المحلية

النشر الإلكتروني.. مكاسب للمؤلف ونضج للمجتمعات

احتضن معرض الرياض الدولي للكتاب 2024، ندوة حوارية ضمن برنامجه الثقافي، بعنوان “صوت الكلمة المكتوبة: كيف يتطور النشر في عصر التكنولوجيا”، شارك فيها الاستشاري في إدارة ومعالجة المحتوى العلمي الرقمي الدكتور سليمان الرياعي، والمتخصص في تقنية المعلومات والتحول الرقمي المهندس ناهض الحربي، وأدار دفة حديثها المتخصص في التقنية الدكتور علي الأكلبي.

وأوضح المتحدثون أن النشر الإلكتروني لديه القدرة على إحداث النضج في المجتمعات، وتوليد قفزات في عالم الطب والهندسة على سبيل المثال، مشيرين إلى أن النشر الإلكتروني يحقق مكاسب كثيرة للمؤلف.

وقال الرياعي، في بداية الندوة: “عاش التأليف في الوطن العربي مراحل عدة، وأكبر أثر هو التحول إلى النشر الإلكتروني، وننتظر لهذا التحول أن يحقق مكاسب كبيرة للمؤلف لكونه تحولًا حقيقيًّا ومؤثرًا، فلا يتطلب دور نشر، ولا صناعة نشر منذ انطلاقه، وأصبح تحولًا في صناعة المحتوى بشكل عام”.

وتحدث الرياعي عن قدرة النشر التقني على إحداث النضج في المجتمعات، وتوليد قفزات في عالم الطب والهندسة على سبيل المثال، وكيف أثر المحتوى الرقمي في المنافسة في حجم الإنتاج، مشيرًا إلى أن أرقام المملكة في الإنتاج العلمي متميزة جدًّا، فيتوجب علينا اغتنام هذا التقدم التقني في كل ما من شأنه فائدة لوطننا”.

وبيّن أن حماية الملكية الفكرية لم تستطع مجابهة التحول الرقم الرقمي، “فهناك أنظمة تقنية قادرة على صناعة نص ووصولها إلى مستوى لا تستطيع كشفها، ولم تستطع الحماية الفكرية مواجهة هذه المعضلة”.

ووجّه الرياعي دعوته إلى دور النشر بالتكتل مع ناشرين كبار أو شركات تقنية، وتصنيف المنشورات وتحديد ما يناسبها للتحول التقني.

بدوره، يرى المتخصص في تقنية المعلومات والتحول الرقمي المهندس ناهض الحربي، أن تأثير التقنية شمل جميع مناحي الحياة، وليس النشر فقط “فكل تغير تقني يحدث معه تغيرات” مستدلًّا في حديثه بالذكاء الاصطناعي.

وقال الحربي: “هناك تحول رقمي حاضر، والكتاب بعد سنوات سيصدر بلغات عدة في وقت واحد لأن الذكاء الاصطناعي يستطيع تغيير المحتوى وفق الحاجة والطلب”.

وتوقع أن جميع الكتب القديمة ستبقى حية عن طريق الذكاء الاصطناعي وباللغات كافة، “ولذا فدور النشر التقليدية ستخرج من السوق ولابد من تملك ذكاء اصطناعي يساعدها”.

وذكر أن هناك ضوابط وتشريعات وأنظمة تتعلق بكيفية التعامل مع الذكاء الاصطناعي سعيًا إلى ترتيبه، والمملكة لها جهود كبيرة في هذا المجال، ويعد إصدارها نموذج “علّام” التابع للهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا”، أحد أفضل النماذج التوليدية باللغة العربية في العالم.

ويُقدم معرض الرياض الدولي للكتاب 2024 برنامجًا ثقافيًّا ثريًّا يتضمن أكثر من 200 فعالية تناسب جميع الأعمار، وتشمل العديد من الندوات والجلسات الحوارية، والمحاضرات والأمسيات الشعرية والعروض المسرحية وورش العمل التي يقدمها نخبة من الأدباء والمفكرين والمثقفين السعوديين والعرب والدوليين، وتناقش موضوعات مختلفة في شتى المجالات.

-انتهى –

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى