في النسخة الثانية من مهرجان الملك عبد العزيز للإبل “95,808,000” ريال سعودي موزعة على: (2172) جائزة، خلال (228) شوطاً، ضمن مضمار يبلغ طوله (8) كم، وعرضه يبدأ من (40) مترًا وينتهي بعرض (12) متراً؛ ليكون المهرجان أبرز ملتقى دولي يوفر وجهة ثقافية، وسياحية، ورياضية، واقتصادية، عن الإبل وتراثها، ويضفي مزيدًا من الراحة والمتعة للزوّار والمشاركين فيه؛ إذ جَرَتْ إنارته كاملًا، وإقامة جميع المرافق اللازمة.
وتتميز سباقات الهجن بطابع الإثارة والتنافس بين مربي الجمال، حيث تتنافس الجمال على جوائز قيمة، وسط حضور جماهيري بارز وكبير من مختلف الدول الخليجية، فمنذ البداية تشتعل هتافات الجماهير بأسماء الجمال، والجمل الفائز يحصل مدربه على مبلغ مالي كبير.
وكانت المسابقة بين الإبل معروفة في صدر الإسلام وفي الجاهلية، وكانت مرغوبة لدى المسلمين، لما فيها من التمرين على الفروسية والشجاعة؛ لذلك كان الصحابة يتسابقون على الإبل بكثرة، حيث يتم سباق الهجن وفق قواعد وشروط محددة ومعروفة للمشاركين في السباق، وللمتابعين له، وتشمل هذه القواعد مواصفات ميادين السباق، وصفات الهجن المشاركة في السباق، وإجراءات تنظيم السباق.
وتتسابق الهجن في هذه الرياضة بسرعة تصل إلى (64) كم في الساعة، في مضامير مخصصة لهذا السباق، تشبه هذه الرياضة إلى حدٍّ كبير سباق الخيل، غير أنَّ الاختلاف بين سباق الهجن وسباق الخيول هو الركبي الآلي الذي يوضع على الجمل أو الهجن، في حين في سباقات الخيول يركبه فارس قد يخسر الكثير من وزنه مقابل الحفاظ على لياقته؛ لكي يتحمله الحصان في السباق، أما سباقات الهجن فيُستعمَل الرجل الآلي الذي يصل وزنه (3-2) كلغ فقط.
ويُعد سباق الهجن أو الهجانة، رياضة عربية أصيلة مشهورة في الشرق الأوسط بين العرب ولاسيما في منطقة الجزيرة العربية، وكذلك في إفريقيا وأستراليا والهجن نوع من الإبل، تُستعمَل للرياضة والركوب، وتحرص بعض الدول -وبخاصة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والأردن وسلطنة عمان ومصر- على إقامة هذا السباق بانتظام، وعلى تنظيم المهرجانات والاحتفالات الشعبية الكبيرة في أثناء إقامته.
وتتباين ميادين السباق من بلد إلى آخر من حيث الشكل، فقد تكون على شكل مضمار مستقيم، أو ميدان بيضيّ الشكل، أو على شكل دائرة، وعادة ما تكون ميادين السباق مجهزة بمنصة رئيسة للمشاهدين، تمكّنهم من متابعة السباق في مراحله المختلفة.
ويتضمن الميدان بعض التجهيزات الفنية المساعدة لضبط ومتابعة وتحكيم السباق، فتوجد مثلًا أجهزة نقل تلفازية موزعة على أماكن متفرقة من المِنصة، تساعد في متابعة السباق في مراحله البعيدة عن المنصة، وتستقبل هذه الأجهزة إرسالها من أجهزة تصوير مثبَّته على سيارات نقل خاصة مجهزة بشكل يمكنها من متابعة السباق منذ البداية، وخلال مراحله المختلفة وحتى النهاية.
وتوجد أجهزة تصوير متطوِّرة ودقيقة مثبتة عند خط النهاية لتصوير الهجن عند وصولها خط النهاية، وتُستعمَل للمساعدة في تحديد الجمل الفائز عند وصول أكثر من جمل واحد إلى خط النهاية في وقت واحد، ويتم السباق لمسافات مختلفة لا تتعدى ـ عادة ـ دورة واحدة حول الميدان البيضي، أو الدائري، وهي تتراوح ما بين (10-8) كم، وقد تصل إلى (22) كم.
وتتميز الإبل التي تشارك في سباق الهجن بأنها أصيلة، من نسل السلالات العربية المؤصلة، وهي ما تعرف بأبناء أو بنات النوق الأصايل؛ حيث تتصف بصفات خاصة تؤهلها للجري السريع، إضافة إلى صفاتها العامة، التي تشترك فيها مع بقية الإبل الأخرى، فهي تتصف بأنها ذات سنام واحد ورقبة طويلة، وأكتاف وأرجل قوية.
ويصل وزن الواحدة منها من (500) إلى (600) كلغ، إضافة إلى ذلك تتميّز إبل السباق بنحافة الجسم، والرشاقة، وخفة الحركة، وسرعة الجري، والقدرة على التحمل، والاستجابة للتدريب، وتشمل إجراءات سباق الهجن تحديد نوع الهجن المشاركة، وعمرها، وفئاتها، وفترات السباق، وتشارك كل من الجمال والنوق عادة في أشواط مستقلة.
وقد يكون هناك بعض الأشواط المختلطة التي تسمح بمشاركة كل منهما في الشوط نفسه، حيث يجب أنْ يكون عمر الهجن المشاركة في كل شوط من أشواط السباق متساويًا؛ لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص، ويرتبط بتحقيق هذا المبدأ أيضًا وضع الإبل في فئات متجانسة من حيث المستوى، أي عدم وضع الهجن المعروفة بقدرتها العالية في فئة واحدة مع التي لا تُعرَف قدرتها.
وهناك بعض الأشواط المفتوحة التي يُسمح فيها بالمشاركة لجميع من يرغب في المشاركة، لمزيد من التنافس واكتساب خبرة السباق، ويتم تدريب الهجن على أربع مراحل، تهدف المراحل الثلاث الأولى إلى ترويض الهجن وتعويدها الانصياع للأوامر، ويقوم بهذه المراحل (المضمر) وهو الشخص الذي يقوم بترويض الهجن.
وتهدف المرحلة الرابعة إلى تدريب الهجن على الجري السريع، ويقوم بها (المطي)، وهو الشخص الذي يقوم بتدريب الهجن على السرعة، حيث تتحرك الإبل بسرعات مختلفة، تبدأ بطيئة وتزداد تدريجيًّا، لتصل إلى أقصى سرعة، وتتمثّل هذه السرعات في المشي، وهو أبطأ سرعة للهجن، فإذا زادتْ سرعة المشي قليلًا سمي (خبيبًا) وهو يمثّل السرعة الثانية للهجن.
أما (الصفيف) فهو أسرع من (الخبيب)، وترتاح الهجن للصفيف، فهو لا يرهقها، وتستطيع أن تستمر فيه مدة طويلة؛ تقطع خلالها مسافات طويلة، ويجيء بعد ذلك (الدلي)، وهو يمثل السرعة الأقل من القصوى للهجن.
وعادة ما تبدأ الهجن السباق بهذه السرعة وتتدرج منها إلى السرعة القصوى، غير أنَّ بعض الهجن تلجأ إلى الدلي عندما تتعب من الجري بالسرعة القصوى، ويسمى الجري بأقصى سرعة (الركض) والذي تبدو فيه الهجن وكأنها تقفز قفزًا، ولا تستطيع الهجن الاستمرار في الركض طوال فترة السباق، ولكنها عادة تراوح بينه وبين الدلي. المتحمي: شهداء طائرة عسير فداء للوطن، و”المهرجان” مُشرّف
الرياض – رشاد اسكندراني
يتدافع الحزن والفخر في محاجر عينيّ ابن الشهيد، لكن فرحة القلوب الموقنة بالشهادة تغلب مواجع الفقد؛ لترتقي إلى منازل الخلود، هكذا التقينا “سعود وسلمان” ابنيّ الشهيد محمد بن سعود المتحمي، وقد حلّا نجمين في فضاء الصياهد الجنوبية؛ لزيارة مهرجان الملك عبد العزيز للإبل في ثاني مواسمه.
وكما يحمل نوط الشهادة فخرًا كان سعود يعرِّفنا بنفسه قائلًا: “ابن شهيد طائرة عسير الشيخ محمد بن سعيد أبو نقطة المتحمي محافظ محافظة محايل، وأحد مرافقي الأمير منصور بن مقرن بن عبدالعزيز رحمة الله عليهم جميعًا”، ليسترسل معنا في الحديث بفصاحة ورثها عن والده، واكتسبها بنجابته، قائلا: “إنَّ ما رأيناه في مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل أمر مُشرِّف، حيث نقل لنا صورة عن تاريخ وعراقة وإرث المملكة العربية السعودية بشكل عام، وما استفدناه وتعلمناه عن الإبل كان غائبًا عنا”.
وأضاف “لقد أخذْتُ جولة أنا وأخي سلمان في ربوع التراث، وتعرفنا على أنواع الإبل وتاريخها، وأبهرنا الأسلوب التفاعلي في العروض المقدمة، الأمر الذي أسهم في جذب الزوّار”، لافتًا إلى أنَّ عروض القبة البانورامية جعلتْنا نعيش لحظات مدهشة وممتعة، وسعدنا بوجود هذا النموذج في بلدنا”.
“سعود المتحمي” الذي يفخر بخدمته للوطن في أحد أهم أجهزة الحراسات بالمملكة، استوقفته فعالية “جنودنا البواسل”، وفيما تتمعن عيناه صور الشهداء، استوقفه لوحة زميل له، ولوحة أخرى قربه توثق شهداء طائرة عسير، الأمير منصور بن مقرن ووالده المتحمي ووكيل الإمارة والأمين ومرافقيهم، ما دفعه للقول: إنه “على ما في القلب من حزن، على ما فيه من الفخر والفرح، حين تحققتْ لهم الشهادة في طائرة العز والشرف؛ لأنهم توفوا في خدمة الوطن والمواطنين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى