كي بي إم جي: الشركات السعودية أسرع من أقرانها في تبني أحدث التقنيات
نشرت شركة كي بي إم جي للاستشارات المهنية في المملكة العربية السعودية، نتائج “استطلاع التقنية في المملكة العربية السعودية 2022″، يكشف عن الاستراتيجيات التقنية التي تستخدمها الشركات لمساعدتها في التفوق على منافسيها في وقت يشهد العالم تغيرات غير مسبوقة.
وفي هذا التقرير تم استطلاع رأي أكثر من 2200 قائد تنفيذي في جميع أنحاء العالم -منهم 51 تنفيذيا في المملكة العربية السعودية- كما تضمن سلسلة من المناقشات المتعمقة مع الخبراء والرائدين في هذا القطاع.
وجرى نشر تقرير استطلاع التقنية خلال مؤتمر ليب 2023، المؤتمر الدولي التقني السنوي الذي يعقد في الرياض ويستمر لمدة أربعة أيام، بحضور أكثر من 100,000 مبتكر وخبير رائد في مجال استخدام التقنيات من جميع أنحاء العالم.
وتستثمر مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص في المملكة العربية السعودية بشكل كبير في التحول الرقمي، حيث ترى هذه المؤسسات أن بإمكانها تحقيق مزيد من الطموحات والتطلعات بفضل رؤية 2030 ومبادرات التحول الرقمي التي وضعتها الحكومة. لذا، نجد أنَّ معظم الشركات السعودية قد سارعت في تبني الذكاء الاصطناعي وتحويل البيانات والتقنيات الناشئة من أجل تسخير التقنية لمساعدتها في التفوق على الشركات العالمية.
وبهذه المناسبة، صرّح روبرت بتازينسكي، رئيس استشارات التحول الرقمي والابتكار لدى شركة كي بي إم جي بالمملكة العربية السعودية، قائلاً: “هذا التقرير يعد أحدث تقرير تقني على المستوى العالمي، ويكشف عن الموقف المرن والطموح الذي يتبناه المتخصصون في قطاع التقنية في المملكة وفي جميع أنحاء العالم. وعلاوةً على ذلك، تُظهر الشركات والمنظمات في السعودية أيضًا أنَّها لا تتأثر بالمخاطر التي قد تواجهها عند تبني التقنيات المتطورة، بل في بعض الحالات، نجد أنَّ هذه المؤسسات تتحرك بشكل أكبر وأسرع من أقرانها”.
ويعتقد ما يقرب من 66 في المائة من المشاركين في الاستطلاع في المملكة العربية السعودية أنه يجب أن تكون منظماتهم على أعلى قدر من الكفاءة والفعالية في استخدام التقنية للتمكن من تطوير استراتيجيات أعمالهم. وتوضح هذه النسبة مستوى الثقة المرتفع للغاية الذي تتمتع به المؤسسات السعودية والذي يدعمه ارتفاع عائد الاستثمار في مجال التقنيات، حيث ترى هذه المؤسسات أنَّ التحول الرقمي الذي يتمتع بقدر ضئيل من الكفاءة والفعالية أصبح أقل أهمية مما كان عليه في السنوات السابقة.
ويمتلك ثمانية عشر في المائة من المشاركين في الاستطلاع برامج تحويل فعّالة للغاية أدت إلى زيادة أرباح وأداء شركاتهم بنسبة 11% على الأقل. بينما نجد أنَّ ثمانين في المائة من المؤسسات السعودية في مرحلة متقدمة جدًا من استخدام استراتيجيات التحول الرقمي، مع حرص هذه المؤسسات على دعم القيادة والتمويل المطلوب من أجل تطوير برامجها والتقدم في تحقيقها.
وعلى الرغم من أن 41 ٪ يعترفون بأن مستويات التقدم أبطأ مما كان متوقعًا، إلا أن برامج التحول الرقمي بشكل عام قد وضعت المؤسسات السعودية في المملكة في موقع متميز لتبني التقنيات الجديدة.
وعلاوة على ذلك، فإنَّ الإطار الزمني المتوقع لمعظم المؤسسات السعودية للاستثمار في الحوسبة الكمية هو عامان، حيث تشير 70٪ من الشركات إلى أنَّها حققت تقدمًا كبيرًا في تبنيها لأنظمة البيانات والتحليلات.
ويرى ما يقرب من 53٪ من القادة التنفيذيين في المملكة العربية السعودية أنَّ متطلبات الأمن والامتثال هي التحدي الأكبر الذي تواجهه مؤسساتهم في رحلتهم نحو التحول السحابي، وفي المقابل، تخطط 63٪ من المؤسسات في السعودية لزيادة استثماراتها في أمان التطبيقات، وهو ما يزيد بنسبة 20٪ عن المتوسط العالمي.
وعلاوةً على ذلك، تتعرض فرق الأمن السيبراني لمزيد من الضغوطات لمواكبة التهديدات المتطورة في ظل نمو العوائق الثقافية وقلة التمويل الذي يعيق الجهود الأمنية. ومع ذلك، فإنَّ معظم المؤسسات السعودية واثقة من قدرتها على منع هذه المخاطر الأمنية أو تخفيفها.
وتعد رقمنة قنوات العملاء واعتماد نظام العمل الهجين أكبر تحديات الأمن السيبراني التي تواجهها المؤسسات السعودية، حيث أشار ما يقرب من نصف المجيبين على الاستطلاع (47 ٪) إلى حاجتهم إلى تحسين تجربة العملاء باعتبارها المحرك الرئيس لاستثمارهم في الأمن السيبراني.
وقال بتازينسكي: “للمساعدة في ضمان تعزيز الابتكارات التقنية لثقة العملاء وولائهم، بدلاً من تعريضهم للخطر، يجب أن تكون فكرة الأمن عنصرًا أساسيًا من عناصر التخطيط في البداية، بدلاً من إضافتها لاحقًا كفكرة ثانوية”.
وبغض النظر عن هذه التحديات، أبدى المشاركون في هذا الاستطلاع ثقتهم الكبيرة في قدراتهم الإلكترونية، حيث يرى أكثر من 50 في المائة بأنَّهم قادرون على مكافحة التهديدات السيبرانية المختلفة التي تشمل مجموعات الجريمة المنظمة، والمطلّعين، وحتى سلاسل الإمداد المعرضة للخطر. بينما يرى 60 ٪ بأنهم قادرون على مكافحة العديد من التهديدات الأخرى.
وكجزء من جهود شركة كي بي إم جي لرسم المفهوم الجديد للقيادة الرقمية، تُقدم الشركة سبع سمات أساسية يجب أن تتمتع بها أكثر المؤسسات تقدمًا اليوم في مجال التحول الرقمي، وهي : هدم الحواجز حتى يمكن سماع صوت الموظف في كل الأقسام، والمشاركة في حل أزمة المواهب، والتوفيق بين الجهات المعنية بالحوسبة السحابية، وضمان مشاركة المتخصصين السيبرانيين مبكرًا في اختيار التقنية المناسبة وتعليم الموظفين، والاستعانة برأي العميل لتوجيه استراتيجيات التقنيات الناشئة، والاستعداد لتغيير مزودي النظام الأساسي لتعزيز تجارب العملاء والتجربة العامة بحكمة.
وأضاف بتازينسكي: “تعمل هذه السمات معًا لتحسين مخرجات تقنية المعلومات، وضمان استدامة جهود التحول الرقمي ومواصلتها في إضافة القيمة والمساهمة في تجارب العملاء التي تحظى بالولاء على المدى الطويل”.
واختتم بتازينسكي حديثه قائلًا: “تعمل نتائج التحول الرقمي المتميزة على تمكين الشركات اليوم من مواجهة حالة عدم اليقين القادمة بروح واثقة. كما أن تحسين الأداء وزيادة الأرباح التي تم تحقيقها حتى الآن تبين لنا أن استراتيجيات التقنية التي تركز على العملاء تمثل الأدوات المنقذة لأي شركة تسعى إلى البقاء بقوة في السوق”.