المحلية

20 ساعة لواحدة من أعقد عمليات جراحات قاع الجمجمة لأربعينية بـ ” الملك عبدالله الطبية “

نجح فريق طبي متخصص بمركز جراحات المخ والأعصاب وقاع الجمجمة بمدينة الملك عبدالله الطبيه بالعاصمة المقدسة من إجراء عمليه جراحيه نادره وبالغة التعقيد لسيده سعوديه في العقد الرابع من العمر بعدما أظهرت نتائج أشعة الرنين المغناطيسي وجود ورم سحائي لوحي ممتد.

وأوضح قائد الفريق الطبي الدكتور محمد غازي عبده إستشاري جراحة المخ والأعصاب وقاع الجمجمة والعمود الفقري والمناظير بالمدينه الطبيه، وجود ورم سحائي أمام جذع الدماغ وأمام الحبل الشوكي العنقي والثقبه العظمى في قاعدة الجمجمة وممتد على الجانب الخلفي من المنحدر و إلى داخل النفق تحت اللساني في جهتي عظم قاعدة الجمجمة و بمحاذاة الفقرات العنقيه الاولى والثانيه .

وتكمن صعوبة الورم بالاضافه الى موقعه إحاطته الشريان الفقاري الدماغي الأيمن بالكامل والمتضيق من جراء ضغط الورم بالاضافه الى أحاطته بأعصاب الدماغ التاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر على التوالي وملاصقته للشريان النخاعي الأمامي.

وأردف قائلاً، أنه في مثل هذه الحالات المعقده والتي يقع فيها الورم بالجانب الأمامي من جذع الدماغ والحبل الشوكي ومتشعب ومتشبث بالأوعيه الدماغيه وبأعصاب الدماغ وممتد بشكل لوحي على جهتي قاع الجمجمة يستحيل إستئصال الورم بالكامل للخطورة العاليه على حياة المريضه وعلى أعصاب الدماغ وأجزاء الدماغ الحيوية حول المنطقة مما قد تؤدي إلى الوفاه أو شلل وصعوبة تنفس وصعوبة في البلع مما يحتاج معه الى أنبوب تنفس وأنبوب تغذيه وعنايه تأهيلية لفترة طويله .

وقرر الفريق الطبي المتخصص تقسيم الخطه العلاجية إلى ثلاث مراحل:

المرحله الأولى قيام فريق الأشعه التداخلية للأوعية الدماغية بدراسة إمكانية إغلاق الشريان الفقاري الموجود بالكامل داخل الورم بواسطة القسطرة وهو ما تم بفضل الله بدون أي مضاعفات وبقيادة الدكتور فيصل الغامدي إستشاري قسطرة الأوعيه الدماغيه بالمدينه.

وجاءت المرحله الثانيه وهي العمليه الجراحيه والتى هدفها إستئصال أكبر قدر من الورم مع المحافظة على وظائف جذع الدماغ والحبل الشوكي والأعصاب الدماغيه السفلى . وتمت مراقبة الوظائف الحيوية لجذع الدماغ والحبل الشوكي والأعصاب الدماغيه خلال العمليه بواسطة الدكتور أسامه شمس إستشاري طب الأعصاب والمراقبه العصبيه وهو ما يسر على الجراح تحديد أماكن الأعصاب الدماغيه وتجنبها أو عمل ممرات فيما بينها لكي يتم إستئصال أكبر قدر من الورم بدون إحداث أي عطب فيها .

وأضاف، الدكتور محمد غازي عبده أن العمليه دامت ٢٠ ساعه ١٧ ساعه منها هي الفتره الفعليه للإجراء الجراحي و٣ ساعات للإعداد للعمليه حيث تم إستخدام تقنية نظام الملاحه والميكروسكوب الجراحي، وأبانت نتائج الفحص الإكلينيكي بعد العمليه تمتع المريضه بكامل الوظائف الحيوية للدماغ وسلامة الأعصاب الدماغيه من أي إصابه أثناء الإجراء الجراحي وتمتعها بالحركة الكامله في جميع الأطراف والكتفين والرقبة. كما أوضحت نتائج أشعة الرنين المغناطيسي ولله الحمد إستئصال ٧٠ في المئه من كتلة الورم وإبقاء الجزء الملتصق بالاعصاب الدماغيه حفاظا على سلامة المريضه.

ويأتي اخيراً، المرحله الثالثه وهي الجراحه الإشعاعيه تحت إشراف إستشاري الجراحه الإشعاعيه الدكتور محمد المغربي في مركز الأورام بجده والتابع للمدينه الطبيه والتي سيتم من خلالها تسليط جلسات إشعاعية على الجزء اليسير المتبقي من الورم لتثبيط نموه مستقبلا وعلى المدى البعيد وستتم المتابعة الدورية والمستمرة مع المريضة وهي تتمتع بصحة وعافية لتمارس حياتها الطبيعية مستقبلاً.

وبدوره قدم الدكتور محمد غازي عبده شكره وتقديرة لكامل أعضاء الفريق الطبي من أطباء وممرضين وطاقم تخدير وأعضاء وحدة جراحة قاع الجمجمة على آرائهم في الإعداد للعمليه وأثناء العمليه.

وأضاف أن ما توليه حكومتنا الرشيده من إهتمام بالموارد البشريه وتدريبها في أرقى جامعات العالم وتجهيز مركز مستقل للعلوم العصبيه بالمدينه الطبيه بالأجهزه الطبيه و الإمكانيات عالية الكفاءه وغرف العمليات وغرف العنايه الخاصة بالمركز لمواكبة التطور المتسارع في وزارة الصحه كان له الأثر الكبير في إنجاح واحده من أصعب وأندر عمليات جراحة قاع الجمجمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى