أخبار هامة

ثورة الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين

يمتلك الذكاء الاصطناعي قدرة هائلة على تغيير طريقة حياتنا بشكل جيد وخطير، ولكن الخبراء ليس لديهم ثقة كافية في مدى استعداد أصحاب النفوذ والسلطة للتعامل معه.

اقرأ ايضا .. بسبب الذكاء الاصطناعي.. مهن معرضة للخطر في سوق العمل

في عام 2019، قامت شركة OpenAI بإطلاق برنامج “جي بي تي-2” الذي يمكنه إنشاء فقرات نصية متماسكة وتحليلها بشكل أولي، دون تعليمات محددة.

وقررت الشركة في البداية عدم توفير البرنامج للجمهور العام خشية استخدامه في إنشاء معلومات مضللة ودعاية، ووصفت البرنامج بأنه “خطير للغاية”، ومع تطور الذكاء الاصطناعي بشكل كبير خلال السنوات الثلاث الماضية، أصبح الإصدار الجديد (GPT-3) متاحًا بسهولة واختبر الصحفيون والخبراء قدراته في كتابة النصوص بشكل مذهل.

وقامت شركة OpenAI الثلاثاء الماضي بإطلق أحدث نسخة من البرنامج (GPT-4) والذي يتمتع بقيود صارمة لمنع استخدامه لأغراض غير أخلاقية.

من جانبها أعربت أراتي برابهاكار، مديرة مكتب سياسة العلوم والتكنولوجيا في البيت الأبيض، عن قلقها بشأن استخدامات الذكاء الاصطناعي، مؤكدةً أن هذه التقنية الجديدة القوية يمكن أن تكون سلاحًا ذو حدين.

بينما قالت إيمي ويب، رئيسة معهد فيوتشر توداي وأستاذة الأعمال في جامعة نيويورك، إن هناك احتمالية أن يتجه الذكاء الاصطناعي في المستقبل إلى اتجاه إيجابي أو سلبي، حيث قد يركز التطور في الأولى على الصالح العام، وفي الثانية قد يؤدي إلى تقليل الخصوصية والتركيز في أيدٍ قليلة من الشركات والتطبيقات الذكية التي قد تفهم حاجات المستخدمين بشكل خاطئ.

وأشارت رئيسة معهد فيوتشر توداي، إلى أن النسبة المتفائلة تصل إلى 20% فقط، مشيرةً إلى أهمية مسؤولية الشركات التي تطور هذه التقنية وشفافيتها في تصميمها وتطبيقاتها.

ووفقًا لميلاني سوبين، المديرة الإدارية لمعهد فيوتشر توداي، أكدت أن الكثيرون يشعرون بالقلق حيال عدم وجود ضوابط حماية توجه التطورات التكنولوجية وتمنع إساءة استخدامها، ويعتبر تجربة الناس مع وسائل التواصل الاجتماعي مثالاً على المخاوف التي يشعر بها الناس حيال سرعة تطور الذكاء الاصطناعي.

وتعتمد الرقابة الفيدرالية بشكل كبير على شركات وسائل التواصل الاجتماعي، وقانون آداب الاتصالات الذي أقره الكونغرس في عام 1996، والذي يحتوي على مادة قصيرة ولكنها قوية وردت في الفصل رقم 230 من القانون.

هذه القوانين وفرت لشركات الإنترنت الحماية ضد مسؤولية المحتوى الذي ينشأه المستخدمون على مواقعهم الإلكترونية، ويُنسب إليها الفضل في خلق بيئة قانونية يمكن أن تزدهر بها شركات التواصل الاجتماعي، ولكن في الآونة الأخيرة، ألقي باللائمة عليها أيضاً لأنها سمحت لشركات الإنترنت هذه بالاستحواذ على الكثير من القوة والنفوذ.

وتعتبر المقارنات بين تشريع الذكاء الاصطناعي وتنظيم وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من مجرد مناقشات أكاديمية، فالتقنية الحديثة للذكاء الاصطناعي يمكنها أن تحول المنصات الاجتماعية المشهورة مثل فيسبوك ويوتيوب وتويتر إلى مصدر للمعلومات المضللة، ويصبح من الصعب بشكل متزايد فصل المنشورات الحقيقية من الحسابات المزيفة التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي ولكنها تبدو منطقية تمامًا.

وحتى لو نجحت الحكومة في وضع لوائح جديدة لتنظيم وسائل التواصل الاجتماعي، فقد تكون هذه الجهود بلا جدوى في مواجهة الكم الهائل من المحتوى الخبيث الذي يتم إنتاجه بواسطة التقنيات المتطورة للذكاء الاصطناعي.

“سدايا” تنظم برنامجاً تدريبياً في مجال الذكاء الاصطناعي بجامعات المملكة في أمريكا

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى