غداً .. انطلاق فعاليات #موسم_الرياض_2023 بنزال “أشرس رجل على وجه الأرض”
أصبحت مدينة الرياض محط أنظار الجماهير الرياضية في مختلف أنحاء العالم، وذلك من خلال استضافتها العديد من الأحداث الرياضية العالمية الكبرى، مثل كرة القدم والمصارعة والملاكمة والألعاب والرياضات الإلكترونية، التي أشرفت عليها أو شاركت في تنظيمها الاتحادات الرياضية المعنية بكل لعبة، في الوقت الذي عملت الهيئة العامة للترفيه على مواكبته، وإبراز قيمته والتسويق له، عبر تنفيذ فعاليات ترفيهية جاذبة، قدمت بأسلوب احترافي، روعي فيه التنوع وتقديمه وفق أعلى معايير قطاع صناعة الترفيه، بل وتعدى ذلك إلى تبني الهيئة ومبادرتها باستضافة وتنظيم أحداث رياضية وفنية وثقافية عالمية أخرى، دأبت الهيئة على إظهارها بصورة تحاكي رؤية ورسالة الهيئة وبما يحقق أهدافها.
وسيكون غداً السبت، موعد انطلاق فعاليات “موسم الرياض 2023” في نسخته الرابعة، التي ستشهد تجسيد لصناعة الترفيه بجودة عالية، عبر جملة من الفعاليات التي تقام في العديد المواقع والمنشآت المعدّة خصيصا لهذا الشأن، وبشكلٍ يتميز بفخامة ورقي، أسهم فيهما الاعتماد على خطط وضعت بعناية، وروعي فيها الاستفادة من أفضل التجارب العالمية في قطاع صناعة الترفيه، والبحث عن تقديمه بصفة تمزج بين ثقافة وحضارة المملكة الأصيلة، وثقافة مطلعة على جميع الثقافات تقدم من خلال طابعٍ شبابي يبرهن على نجاح أبناء وبنات الوطن، وهو ما أكدته النسخ الماضية من “موسم الرياض” التي عاش معها زوار الموسم من داخل وخارج المملكة تجربة ترفيهية قدمت في قوالب ممتعة ومتنوعة، حاكت الجانب الثقافي والرياضي والترفيهي والسياحي.
وأبرز عروض وفعاليات النسخة الحالية من “موسم الرياض 2023” ستشهده ليلة انطلاق الموسم، وتحديداً على “حلبة الرياض” التي ستحتضن مباراة الملاكمة العالمية والحدث التاريخي الذي يحمل اسم “نزال أشرس رجل على وجه الأرض”، يتنافس فيه بطل العالم في الملاكمة في الوزن الثقيل “تايسون فيروي” وبطل العالم السابق في فنون القتال المختلطة “فرانسيس إنجانو”.
وسيقام هذا النزال المنتظر والتحدي المرتقب بين نجمين هما الأفضل والأبرز في منافسات رياضة القتال والملاكمة، وفقاً لقواعد الملاكمة القياسية لذا فمن المتوقع أن يحظى بأقصى درجات التشويق والإثارة، فمنذ الإعلان عن هذه المواجهة النارية، تصاعدت نبرة التحدي بين البطلين، بلغت فيه حالة التحدي أوجها، وارتفعت فيه وتيرة التحليلات والنقاشات والتوقعات، إلا أن السؤال الحاضر بأعلى قائمة الترقب والتساؤلات، هو “من سيفوز ؟، إذ أنه من الصعب ترجيح كفة أحد الملاكمين العالميين، وذلك لما لهما من إمكانيات ومميزات يمتلكانها، وإنجازات حققاها طوال مسيرتهما الرياضية، إلى جانب الشعبية والقاعدة الجماهيرية التي يحظى بها كل منهما.
فمن جانب الملاكم الملقب بـ”ملك الغجر” (تايسون فيوري) الذي أشتهر بطول قامته، إذ يصل طوله إلى 206 سم ومدى باع 216 سم، ويتراوح وزنه بين 111 و 120 كيلوجرام، والمتوج حاليا بلقب المجلس العالمي للملاكمة في الوزن الثقيل، وهو الملاكم الذي لم يعرف الخسارة في 34 مباراة احترافية خاضها، منها 33 نزالاً كان فيه الانتصار حليفه، 24 من تلك الانتصارات أنهاها فيوري بالضربة القاضية، في حين تعادل في مباراة واحدة فقط.
انتصارات فيوري جاءت نظير ما يتمتع به من موهبة، فبالرغم من طول قامته إلا أنه يتقن فن المراوغة، وينتقل بسهولة وسلاسة بين وقفة الأرثوذكسي ووقفة الساوث باو، وبرشاقة ملفتة في حركة قدميه، ويجيد السيطرة على المسافات، مما يمكنه من مهاجمة خصومه من زوايا غير متوقعة، إلا أن أكثر ما يميزه ويرجح كفته، يتمثل في دقة توقيته التي تمنحه أفضلية مباغتة الملاكمين، بالتحول المفاجئ إلى الهجوم المضاد.
ومن جانب آخر، الملاكم “فرانسيس إنجانو” طرف النزال الثاني في “نزال أشرس رجل على وجه الأرض” الملقب بـ “المفترس”، فهو صاحب أقوى لكمة مسجلة في تاريخ منافسات فنون القتال المختلطة، بقوة تقدر بـ 92 حصان، والمعروف بقوته الفطرية، وصلابته، ذو الطول الذي يقدر بـ 193 سم، بمدى باع 201 سم، ويتراوح وزنه بين 113 و 120 كيلوجرام، والمتوج بطلاً للعالم سابقاً في بطولة القتال النهائي “يو أف سي”، ومن يحمل في رصيده 17 فوزاً، 13 فوزاً منها حسمها بالضربة القاضية، وفي سجله ثلاث خسائر.
النجمان اللامعان في سماء رياضة الملاكمة ومنافسات فنون القتال المختلطة، يجمعهما قاسمٌ مشترك، يتمثل في مواجهة على صعيد مدربي الملاكمين، إذ يتولى الملاكم السابق “جون فيوري” تدريب نجله “تايسون فيوري”، الذي أختار له اسم “تايسون” نظير عشقه وولعه بالملاكم الأسطورة “مايك تايسون”، الذي يقف اليوم في الزاوية المواجهة لـ “فيوري” بوصفه مدرباً “فرانسيس إنجانو”، إذ يتولى “مايك تايسون” مهام تدريب “إنجانو” منذ 8 أشهر مضت، أي أن مهمته كانت الإعداد الأمثل لـ “إنجانو” لحسم هذا النزال لصالحه، الأمر الذي يزيد ويضاعف شغف الجماهير، ويصل بالإثارة إلى أقصى مدى لها، ويرفع درجة التوتر والترقب، لما ستؤول إليه المنافسة في “نزال أشرس رجل على وجه الأرض”، الذي يستحق أن يوصف بالأقوى والأهم في لعبة الملاكمة هذا العام 2023م.
وعليه يتساءل محللو وخبراء الملاكمة وعشاقها في الفضاء الرقمي: “هل تكفي مدة 8 أشهر، ليتمكن المدرب “مايك تايسون” من تطوير مهارات لاعبه “إنجانو” في لعبة الملاكمة؟”، وبما يضمن وصوله إلى مستوى “فيوري” بطل اللعبة والموهوب والمتمرس فيها، “وهل سيكون المتابعين على موعد مع مشاهدة “إنجانو” يلعب بأسلوب “البيكابو”، الذي نقله بجودة إلى المدرب “تايسون” حينما كان ملاكماً، وتشربه من مدربه الأسطوري “كاس ديماتو”، بوصف ذلك الأسلوب من أبرز وأهم أساليب اللعب التي احترفها “مايك تايسون” واقترنت باسمه وعرفت عنه، فهو أسلوب لعبٍ وتقنية كان يغلق بواسطتها “تايسون” وببراعة وسرعة كبيرة تلك المسافة بينه وبين خصمه متفادياً ضرباته، وبذات القدر من السرعة الهائلة يباغت خصمه بضربةٍ قاضية، ما انفكت ترافقها حالة من الذهول والدهشة على ملامح الجماهير الحاضرة، وهو ما فتئ “تايسون” ينسب فيه فضل إجادته له إلى مدربه “ديماتو” في كل مرةٍ يُسأل فيها عن ذلك الأسلوب، لاسيما وأنه بالفعل مدرب يستحق إنصاف “تايسون” له، فقد قدم للعالم وعشاق ولاعبي الملاكمة، رياضي ملهم وأسطورة وظاهرة اسمها “مايك تايسون”، ذو النجومية التي تلمع في فضاء رياضة الملاكمة حتى اليوم، وستظل أيقونة بارزة في تاريخ هذه اللعبة.