مُلوكي.. وأنا
بقلم ـ نسيبة توفيق العماني
مكة المكرمة
أنا مَوطنُ الأمجادِ أبدأُ قِصَّتي
إذْ كيفَ كنتُ وأينَ صِرتُ بِهِمَّتي
قامَتْ عليَّ حَضارَةٌ لكنَّها
كانتْ شتاتاً في عَنًا وتَفَلُّتِ
نجدٌ , وإحساءٌ ,حجازٌ , حائلٌ
آلُ الرشيدِ بها تَسُودُ بِفِتْنَةِ
وترى الرياضَ فريسةً وسَعَتْ لها
دوماً وهَجَّرتِ الذي لم يَصمُتِ
مُتَفَرِّقونَ ومَن تَفرَّقَ شَملُهم
لم يَبْقَ في هاماتِهِم مِن قُوَّةِ
خِيَمٌ وفقرٌ سائدٌ وتَخَلُّفٌ
والحَربُ تَقرعُ طَبْلَها بِتَعَنُّتِ
حتى أتَى (عبدُ العزيزِ) بِحِكمَةٍ
لِيَلُمَّ أجزائي بأنبلِ حِكمَةِ
وسَعَى معَ الأحرارِ سَعيَ مُشَمِّرٍ
للمجدِ ينشُرُ عدلَهُ في الأُمَّةِ
بَذَلَ الجُهودَ لكي يُوحِّدَ أَضْلُعي
حتى يُحَقِّقَ في التَّوَحُّدِ فرحتي
وهُناكَ مملكةُ السعودِيِّينَ قد
بزَغَتْ .. وتابَعَ مُنجزاتَ العِزَّةِ
وتَحَقَّقَ استقرارُ أرضيَ كلِّها
وسَمَتْ على التاريخِ أنصعُ صَفحةِ
و(سعودُ) مِن بَعدُ ارتَقَى بالعِلمِ في
كلِّ الجوانبِ ساعياً في هِمَّةِ
وبنَى المدارسَ ثم شادَ مَعالماً
للجامعاتِ ومشفياتَ الصحَّةِ
وأتى هِزبْرُ بني سُعودٍ (فيصلٌ)
إذْ سارَ في دربِ العُلا في هيبَةِ
وسَعى لنهضتيَ التي أَمَّلتُها
سعيَ الكرامِ لكي يُعَمِّقَ مَنْبَتي
وأتى يواصلُ دربَ مجدي (خالدٌ)
نمَّى اقتِصاديَ في دروبِ النهضةِ
واهتمَّ بالتعليمِ حتى يَرتقي
شعبي ويسمو الناسُ بالوسطيَّةِ
مِن بَعدِهِ قد جاءَ (فهدٌ) بالإبا
واهتمَّ بالأوقافِ ثمَّ الدعوةِ
وبنى مطاراتِي ووسَّعَ وارتَقى
بيَ كي تُزَيَّنَ بالبَها مَدنيَّتي
وأتى حبيبُ الشعبِ (عبدُ اللهِ) في
عزمٍ يسيرُ بِعَشرِهِ الذهبيَّةِ
فبَنَى وشَيَّدَ وانثنَى بِجهودِهِ
ليزيدَ في الإنجازِ كالأسطورةِ
وسَما بِنا (سلمانُ) في دربِ العُلا
نحوَ التطوُّرِ ثم جدَّدَ نَهضتي
وقَضَى على الإفسادِ في حزمٍ ولم
يَدَعِ الفسادَ بيَسرةٍ أو يَمْنَةِ
هذا أنا أرضُ السعودِيِّ التي
مَلَكتْ قلوبَ الناسِ منذُ النشأَةِ
مِن بَعدِ أنْ عِشْنا التَّفَرُّقَ والعَنا
صِرنا نعيشُ بأُلْفَةٍ ومَحبَّةِ
مِن بَعدِ أنْ كنَّا على صَحرائنا
صِرنا مُلوكَ الشرقِ بالعزمِ الفَتِيْ
مِن بعدِ أنْ كنتُ المُفَرَّقَ شَمْلُها
صرتُ المليكةَ وائتَلَقْتُ بِنَظرتي
بالأمسِ كنتُ ضعيفةً مُنقادةً
واليومَ كالقُبطانِ خلفَ الدَّفَّةِ
والشأنُ يَسمو كلَّ يومٍ للعُلا
وأسيرُ للعليا بأجملِ حُلَّةِ
وبِيَ السعوديُّ العظيمُ سيَرتقي
للمجدِ والدنيا تُراقِبُ خُطوتي