في مهرجان الكُتاب والقُراء.. تقاطعات فنية بين الفلسفة والأدب
استعرض مهرجان الكُتّاب والقرّاء لوحات فنية لأشهر الأدباء العالميين مستوحاة من فلسفاتهم الأدبية، خُصصت لها مساحة جدارية في مقر المهرجان، في مركز الأمير سلطان الحضاري بمحافظة خميس مشيط في منطقة عسير.
وقد غطت تلك التقاطعات الفنية مجموعة واسعة من المواضيع والمجالات المتنوعة، مما ترك الأثر الملموس على الفلسفة وامتد ليُكوّن الإبداع الأدبي، جُمعت تلك الحوارات من مختلف الفلاسفة على مرّ العصور لتكشف عن أسئلة فلسفية مهمة، شكلت جانب المعرفة والجمال لدى الفيلسوف الأديب.
وعرضت المساحة الجدارية عدداً من الفلاسفة منهم: أفلاطون في لوحة من عمل الرسام الأسباني (جوزيف دي ريبيرا 1630 )، وهي تشرح اعتقاده بأن الأشياء المادية في العالم هي مجرد نسخ غير كاملة، ولا يسهم بمعرفة حقيقة الأشياء سوى التأمل، وأهم فلاسفة المثالية الألماني هيغل الذي مَثل رؤيته في لوحة فنية الرسام (ياكوب شليزنغر1825)، حيث يرى هيغل أن الرؤية السائدة حول تطور الحضارة والفكر رؤية غير دقيقة، وذلك لأننا نُبالغ في إصلاح أخطاء الماضي مما يجعلنا نرتكب أخطاء جديدة، وفي الأخلاق كان الفيلسوف إيمانويل كانط بلوحة من الرسام (يوهان بيكرا 1768 )، التي تحكي مفهوم القاعدة الثابتة في الأخلاق لدى كانط وهي أن الفعل لا يكون أخلاقياً إلا لو كان لكل الناس أن يفعلوه، إذ يُعد كانط من أهم فلاسفة عصر التنوير وأهم من كتبوا عن العقل، ومن أشهر كُتبه “نقد العقل المحض” المنشور عام 1781م.
ومن جانب آخر عُرضت لوحات فنية مُقترنة بأفكار فلسفية تحمل عناوين أدبية مُصغرة تجمع ما بين الفلسفة الأدبية وفكرة الفنان الموجودة بلوحته وكأنهما متشاركان بالرأي ذاته، منهم: الكاتبة الفيلسوفة سيمون دي بوفوار مُقترنةً بفريدا كاهلو في لوحة بعنوان (بناء ذاتي)، في اهتمامً مشترك بتقديم الذات والبناء الأنثوي في المجتمع، والفيلسوف ديفيد لويس في لوحة بعنوان (فلتزهر الكثير من الأزهار) مستوحاة من بورتريه ساعي البريد لفان غوخ، تعبيراً عن انفتاح لويس وتقبله لمُختلف الآراء.
كما ويتيح المهرجان أركان مميزة مثل القصائد بين الطرق، ومنصة الفن والأقصوصة، وتحديات وتجارب أدبية، علاوة على مناطق أخرى للتفاعل مع الزوار تهدف إلى زيادة معرفتهم، كمنطقة الأطفال والمغامرين الصغار، وحديقة المطل، وممشى الأدب، إضافة إلى منطقة المطاعم والمقاهي المحلية التي تقدم تجارب متنوعة في عالم النكهات والأطباق التقليدية، وتجربة تذوق مجموعة واسعة من أنواع القهوة، ومنصة للفنون التشكيلية تتيح للفنانون المحليون إبراز مواهبهم في المزج بين الفن والأدب.