“منطق الحكاية العربية”.. إحدى ندوات معرض الرياض الدولي للكتاب
نظم معرض الرياض الدولي للكتاب 2024، ضمن برنامجه الثقافي، ندوة حوارية بعنوان “منطق الحكاية العربية”، استضاف فيها كلًّا من المفكر والمتخصص في الدراسات العربية النقدية الدكتور عبدالله إبراهيم من العراق، والباحث الموسوعي العراقي سعيد الغانمي، وأدارها الناقد محمد الحرز.
وقال إبراهيم، في حديثه في الندوة، إن منطق الحكاية هو منطق السرد “لأن الحكاية لب السرد، فبدونها تبطل مهمة السرد، وفي تقديري أن هناك مستويين اثنين: منطقًا خاصًّا لبناء الحكاية، وآخر لدلالة الحكاية”.
وأضاف: “أن الحكاية هي ذلك النسيج المتماسك من الشخصيات والبناء الذي يقع في مكان ما وزمان ما، ومن دون الحكاية ينفرط عقد السرد، وتدور في مدارات شبه منطقية يعرفها المتمرسون في السرد”.
وتابع إبراهيم قائلًا: “فالمنطق الأول يصطلح عليه بالبناء المتتابع، حيث تتابع فيه أحداث الحكاية، وهو أشهر منطق، ومنه الحكاية التاريخية وانتقل إلى الحكاية السردية، أما البناء الثاني فهو البناء المتداخل، وهو تداخل الأحداث بصرف النظر عن ترتيبها”.
أما البناء الثالث وكما عرّفه إبراهيم فهو البناء المتوازي لأحداث الحكاية، “وهو معروف لقراء الحكايات الشعبية، بحيث تقع الأحداث في زمن واحد لكن في مكانين مختلفين”.
ويتمحور البناء الرابع بحسب رأي إبراهيم في البناء المتكرر، وقال: “فالأحداث تتكرر أكثر من مرة، وبحسب الزاوية التي ينظر لها، ليأتي البناء التضميني وهو أن الحكاية تتولد وتتفرخ منها حكايات أخرى”.
من جهته، أوضح الغانمي أن الحكاية العربية مجرى مزج بين تمثيل الواقع المرجعي وتخيله، وهو النظام البنائي للحكاية، قائلًا: “المنطق يستخدم استخدامات متعددة في اللغة العربية، ويأتي معنى من معانيه القول، أي ما يصدر عن الإنسان من كلام، واستخدام المنطق حظيت به مجالات أدبية وفلسفية عدة، فالمعنى الذي نستخدمه الآن بمعنى المعقولية والتوافق مع العقل، أما الحكاية فسلسلة من الأحداث تفضي إلى النهاية”.
وبيّن أن الحكاية تنبني على الواقعية وترتيب الأحداث وفق نظام عقلي زمني ونظام سببي، “وعندما نقول نصوصًا عربية أي أنها نصوص راسخة في الذهنية بلغة عربية، ولها تقاليدها والتي تعني ما يتكرر ويتفق عليه المرسل والمتلقي”.
ولفت الغانمي، إلى أن هناك أصنافًا سردية متعددة ولكل منها سماته، ولكل صنف من هذه الأصناف تقاليده الخاصة في الإرسال والتلقي، ومنها أصناف تتعلق بتنظيم الأفعال السردية.
وتأتي الندوة، ضمن البرنامج الثقافي الثري للمعرض الذي يتضمن أكثر من 200 فعالية تناسب جميع الأعمار وتشمل العديد من الندوات والجلسات الحوارية، والمحاضرات والأمسيات الشعرية التي سيقدمها نخبة من الأدباء والمفكرين والمثقفين من السعودية وعدد من دول العالم، وتقام على مسرح المعرض، إضافة إلى العديد من ورش العمل التي تناقش موضوعات مختلفة في شتى المجالات. كما تتضمن الباحة الخارجية للمعرض العديد من العروض التفاعلية والفعاليات الثقافية والفنية والمسرحية المميزة التي يقدمها العديد من الفنانين والمسرحيين.
يذكر أن معرض الرياض الدولي للكتاب 2024 افتتح أبوابه الخميس، ويستمر حتى الخامس من أكتوبر المقبل، ويستقبل زواره من الساعة 11 صباحًا إلى 12 منتصف الليل، باستثناء يوم الجمعة حيث يبدأ استقبال الزوار من الساعة الثانية مساء.