رياضة

خبرات وتجارب وأفكار ملهمة في ملتقى الإبداع الرياضي التاسع

نظمت “جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي” عضو “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية” ملتقى الإبداع الرياضي التاسع تحت عنوان “تجارب مبدعة” وتحدث فيه عدد من الفائزين بفئات الدورة التاسعة للجائزة الأكبر من نوعها من حيث قيمة الجوائز وعدد الفئات، والاولى على الإطلاق في العالم التي تعنى بجانب الإبداع في العمل الرياضي.
واستعرض ملتقى الإبداع التاسع خلال خمسة جلسات أقيمت صباح أمس الثلاثاء 9 يناير 2018، أفكار ملهمة من واقع تجارب وخبرات الفائزين في الدورة التاسعة من الجائزة، وذلك بحضور سعادة مطر الطاير رئيس مجلس أمناء الجائزة، وصاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان آل سعود وكيل الهيئة العامة للرياضة للتخطيط والتطوير، رئيس الاتحاد السعودي للرياضة المجتمعية، وسعادة سعيد حارب أمين عام مجلس دبي الرياضي، وأعضاء مجلس أمناء الجائزة، وموزة المري أمين عام الجائزة، وناصر أمان آل رحمة مساعد أمين عام مجلس دبي الرياضي، وعدد من القيادات والشخصيات الرياضية البارزة.
الجلسة الأولى:
تحدث في الجلسة الأولى التي حملت عنوان “تجارب مبدعة” كلًا من الحكم الدولي التونسي طارق بن محمد الصويعي الفائز في فئة الحكم العربي، الذي عبر عن سعادته البالغة للفوز بالجائزة، وقال: “إن (جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي) هي شرف كبير يفتخر بنيله كل رياضي في الوطن العربي وفي العالم، فهي تعد أرفع تتويج لجهود الرياضيين المبدعين، وأعتبرها أكبر حافز رياضي للحفاظ على الإنجاز والإبداع في القطاع الرياضي”.
وأضاف الصويعي: “إن قبول ملف الترشح للمنافسة في فئات الجائزة هو إنجاح في حد ذاته، فما بال الفوز بها فهذا يعد قمة الإنجاز، لقد كانت أختي الصغيرة هي الملهم الرئيسي لي للعمل في هذا المجال فهي من أصحاب الهمم ولديها إعاقة ذهنية، حيث بدأت بالعمل كمتطوع في مجال التحكيم ومن ثم احترفت المجال حبا في أختي، وأكثر ما ساعدني في هذا الاحتراف هو قدرتي على تخطي التحديات خاصة أهم تحدي يواجه أغلب الحكام في عملهم الدولي هو إتقاني للغة الأجنبية، وأؤكد أن الأصعب من تحقيق الإنجاز هو الحفاظ عليه”.
وفاز طارق بن محمد الصويعي بالجائزة، وذلك لاختياره كأفضل حكم على مستوى العالم في رياضة ألعاب القوى لأصحاب الهمم، وتعيينه رئيسًا للجنة التحكيم في أولمبياد بكين 2008 وأولمبياد لندن 2012، وأولمبياد البرازيل 2016، وبطولات العالم 2011 بنيوزيلندا و 2013 بفرنسا و 2015 بالدوحة، و 2017 بلندن، بالإضافة إلى تعيينه حكمًا رئيسيًا في كؤوس العالم من 2013 إلى 2017.
كما تحدث في الجلسة الأولى الثنائي التوأم الجزائري في ألعاب القوى فؤاد السبتي بن بقة وعبداللطيف السبتي بن بقة الفائزان في فئة رياضي حقق إنجاز في ظروف وتحديات صعبة من أصحاب الهمم، حيث عبرا عن سعادتهما البالغة للفوز بالجائزة، وقالا: “إن فوزنا بالجائزة أكبر شرف حصلنا عليه وسنعمل جاهدين على الفوز بمزيد من الميداليات العالمية لكي نثبت أننا نستحق الفوز بهذه الجائزة الأكبر في العالم وأننا على مستوى التكريم، فهذه الجائزة التي تعد حلم كل رياضي عربي ولها صدى كبير في الجزائر، تمثل حافز لنا للعمل بجد أكبر والتدريب وستزيدنا إصراراً للفوز بجميع المسابقات العالمية في المستقبل”.
وأضافا: “إنه لشرف كبير لنا أن نقف على ذات منصة التتويج جنبًا إلى جنب مع أسطورتين رياضيتين اللذين يعدان قدوة ومثل أعلى لنا نسعى لأن نصل إلى ما وصلا إليه هما هشام الكروج ومحمد القمودي، ووجودنا بجوارهم يزيدنا حماسة وتحفيز، إن حبنا للفوز بالمركز الأول كان أكبر دافع لنا لوضع الخطط والتركيز على التدريب بجد ليل ونهار”.
وفاز فؤاد السبتي بقة بالجائزة لحصوله على الميدالية الذهبية في سباق 800 متر في البطولة العالمية لألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة بلندن 2017 والميدالية الفضية في سباق 1500 متر، كما حطم الرقم القياسي للبطولة في هذا السباق.
كما فاز عبداللطيف السبتي بقة بالجائزة لحصوله على الميدالية الذهبية في سباق 1500 متر في البطولة العالمية لألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة بلندن 2017 والميدالية الفضية في سباق 800 متر، وحطم الرقم القياسي للبطولة العالمية في هذا السباق.
الجلسة الثانية:
تحدثت في الجلسة الثانية من الملتقي التي أقيمت بعنوان “تجارب رياضية” السباحة المصرية فريدة عثمان الفائزة بفئة جائزة رياضي حقق إنجاز رفيع المستوى حيث تعد أول امرأة عربية تفوز بميدالية ببطولة العالم للسباحة لتحقيقها ميدالية برونزية في سباق 50 متر فراشة ببطولة العالم التي أقيمت في بودابست، كما تحدث معها لاعب المنتخب السعودي للتايكوندو محمد بن مصطفى بن سلمان السويق الفائز في فئة رياضي ناشئ عربي حقق نجاحات متميزة في المجال الرياضي، لحصوله على الميدالية الذهبية في بطولة العالم للناشئين التي أقيمت في جمهورية مصر العربية.
وقالت: فريدة عثمان: أستعد من الآن للمشاركة في أولمبياد طويكو 2020 فالمستوى الفني الذي وصلت اليه في الوقت الحالي لا يمكن أن أتوقف عنه بل أحتاج لمزيد من التأهيل والتدريب حتى أحقق الأفضل في مشواري الرياضي، ودراستي في الولايات المتحدة الأمريكية لم تثنين عن ممارسة الرياضة وخاصة السباحة، بل كانت داعمة لي طوال الوقت فالجامعة التي أدرس فيها من أقوى الجامعات في المجال الرياضي وخاصة السباحة، وسأشارك هذا العام في بطولتين أبرزهم دورة العاب البحر المتوسط التي ستقام في شهر يونيو المقبل”
وكشفت فريدة عثمان عن نيتها في أن تصبح سفيرة رياضية لمصر مثل العديد من اللاعبات المميزات اللاتي حققن ميداليات أولمبية في السنوات الماضية، مشيدة في الوقت نفسه بتفوق العنصر النسائي المصري في العديد من الرياضات مثل نور الشربيني وغيرها ممن حققوا الانجازات، لافته إلى أن اللاعبات المصريات من أصحاب الانجازات أصبحوا فخر للعرب أيضا وليس لمصر وحدها وهو ما يجب عليهم أن يكونوا قدوة لغيرهن من الفتيات.
وقال محمد بن مصطفى بن سلمان السويق: “أن النجاح في الدراسة والرياضة أمر ضروري للغاية وهو ما أعمل عليه دائما في دراستي حيث أرتب الوقت ما بين الاثنين خاصة وأن رغبتي بجانب أن أكون رياضياً ناجحا أن أكون أيضاً مهندسا في قسم الميكانيكا، وأنا استعد من الآن للمشاركة في أولمبياد طوكيو وأعلم جيدا أن هذا الأمر صعب للغاية بجانب الدراسة لكن العزيمة والاصرار من قبل المحيطين بي ودعمهم المتواصل سيكون له الدور في تحقيق هدفي.
وفيما يتعلق بإحساسه كأول عربي يحقق ميدالية عالمية من خلال بطولة الناشئين التي أقيمت في مصر أن هذا الانجاز هو بداية الاستعداد للمشاركة في البطولات المقبلة، لافتا إلى أن الفرحة كانت كبيرة خاصة وانها جاءت بعد تعب طويل ومجهود بذل في الرياضة والدراسة، مؤكدا في الوقت نفسه أن من يرغب في أن يكون متفوقا في الرياضة والدراسة أمر صعب للغاية لكن بالعزيمة والاصرار يتحقق كل هدف.

الجلسة الثالثة:
عبرت صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان آل سعود عن سعادتها بنيل جائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضي موجهة الشكر لكافة القائمين عليها بعد اختيارها، مؤكدة في الوقت نفسه انه شرف لها ان يكون لها الدور في خدمة الرياضة السعودية، وقالت سمو الأميرة خلال الجلسة الثالثة والرئيسية التي حملت عنوان “تجربة إدارية” أن تجربتها في تحقيق النجاح بالهيئة العامة للرياضة بالسعودية لم يأتي من خلال عمل فردي بل جماعي من جميع العاملين معها، ما انتهى على العديد من الأمور الايجابية لخدمة الرياضة النسائية بالمملكة العربية السعودية.
وأكدت ريما بنت بندر إلى أن أهم ما يشغلها في الوقت الحالي هو تأسيس بنية تحتية قوية للرياضة النسائية في السعودية والعمل على جذب المزيد من السيدات من أجل ممارسة الرياضة لأن ذلك سيكون له الدور في تطوير وبناء مجتمع رياضي وصحي، وفق ما تم التخطيط له من قبل القيادة الرشيدة في المملكة، وتعمل الهيئة العامة للرياضة في المملكة العربية السعودية وفق رؤية 2030 من أجل تطوير الرياضة المجتمعية وخلق المزيد من الفرص لرياضة المرأة وجعلها متميزة في مختلف الرياضات لتكون الأفضل بين قريناتها في مختلف دول العالم.
وأضافت ريما بنت بندر بن سلطان آل سعود: “تعمل المملكة العربية السعودية في الوقت الحالي على الاستثمار بشكل جيد في الرياضة بجانب المجالات الأخرى وذلك من خلال توسيع قاعدة الاقتصاد الرياضي لجذب المزيد من الاستثمارات في هذا المجال الحيوي والهام، وكذلك خلق العديد من الفرص وتوسيع المشاركات الرياضية في مختلف الألعاب، واصبح من الضروري وجود اتحاد خاص بالمرأة ورياضتها من أجل العمل على تطويرها وإيصالها في كل مكان، وكان للدعم الذي لاقيته من قبل تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للرياضة بالمملكة كان له الدور في مزيد من النجاحات للرياضة النسائية والتي ينتظر منها الكثير خلال الفترة المقبلة، وأؤكد أنه سيكون هناك تطورات ملحوظة في الرياضة النسائية في المملكة العربية السعودية خلال الأعوام المقبلة، وسيكون ذلك نتاج العمل المستمر من أجل تطوير الرياضة وجذب المزيد لها من خلال الرياضة المجتمعية بالشراكة مع كافة قطاعات المجتمع سواء كان الحكومي أو الخاص”.

الجلسة الرابعة:
كشف العداء المغربي هشام الكروج ممثل الاتحاد الدولي لألعاب القوى واليونيسيف واللجنة الأولمبية الدولية الحاصل على ميداليتين ذهبيتين في دورة الألعاب الأولمبية أثينا 2004 بسباقي 1500 و 5000 متر، والذي حقق رقمًا قياسيًا في سباق 1500 متر لم يحطمه أحد غيره حتى الآن والحاصل أيضًا على خمس ميداليات ذهبية في بطولات عالم ، وميدالية فضية أولمبياد سيدني، عن تبرعه بقيمة جائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضي إلى الرياضيين من الشباب والفتيات في منطقته التي تربى فيها وبدأت فيها أيضاً مسيرته أيضاً، وذلك من أجل تطوير المنشآت الرياضية والبنية التحتية:
وأكد الكروج أن الرياضة العربية أصبحت في حاجة ماسة من أجل التطوير خاصة للبنية التحتية وذلك لكشف المزيد من المواهب الرياضية الجديدة، كما أكد على أن حصوله على جائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضي هو وسام كبير على صدره مؤكدا فخره بالانتماء لوطن عربي أصبح لديه من يقيم ويتوج الرياضيين ويتيح لهم الفرصة من أجل التكريم على إنجازاتهم الرياضية، وقال أن مدينة دبي أصبحت تستقطب الرياضين وجميع المجالات من مختلف العالم وهي بالتأكيد فخر لكل العرب أن يكرموا على انجازاتهم في مدينة عربية.
وتحدث الكروج عن واقعة سقوطه في أولمبياد أتلانتا حيث أكد أن ذلك لم يوقفه عن الحلم في تحقيق الميدالية الأولمبية وكان ذلك بفضل الدعم العائلي وكذلك دعم ومدربه إلى أن وصل لأولمبياد أثينا وحقق الحلم مجدداً، وختم حديثه بالتأكيد على أن 70% من الشباب في عالمنا العربي لديهم تجارب رياضية مبدعة لكن لا يوجد من يهتم بهم ويؤهلهم من أجل تحقيق الأفضل والمستوى الذي يليق بهم، مطالبا بضرورة الاستثمار فيهم.
جاء ذلك خلال الجلسة الرابعة للملتقى التي حملت عنوان “تجارب ملهمة” وتحدث فيها بجانه أيضا العداء التونسي محمد القمودي الحائز على أربع ميداليات أولمبية وأربعة ميداليات ذهبية في ألعاب البحر المتوسط 1963 و1967.
وقال البطل محمد القمودي أن حصوله على العديد من الجوائز خلال مشواره الرياضي أضاف له الكثير ودعمه من أجل مواصلة المشوار نحو تحقيق المزيد من الألقاب، لافتا ً إلى أنه وصل إلى المرحلة الأهم في مسيرته وهي نيل جائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضي، وقال: “تألقي في العديد من البطولات الأولمبية جعلني أرغب في المزيد طوال مشواري الرياضي، وهو ما كان له الحافز ايضا في دعم الشباب الصغار من أجل الوصول إلى المكانة التي وصلت اليها طوال هذه السنوات الماضية”.
وكشف القمودي عن ما حدث معه بعد سقوطه في أولمبياد عام 1972 وذلك في تصفيات سباق 5000 متر، لكن دعم الزملاء كان له الدور في عودته من جديد من أجل المشاركة في سباق 10000 متر، وأكد على أن العقلية العربية اصبحت بحاجة ماسة لمزيد من التطوير في المجال الرياضي حتى تواكب ما نعيشه من متغيرات حولنا، مؤكدا أن ذلك يأتي من خلال العناية بالنشئ الصغار.

الجلسة الخامسة:
أكد يوسف البلوشي مدير الإدارة الفنية في اتحاد الإمارات للجوجيتسو الفائز في فئة المؤسسة المحلية أن اتحاد اللعبة يعمل على استقطاب المزيد من اللاعبين من مختلف الفئات في الدولة لزيادة انتشارها بما يتناسب مع أهميتها، وذلك خلال الجلسة الخامسة والتي أقيمت تحت عنوان “تجارب مؤسسية مبدعة.
وشهدت الجلسة أيضاً حديث أمينة لنايا مدير عام بالإنابة في الاتحاد الدولي للدراجات الهوائية الفائز في فئة المؤسسات العالمية والتي أكدت أن الاتحاد عمل على توسيع المشاركة النسائية للعبة من أجل خلق مزيد من الفرص النسائية حول العالم ودعمهن بممارسة الرياضة بشكل مستمر.
وأكد البلوشي أن اتحاد الجوجيتسو يعمل على تمكين المرأة من خلال دعمها عن طريق العمل المؤسسي وتطبيقه على أرض الواقع بخلق كوادر إدارية وفنية وتنظيمية تم منحها الثقة الكاملة وعلى ضوء ذلك تم إقامة بطولة “أم الإمارات للجوجيتسو” من خلال 3 جولات وذلك بإشراف وإدارة نسائية خالصة بنسبة 100% .
وكشف عن ان اتحاد اللعبة يعمل على تصدير البطولة للخارج بنفس المعايير التي أقيمت بها في الإمارات خاصة وأن البطولة تستحق الكثير من أجل دعم رياضة المرأة بالإضافة للأهم وهي كونها تحمل اسم غال علينا جميعا.
وختم بالتأكيد على أن الاتحاد يعمل على تطوير العلاقات بينه وبين الأسر الممارسين للعبة حيث توجد العديد من الأمثلة في هذا الجانب ما يؤكد مدى القاعدة الكبيرة والثقة التي أصبحت تتمتع بها اللعبة في الإمارات، خاصة بعد أن تم كسر الكثير من الحواجز التي وقفت أمام انتشار اللعبة في البداية.
ويعد ملتقى المبدعين من أهم الفعاليات السنوية التي تنظمها الجائزة كونه يتيح للعاملين في القطاع الرياضي فرصة الاطلاع على التجارب الإبداعية للفائزين بمختلف فئات الجائزة من قياديين وإداريين ومدربين وحكام ورياضيين، والتحاور معهم من أجل تعزيز نهج الإبداع في العمل الرياضي وتحفيز العاملين في القطاع الرياضي على العمل والإنجاز وفق هذا النهج.
يذكر أن الامانة العامة للجائزة قد وجهت الدعوة لمنتسبي القطاع الرياضي و الجهات المرتبطة بالعمل الرياضي والأكاديمي، وممثلي المؤسسات الإعلامية لحضور جلسات الملتقى ولقاء المبدعين الفائزين.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى