الثورة الإيرانية.. الخميني “يهذي” و”زبانيته”: يتوعدون الثوار.. وأمريكا ترد: “هراء تام”
“الظلم يترنح لأنه في سبيله إلى التخاذل والتهاوي عاجلاً أم آجلاً”.. يبدو أن هذه المقولة تنطبق على النظام الإيراني القمعي اليوم مع دخول المظاهرات الداعية لإسقاطه يومها السابع، ويبدو أن المتظاهرين عازمون على إنهاء دولة الملالي، والتخلص من سلطويتها وعدوانيتها، بعد سريان الفساد والظلم في أوصالها.
ومع سقوط نحو 22 قتيلاً على الأقل منذ اندلاع “الربيع الإيراني”؛ أخذت المظاهرات في الازدياد، وتصاعدت وتيرة حدتها، وقابلها أيضاً تصاعد لأعمال العنف والقتل من قِبَل قوات الأمن في صفوف المتظاهرين السلميين.
جنون المسؤولين الإيرانيين
وتغيّرت لهجة المسؤولين الإيرانيين “زبانية النظام” بعد أن أصابهم الجنون؛ جراء ما يحدث من مظاهرات عارمة عمت مدن البلاد، ولم تكن في الحسبان أبداً؛ فحذر رئيس محكمة طهران الثورية “موسى غضنفر أبادي” المتظاهرين من أن المعتقلين سيواجهون عقوبات مشددة يصل بعضها إلى الإعدام.
فيما تَوَعّد مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية “علي أكبر ولايتي” بـ”شوي” المتظاهرين كالكباب! ولكن يا للمفارقة.. فقد أظهرت مقاطع فيديو متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، إضرام الثوار النار في قوات “الباسيج” في مناطق متفرقة من أنحاء البلاد، وانقلب السحر على الساحر.
“هراء تام”
ويبدو أن الأمور قد خرجت عن السيطرة بشدة؛ فها هو “الخميني” هو الآخر صاحب أكبر سلطة في البلاد، يهذي ويزعم أن المظاهرات من تدبير مَن وصفهم بـ”أعداء إيران”؛ مضيفاً أن الأعداء استخدموا أدوات مختلفة؛ منها المال والسلاح والسياسة وأجهزة المخابرات لإثارة مشاكل لطهران. وهو ما وصفته سفيرة أمريكا في الأمم المتحدة “نكي هالي” بأنه “هراء تام”؛ مؤكدة أن “المظاهرات عفوية تماماً”، و”أنها في كل مدينة في إيران”.
مظالم داخلية متراكمة
وتناسى “شيطان إيران” أن نظامه القمعي السلطوي الفاسد هو من أوصل الشعب والبلاد إلى هذا الحد من الغضب؛ فهو غضب مكتوم منذ أن تأسس حكم الملالي الغاشم عام 1979م، وهذه المظاهرات ما هي إلا تعبير عن مظالم داخلية متراكمة كانت تغلي تحت السطح، وتنتظر الوقت المناسب ليفور بركانها ويأكل الأخضر واليابس.
وإذا استطاع النظام الغاشم وأد الثورة، وإسكات صوت الشعب؛ فلن يكون بمقدوره الهروب إلى ما لا نهاية من كلفة هذا الغضب الشعبي؛ فهنالك الكثير من الملفات العالقة ستبقى موجودة شاء أم أبى، وأبرزها وجود مئات الآلاف من المعتقلين، والتدخل العسكري في دول عربية، وكذلك تفشي الفساد في مؤسسات الدولة، فضلاً عن وجود مظالم متنوعة لفئات مختلفة من الشعب.