اشتباكات بين الجيش السوداني و”الدعم السريع” بالخرطوم.. وتوقف حركة الطيران
وقعت اشتباكات مسلحة صباح اليوم (السبت) بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، في جنوب العاصمة الخرطوم.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة، تحركات لمركبات عسكرية، وأصوات تبادل إطلاق نار بشكل متقطع، في منطقة سوبا جنوب الخرطوم، فيما تصاعد الدخان حول المنطقة، واشتعال إحدى المركبات.
ونقلت وكالة “رويترز” أن هناك إطلاق نيران أسلحة ثقيلة في محيط قيادة الجيش السوداني والقصر الرئاسي، ومقر قوات الدعم السريع بوسط الخرطوم.
وقالت قوات الدعم السريع، بحسب “رويترز”، إن قوات الجيش دخلت قاعدة تابعة لها في جنوب الخرطوم وأطلقت نيران أسلحة ثقيلة وخفيفة.
وأضافت أنها تواصلت مع وسطاء دوليين ومحليين وأطلعتهم على الأمر، وتهيب بالشعب السوداني وبالرأي العام الدولي والإقليمي إدانة هذا المسلك الذي وصفته بـ”الجبان”.
وأوردت إحدى القنوات الفضائية، عن مصدر بالجيش السوداني قوله بأنهم يتعاملون مع محاولة للسيطرة على القيادة العامة من قبل قوات الدعم السريع.
وأشارت مصادر إلى توقف حركة الطيران بمطار الخرطوم وسط انتشار أمني كثيف لعناصر من القوات المسلحة السودانية.
وكان عدد من الوسطاء السودانيين قد أكدوا بعد اجتماعهم مع كلٍ من قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة اللواء عبدالفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع ونائب رئيس مجلس السيادة اللواء محمد حمدان دقلو، أن الأزمة بين الجيش والدعم السريع في طريقها للحل.
واندلعت الأزمة بين الطرفين مؤخراً بعد أن أعادت قوات الدعم السريع نشر وحداتها في العاصمة الخرطوم وأماكن أخرى وسط محادثات بدأت الشهر الماضي لدمج القوات شبه العسكرية في الجيش بموجب الاتفاق الإطاري الذي يمهد لانتخابات جديدة.
وتفاقم التوتر بعد أن حركت قوات الدعم السريع بعض قواتها قرب مطار عسكري في مدينة مروي الشمالية، وقال الجيش إن هذه التحركات حدثت دون موافقته، وحذر من مواجهة محتملة مع قوات الدعم السريع.
وتوسط كلّ من وزير المالية جبريل إبراهيم وحاكم إقليم دارفور مني مناوي وعضو مجلس السيادة مالك عقار، وهم ثلاثة من قادة المعارضة السابقين الذين تقلدوا مناصب بعد اتفاق السلام في عام 2020.
وقال الثلاثة في بيان يوم الجمعة: “بعد حوار صريح وجاد، أكد لنا الأخ القائد (دقلو) التزامه التام بعدم التصعيد واستعداده للجلوس مع أخيه رئيس مجلس السيادة وإخوته في قيادة القوات المسلحة السودانية في أي وقت ومن غير قيد أو شرط بغية الوصول إلى حل جذري للأزمة يحقن الدماء ويحقق الأمن والطمأنينة للعباد والبلاد”.
وأشاروا في بيان آخر في وقت مبكر صباح اليوم (السبت)، إلى أن البرهان مستعد “للإقدام على أية خطوة تعين على حلحلة الإشكال الطارئ بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع وإعادة الأمور نصابها الطبيعي”.
وأضافوا: “نطمئن المواطنين الكرام بأن الأزمة في طريقها إلى الزوال”.