مقالات وكتاب

خليجي 25… لبيك يا عراق

د. طارق آل شيخان

 

تشهد مدينة البصرة العربية التاريخية هذه الأيام بطولة كأس الخليج العربي الخامسة والعشرين بمشاركة دول المجلس الست برفقة العراق واليمن. وهذه البطولة لها نكهة خليجية رياضية منذ أن بدأت في سبعينيات القرن الماضي، حيث الجو الرياضي يطغى على حياة الخليجيين طيلة فترة التنافس، ونرى الصحف والفضائيات والمجالس الرياضية ومنصات التواصل الاجتماعي تزخر بالمواد والمحتوى الإعلامي لفعاليات خليجي 25.
وبعيدا عن محتوى الإعلام الرياضي الذي يهتم بهذه المناسبة الرياضية الخليجية، إلا أننا سنتطرق لوجهة نظر إعلامية سياسية، أو بالأصح من وجهة الإعلام السياسي الذي تخصصنا فيه، فلا يمكن أن تمر هذه المناسبة الرياضية من دون تشخيص وتمحيص النتائج السياسية لهذه البطولة، فمخطئ من يعتقد أنه لا توجد علاقة سياسية أو جوانب سياسية لهذه البطولة الرياضية، وأول نتائج أو تداعيات هذه البطولة الرياضية التي ينظمها العراق بمدينة البصرة العربية إصرار دول الخليج على أن يحتضن العراق هذه البطولة كرسالة لعروبة العراق، فقد نجحت دول الخليج في إعادة الاعتبار للهوية العربية للعراق، فاسم بطولة كأس الخليج العربي التي تحتضنها البصرة لها دلالات ورسائل مضادة للأحزاب والميليشيات والعصابات الموالية لإيران.
طوال الاحتلال الأميركي الإيراني للعراق منذ الغزو الأميركي عام 2003، سعت هذه الأحزاب والعصابات إلى “خمأنة وصفونة” العراق بكل تاريخه وحضارته وعاداته وتقاليده وهويته العربية، وحاربت هذه العصابات وهذه الأحزاب أية إعادة لعروبة العراق بما فيها مشاركته بالتجمعات والمحافل السياسية والاقتصادية والمجتمعية والرياضية، ويأتي تنظيم العراق لبطولة كأس الخليج العربي ضربة لإيران وأذنابها الذين عملوا على منع إعادة العراق لمحيطه العربي، كما يأتي هذه التنظيم في ظل السعي السياسي والاقتصادي والعسكري الخليجي والعربي بقيادة السعودية ومصر والأردن، لمساندة القوى السياسية العراقية في إعلاء صوت العراق العربي وإعادة دوره القومي العربي. فلبيك يا عروبة العراق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى