أخبار العالم

دماء ومغامرات عسكرية.. صورة واضحة لـ ترهل الملالي وما على ترامب فعله

حذرت “واشنطن بوست” النظام الإيراني من أن قمع التظاهرات وإراقة الدماء سيجلب عليها عقوبات قاسية، ويعقّد وضعية النظام المترهلة؛ وذلك عبر افتتاحية الصحيفة اليوم، والتي رأت أن التظاهرات العارمة كشفت ضعف النظام الإيراني.

وتفصيلاً، قالت الصحيفة: “خمسة أيام من الاحتجاجات في الشوارع وفي المدن وفي جميع أنحاء إيران كشفت عن الضعف الحقيقي للنظام الإيراني، والذي يصوّر في بعض الأحيان في واشنطن كطاغوت إقليمي، وعلى الرغم من رفع معظم العقوبات الاقتصادية الغربية عام 2015، فإن الجمهورية الإسلامية لم تتمكّن من تلبية حاجات الإيرانيين اليومية، الذين يرون أن موارد البلاد تُهدر في الفساد والمغامرات العسكرية الأجنبية من قبل رجال الدين الذين ينكرون الحريات الأساسية، لقد انتشرت الاحتجاجات التي بدأت في مدينة واحدة بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية بسرعة إلى انتفاضة وطنية موجهة بشكل مباشر إلى حكم المرشد الأعلى علي خامنئي”.

وتابعت: “إن المطالب الشعبية بالتغيير لها ما يبررها وتستحق الدعم الدولي، لقد كان الرئيس ترامب على حق في تغريداته ودعمه للمتظاهرين، كما يتعين على القادة الأوروبيين، الذين كانوا أكثر حذراً أن يتكلموا، وفي الوقت نفسه، من المهم أن نضع في اعتبارنا دروس التاريخ، التي تشير إلى أن احتمالات أن يقوم المتظاهرون بثورة طويلة؛ في المقابل أثبت نظام خامنئي أنه بارع وبلا رحمة في حملته على المتظاهرين وإخماد حركات المعارضة السابقة، والتي كان آخرها في عام 2009، ولا يزال لديه موارد قمعية وفيرة تحت تصرفه”.

وأضافت: “تختلف الانتفاضة الجديدة حتى الآن اختلافاً كبيراً عما حدث في عام 2009 بطرق ربما تعود بالنفع على النظام، فهي تفتقر إلى القادة أو جدول أعمال واضح، لقد بدأت المظاهرات الحالية في مدينة مشهد الإقليمية، والتي ربما تكون قد شجعت في البداية من قبل قوات محافظة معارضة لحكومة الرئيس حسن روحانى، ثم انتشرت في عشرات المدن والبلدات الصغيرة، ويبدو أن طهران وهي مركز حركة عام 2009 كانت أقل حظاً من التظاهرات”.

وأوضحت: “يبدو أن هذه الانتفاضة أيضاً أكثر عنفاً، وقد أبلغت السلطات والمراقبون المستقلون عن وقوع هجمات على مرافق حكومية وحتى قواعد عسكرية في بعض المدن، كما لقى 12 شخصاً مصرعهم منذ يوم الاثنين، وهذا يمكن أن يعطي النظام ذريعة لقمع دموي، باستخدام قوات الحرس الثوري أو قوات المليشيات الشيعية التي حُشدت للحروب في العراق وسوريا”.

وأردفت: “حتى الآن يبدو أن الحرس ينتظرون على الهامش، بينما يقدم السيد روحاني -وهو معتدل نسبياً في النظام السياسي الإيراني المعقد- رسائل تصالحية، واعترف يوم الأحد بأن المتظاهرين لديهم مظالم مشروعة، ووافق اسمياً على حقهم في الاحتجاج، أيضاً ينبغي لإدارة ترامب والحكومات الغربية الأخرى أن تسعى إلى حمله من خلال الدبلوماسية والتهديد بالعقوبات في حال إراقة المزيد من الدماء، كما ينبغي على القادة الغربيين أن يفعلوا ما في وسعهم لدعم الاحتجاجات السلمية، بما في ذلك البحث عن طرق لمساعدة الإيرانيين على التواصل فيما بينهم حيث يقيد النظام الإنترنت”.

واختتمت بالقول: “وفي الوقت نفسه، يجب على السيد ترامب تجنب الأعمال التي من شأنها أن تقوض الاحتجاجات، وتمكن المتشددين في النظام وفي مقدمتها التخلي عن الاتفاق النووي، ومن شأن ذلك أن يقسم الولايات المتحدة مع الحكومات الأوروبية والتي ينبغي لها أن تتوحد وتنسق استجابتها للانتفاضة والتي ستمنح النظام تهديداً خارجياً يحشد الناس ضده، فإصلاح الاتفاق النووي يمكن أن يتم تأجيله، الآن هو الوقت المناسب للسيد ترامب للتركيز على دعم الشعب الإيراني”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى