منوعات

مرزوق الغانم بين السياسيين الأكثر تأثيراً في لغة الجسد

سارة وهاجر عبدالرحمن – خبيرتان في لغة الجسد

يتساءل الكثير من الناس عن مدى فاعلية لغة الجسد في إضفاء التأثير على الخطابات السياسية، ومن خلال تجربتنا العميقة في مجال لغة الجسد، وفك الشّفرات غير اللفظية نقبنا عن عدة حقائق، ورصدنا إحدى الشخصيات التي قلبت الموازيين في ميدان الخطابات السياسية بعدة مواقف تاريخية في منطقة الخليج العربي، فوجدنا الإجابة تلوح في أفق دولة الكويت، وتحديداً في ندوة رئيس مجلس الأمة السابق مرزوق الغانم في ضاحية عبدالله السالم بتاريخ 4/6/2023 أي قبل الصمت الانتخابي بساعات معدودة، حيث تجلّت لغة جسده وفق أسس التأثير غير اللفظي الذي يدعم الخطاب السياسي بشكل لافت.

اقرأ أيضا .. خبير بلغة الجسد يحلل لقاء “بوتين” و “بايدن”

حيثُ يمكن للحضور الحي أن يخلق فرصة مذهلة لقراءة لغة الجسد كما أنّ وسائل التصوير والنقل الحي في الواقع تنقل لنا 80% فقط من حقيقة المشهد الكامل، فانتقال الكاميرا من المتحدث إلى الجمهور يقتضب من فرصتنا في قراءة بعض الإيماءات، ولا ننسى أنّ حجم الكادر يُحتّم علينا قراءة الجسد من الأعلى فقط؛ لكننا في التجربة الحية بحضورنا للندوة تمكَّنَّا من وضع النقاط على الحروف، وقد أسفرت لغة جسد النائب عن عدة ركائز أساسية تدعم التأثير وهي:

1-اليد أعلى من الكتف:

الإيماء بالید من أھم الأدوات التي يستخدمها المرء مع اختلاف المجالات فھي تعمل على توجيه الانتباه وتحریك الأمور وعادة ما تكون ھذه الإیماءات صغیرة في حدود منطقة البطن أو أسفل الصدر، ومن النادر أن ترى شخصاً یشیر إلى أعلى الكتف؛ لكن عند التحدث إلى مجموعة كبیرة یجب أن تكون الإیماءة أكبر، والحركة أكثر، فكلما كبرت الحركة زاد ما یمكن رؤيته، وزاد جذب انتباه المشاھد وتوجيهه من قبل الشخص الذي ینفذ الإیماءات، وهذا ما تم تدوينه بشأن اللقطة أعلاه.

2-وضع اليدين خلف الظهر:


هذه الوضعية يكشف فيها المرء موضع عرضته للاعتداء أي البطن والقلب مما يسفر عن الثقة والقدرة على المواجهة، فأسلوب الوقوف هذا هو أسلوب العساكر الذي يعبرون فيه عن فدائهم لأوطانهم، فيبثون رسالة مفادها: (لا يوجد ما يخيفنا) وقد نجد أسلوب الوقوف هذا أيضاً لدى ناظر المدرسة وهو يتجول بالمدرسة، وكثيراً ما نجده بين القادة والنبلاء أو أي شخص ذي سلطة، ودائماً ما ننصح به في حالات التوتر والقلق الشديد حيث يمكنه بث الثقة بالنفس من مبدأ المثير والاستجابة.

3-سلوكيات التهدئة:

عندما یتعمد المرء بعض الإیماءات في بقیة جسده فإنه سیفقد انتباهه بباقي الإیماءات التي تصدر من العقل اللاواعي مثل تمرير الإبهام والسبابة حول الذقن التي تدل على وجود ضغط ذھني ویساعد ذلك على تخفیف الضغط.

4-وجود حركة في الحاجبين والجبين:

رغم شیوع البوتكس الذي یحد من حركة الحاجبین والجبین إلا أن هناك ميزة من جانب التواصل لمن لم يقوموا بها، فمثل ھذه الإیماءات مھمة للتأكید ولطلب الإجابة من الطرف الآخر، ویقوم بھا الأشخاص لطلب الموافقة بدون لفظ من المستمعين وهذا ما ظهر في الصورة أعلاه.

5-راحة اليد على الصدر:

في لقاء آخر قال النائب مرزوق الغانم: (إذا كنت مقتنعاً وصادقاً في طرحك وقولك سيصبح خطابك قوياً ومؤثراً ) في الواقع وضع راحة اليد على الصدر ممكن أن يقترن بالصدق أو الخداع ورغم أنه يُعدّ رمزاً للصدق في العديد من الثقافات إلا أنه يسهل افتعاله لادعاء الصدق؛ لكن ما تم رصده هو أن الصادقين يميلون إلى الضغط على الصدر بقوة أكبر مع تباعد الأصابع عن بعضهم أما المخادعين فيكون ضغط أيديهم أقل حدة وقد يكتفون بالضغط بأطراف أصابعهم حيث أردف الغانم قائلاً (إذا كنت تتبنى رأياً غير مقتنع فيه من صعب جداً أن يكون خطابك قوياً) وهنا تتمثل قوة الخطاب التي تحدث عنها بقوة الضغط.

“أكاديمية الحوار” تقيم برنامج تدريبي لتنمية مهارات الاتصال والحوار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى