اليوم العالمي للقهوة.. تعرف على أبرز فوائد وأضرار المشروب الأشهر في العالم
يوافق، اليوم الأحد، اليوم العالمي للقهوة، والذي يعد مناسبة للاحتفال بالمشروب الشعبي في جميع أنحاء العالم. وبدأ الاحتفال به في 1 أكتوبر 2015 والذي أقرته المنظمة الدولية للقهوة في ميلان. واستغل هذا اليوم أيضًا للتشجيع على التجارة العادلة للقهوة وزيادة الوعي حول مشاكل مزارعي البن.
وتشتهر القهوة كمشروب شعبي في العالم، وفي حين أن كثيرًا من الناس يشربونها لتعزيز الطاقة، فإنه قد يكون لها فوائد صحية أخرى، مثل تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 والمساعدة على فقدان الوزن.
ويقدر الخبراء، أنه يتم استهلاك حوالي 2.25 مليار كوب من القهوة يوميًا في جميع أنحاء العالم.
وكشف الباحثون عن فوائد شرب القهوة لحالات مثل مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية ومرض التهاب الأمعاء وأمراض الكبد. وهناك أدلة تدعم بعض هذه الادعاءات، وليس كلها.
تحتوي القهوة على عدد من العناصر الغذائية المفيدة، منها الريبوفلافين ( فيتامين ب2)، والنياسين (فيتامين ب3)، والمغنيسيوم ، والبوتاسيوم، والمركبات الفينولية المختلفة، أو مضادات الأكسدة.
ويقول خبراء، إن هذه المكونات وغيرها الموجودة في القهوة يمكن أن تفيد جسم الإنسان بطرق مختلفة.
وأبرز موقع “ميديكال نيوز توداي”، الفوائد الصحية المحتملة لشرب القهوة، والأدلة التي تدعم تلك الفوائد، فضلاً عن المخاطر المحتملة.
الفوائد الصحية لشرب القهوة
بعض الفوائد الصحية المحتملة المرتبطة بشرب القهوة تشمل الحماية من مرض السكري من النوع 2، ومرض باركنسون، وأمراض الكبد، وسرطان الكبد . كما قد تدعم القهوة صحة القلب والأوعية الدموية.
القهوة ومرض السكري
في عام 2014، وجد الباحثون الذين جمعوا بيانات عن أكثر من 48 ألف شخص أن أولئك الذين زادوا استهلاكهم للقهوة بمقدار كوب واحد على الأقل يوميًا على مدار 4 سنوات كان لديهم خطر أقل بنسبة 11٪ للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني مقارنة بأولئك الذين لم يزيدوا من تناولهم للقهوة.
وخلص التحليل التلوي لعام 2017 إلى أن الأشخاص الذين شربوا أربعة إلى ستة فناجين من القهوة التي تحتوي على الكافيين أو منزوعة الكافيين كل يوم يبدو أنهم أقل عرضة للإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي، بما فيها مرض السكري من النوع الثاني.
القهوة ومرض باركنسون
أشارت دراسات مختلفة إلى أن الكافيين الموجود في القهوة والعديد من المشروبات الأخرى، قد يساعد في الحماية من مرض باركنسون.
وخلص باحثون إلى أن الرجال الذين يشربون أكثر من أربعة فناجين من القهوة يوميا قد يقل لديهم خطر الإصابة بمرض باركنسون بمقدار خمسة أضعاف مقارنة بأولئك الذين لايشربونها.
وتشير نتائج التحليل التلوي لعام 2017 إلى وجود صلة بين شرب القهوة وانخفاض خطر الإصابة بمرض باركنسون، حتى بين الأشخاص الذين يدخنون.
ووجد الباحثزون الفريق أيضًا أن الأشخاص الذين يشربون القهوة قد يكونون أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب والحالات المعرفية مثل مرض الزهايمر.
ومع ذلك، لا توجد أدلة كافية لإثبات أن شرب القهوة منزوعة الكافيين يساعد في الوقاية من مرض باركنسون.
القهوة وأمراض الكبد المزمنة أو السرطان
في عام 2019، خلصت مراجعة إلى أن تناول القهوة من المرجح أن يقلل من خطر الإصابة بسرطان الكبد.
وفي عام 2015، أشارت دراسة أترابية أجريت على السكان متعددي الأعراق في الولايات المتحدة إلى أن تناول فنجانين إلى ثلاثة فناجين من القهوة يوميًا، اعتمادًا على الجرعة، يقلل من خطر إصابة المشاركين بسرطان الخلايا الكبدية وأمراض الكبد المزمنة بنسبة 38٪، و46% على التوالي.
وخلص التحليل التلوي لعام 2017 أيضًا إلى أن تناول أي نوع من القهوة يقلل من خطر الإصابة بسرطان الكبد، وأمراض الكبد الدهنية غير الكحولية، وتليف الكبد.
وعززت هذه النتائج دراسة أجريت عام 2021 تشير إلى أن شرب القهوة قد يوفر بعض الحماية ضد مرض الكبد المزمن.
القهوة وأمراض الكبد الأخرى
الأشخاص الذين يشربون القهوة يواجهون أيضًا خطر أقل للإصابة بأمراض الكبد المناعية الذاتية.
في عام 2014، نظر الباحثون في استهلاك القهوة بين الأشخاص المصابين بالتهاب القنوات الصفراوية الأولي (PSC) وتليف الكبد الصفراوي الأولي (PBC)- أمراض المناعة الذاتية التي تؤثر على القنوات الصفراوية في الكبد.
ووجدوا أن الأشخاص الذين يعانون من التهاب القنوات الصفراوية الأولي كانوا أكثر عرضة لتناول كمية أقل من القهوة من أولئك الذين لا يعانون من هذه الحالة.
ولم يكن هناك أي دليل يشير إلى أن تناول القهوة كان مختلفًا بين الأشخاص الذين يعانون من تليف الكبد الصفراوي الأولي أو بدونه.
أيضًا، أشارت دراسة أخرى أجريت عام 2014 إلى وجود صلة بين استهلاك القهوة وانخفاض خطر الوفاة بسبب تليف الكبد المرتبط بالتهاب الكبد غير الفيروسي.
ورجح الباحثون أن شرب كوبين أو أكثر من القهوة يوميًا قد يقلل من خطر الإصابة بنسبة 66%.
القهوة وصحة القلب
وجد التحليل التلوي لعام 2017 أن استهلاك الكافيين قد يكون له على الأقل فائدة صغيرة لصحة القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك ضغط الدم.
وفي دراسة أجريت عام 2018، وجد الباحثون أن شرب ثلاثة إلى خمسة فناجين من القهوة يوميًا قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 15%.
ويبدو أيضًا أن شرب ما بين كوب إلى خمسة أكواب يوميًا يرتبط بانخفاض معدل الوفيات الإجمالي الناتج عن أي سبب.
بالنسبة للأشخاص الذين عانوا بالفعل من أزمة قلبية، لا يبدو أن شرب القهوة يزيد من خطر الإصابة بأزمة قلبية أخرى أو الوفاة نتيجة لذلك.
مع ذلك، وجد التحليل التلوي لعام 2017 أيضًا أنه قد تكون هناك مستويات مرتفعة من الدهون في الدم والكوليسترول لدى الأشخاص الذين يكثرون من شرب القهوة، مما قد يعرض الشخص لمشاكل في القلب.
القهوة والسمنة
هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن تناول القهوة قد يساعد الأشخاص على إنقاص الوزن.
أشارت دراسة أجريت عام 2018 إلى أنه كلما زاد تناول المشاركين للقهوة، زاد متوسط انخفاض الوزن ومؤشر كتلة الجسم وكتلة الدهون.
وأشارت دراسة أجريت عام 2019 إلى أن شرب القهوة قد يكون له ارتباط متواضع بفقدان الوزن، مع ارتباط أكبر لدى الرجال مقارنة بالنساء. ومع ذلك، لم يتم تكرار هذه النتائج، لذلك قد لا تكون نهائية.
وعلى الرغم من أن القهوة قد توفر بعض الفوائد في الحد من السمنة، إلا أنها ليست بديلاً عن تناول نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة في كثير من الأحيان.
القيمة الغذائية للقهوة
مائة ملليلتر من القهوة السوداء العادية (بدون حليب أو كريم) منخفضة في السعرات الحرارية. وتعادل كوبًا واحدًا من القهوة السوداء، ويحتوي فقط على حوالي 2 سعرة حرارية. ومع ذلك، فإن إضافة الكريمة أو السكر سيزيد من السعرات الحرارية.
تحتوي حبوب القهوة أيضًا على مادة البوليفينول، وهي نوع من مضادات الأكسدة. يمكن أن تساعد مضادات الأكسدة في حماية الجسم من أضرار الجذور الحرة، وهي نوع من النفايات التي ينتجها الجسم بشكل طبيعي نتيجة لعمليات معينة.
وتعمل الجذور الحرة كسموم في الجسم وقد تسبب الالتهابات. وقد وجد العلماء روابط بين الالتهاب وجوانب مختلفة من متلازمة التمثيل الغذائي، بما فيها مرض السكري من النوع الثاني والسمنة.
في عام 2018، رجح باحثون أن محتوى القهوة المضاد للأكسدة قد يوفر الحماية من متلازمة التمثيل الغذائي.
على الرغم من أن العلماء يمكنهم إثبات وجود مركبات معينة في حبوب القهوة، إلا أنه لا يزال من غير الواضح ما يحدث لها بمجرد دخولها جسم الإنسان.
مخاطر شرب القهوة
الإفراط في القهوة يمكن أن يكون له أيضًا بعض الآثار الضارة، قد تشمل ما يلي:
كسور العظام
أشارت دراسات إلى أن النساء اللواتي يشربن الكثير من القهوة قد يواجهن خطرًا أكبر للإصابة بكسور العظام.
في المقابل، يواجه الرجال الذين يتناولون كمية أكبر من القهوة خطرًا أقل قليلاً.
المضاعفات أثناء الحمل
قد لا يكون استهلاك القهوة آمنًا أيضًا أثناء الحمل. إذ أن هناك بعض الأدلة التي تشير إلى وجود صلة بين تناول كميات كبيرة من القهوة وفقدان الحمل، وانخفاض الوزن عند الولادة، والولادة المبكرة.
بطانة الرحم
قد يكون هناك خطر أكبر للإصابة بالتهاب بطانة الرحم بين النساء اللواتي يشربن القهوة، ولكن لا توجد أدلة كافية لتأكيد مثل هذا الارتباط.
ارتجاع مَعدي مريئي
الأشخاص الذين يفرطون في شرب القهوة قد يكون لديهم خطر أعلى قليلاً للإصابة بهذه الحالة.
القلق
قد يؤدي تناول كميات كبيرة من الكافيين إلى زيادة خطر القلق، خاصة بين الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الهلع أو اضطراب القلق الاجتماعي.
وفي حالات أقل شيوعًا، قد يؤدي الكافيين إلى الهوس والذهان لدى الأشخاص المعرضين للإصابة به.
الصحة العقلية
خلصت إحدى الدراسات التي أجريت عام 2016 إلى أن تناول كميات كبيرة من الكافيين خلال فترة المراهقة يمكن أن يؤدي إلى تغيرات دائمة في الدماغ.
وأعرب العلماء الذين أجروا الدراسة عن قلقهم من أن هذا قد يزيد من خطر الإصابة بالحالات المرتبطة بالقلق في مرحلة البلوغ.
التعرض للمكونات السامة
في عام 2015، وجدت مجموعة من الباحثين مستويات عالية نسبيًا من السموم الفطرية في القهوة التجارية. والسموم الفطرية هي مواد سامة يمكن أن تلوث القهوة كمنتج طبيعي.
ويشعر بعض الناس بالقلق من أن مادة الأكريلاميد، وهي مادة كيميائية أخرى موجودة في القهوة، قد تكون خطيرة.
آثار جانبية
على الرغم من أن تناول الكافيين قد يقدم بعض الفوائد، إلا أنه قد يكون هناك آثار جانبية سلبية إذا شرب الشخص الكثير منه. قد تشمل ما يلي:
-التفاعلات الضارة مع أدوية معينة مثل بعض الأدوية النفسية وأدوية الغدة الدرقية وأدوية حرقة المعدة والمضادات الحيوية.
-احتمال فقدان عظام العمود الفقري لدى النساء اللواتي يشربن أكثر من 300 ملليجرام يوميًا ولا يستهلكن ما يكفي من الكالسيوم.
-مشاكل الجهاز الهضمي.
-زيادة في ضغط الدم.
-زيادة خطر الإصابة بنقص تروية عضلة القلب، وهو نوع من أمراض القلب، إذا تناول الشخص القهوة أثناء ممارسة الرياضة.
-صعوبات الخصوبة.
-آثار سلبية على نمو الجنين، مثل انخفاض الوزن عند الولادة، إذا تناول الشخص كمية كبيرة من القهوة خلال فترة الحمل.
-التهيج والأرق عند الرضع إذا تناول الشخص القهوة أثناء الرضاعة.
-الجفاف، ولكن هذا ليس قاطعًا وقد يقتصر على الإفراط في استهلاك الكافيين.
-تفاقم أعراض بعض حالات الصحة العقلية، مثل الفصام أو الاضطراب ثنائي القطب.
-زيادة خطر الانتحار.
الاضطرابات الخاصة بالقهوة ، والتي تشمل:
التسمم بالكافيين (أو جرعة زائدة)
اضطراب القلق الناجم عن الكافيين
اضطراب النوم الناجم عن الكافيين (أو الأرق )
اضطراب متعلق بالكافيين غير محدد في مكان آخر
القهوة والشاي
يحتوي كل من القهوة والشاي على مادة الكافيين، لذلك قد يكون لهما نفس الفوائد والمخاطر والآثار الجانبية.
ومع ذلك، على الرغم من أن كمية الكافيين في كل مشروب يمكن أن تعتمد على نوع القهوة أو الشاي، إلا أن كوبًا واحدًا من القهوة يحتوي على حوالي 95 ملجم من الكافيين. وتحتوي أكواب الشاي الأسود والأخضر ذات الحجم المماثل على 48 ملجم و29 ملجم فقط من الكافيين، على التوالي.
وقد تكون هناك بعض الاختلافات في الطريقة التي قد يؤثر بها شرب الشاي والقهوة على أشخاص مختلفين، اعتمادًا على المشروب الذي يفضلونه والكمية التي يستهلكونها.
وفقا لدراسة أجريت عام 2018 قارنت الآثار الإيجابية لاستهلاك القهوة والشاي، فإن الاختلافات في الفوائد هي كما يلي:
القهوة
قد تقلل القهوة من خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والسرطان، وخاصة عند النساء.
قد تقلل أيضًا من خطر الوفاة بسبب الجهاز التنفسي، خاصة عند الرجال.
النساء اللواتي يشربن القهوة فقط أو ما يصل إلى 40٪ من الشاي قد يكون لديهن أدنى معدل وفيات إجمالي بسبب حالات مختلفة، ولكن أولئك الذين يشربون نسبًا أعلى من الشاي قد يكون لديهم خطر أعلى للوفاة.
الشاي
قد يقلل الشاي من خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والسرطان، وخاصة عند الرجال.
كما أن الرجال الذين يشربون الشاي بنسبة 30-50% قد يكون لديهم أقل خطر للوفاة مقارنة بأولئك الذين يشربون القهوة فقط.
الاستنتاج العام للدراسة هو أن القهوة والشاي كلاهما لهما فوائدهما الخاصة اعتمادًا على الكمية المستهلكة، وقد تختلف هذه الفوائد بين الرجال والنساء. قد يكون الاختلاف في التأثير على أساس الجنس مرتبطًا بكيفية تأثير القهوة على الهرمونات الجنسية.