مغامرات “أصغر مؤلفة سعودية” .. جذبت انتباه الحضور في “جدة للكتاب” وتطمح أن تصبح محامية للمظلومين
بينما كان أقرانها من صغار السن يلهون ويلعبون، كان ذهن “تاليا جوهر” يتفتق عن كتابة وتأليف كتاب قصصي يساعد على نشر الوعي وتوجيه السلوك، ومعالجة بعض المواقف الخاطئة عند الأطفال الصغار، فهي “سابقة سنها”، كما قال والداها.
الفتاة الصغيرة لم يقف عمرها الصغير الذي لا يتعدّى 11 ربيعاً حائلاً بينها وبين إظهار مواهبها المبكرة في التأليف والكتابة، وإصدار كتابها القصصي “مغامرات حياة .. بقلب صغير”، الذي كان مفاجأة معرض جدة الدولي للكتاب.
قصة فتاة
تقول “تاليا”؛ التي تدرس في الصف السادس الابتدائي لـ “سبق”، حول فكرة كتابها: “أحكي في الكتاب قصة فتاة تحب المغامرة لدرجة كبيرة، ولا تعرف أنه في كثيرٍ من الأحيان تكون المغامرة صعبة في ظل عدم الاستماع لكلام والديها”.
وتوضح سبب اختيارها هذه الفكرة بأن “هناك الكثيرين من أطفالنا لا بد أن يعوا أن للمغامرة حدوداً، وأنه من الضروري الاستماع والانصياع للوالدين”.
موهبة مبكرة
اكتشف والدا “أصغر مؤلفة سعودية”، كما أطلق عليها المشاركون في معرض جدة الدولي للكتاب، موهبتها مبكراً وشجّعاها على ذلك، وتقول والدتها لـ “سبق”: ” كانت تحب القراءة وتشارك في مسابقات القراءة من خلال المدرسة، وهي تشارك الآن في مسابقة تحدّي القراءة العربي”.
وتضيف: “ثم اتجهت بعد ذلك إلى تأليف القصص المصوّرة، وصقل موهبتها في الكتابة تحت رعاية من معلماتها في مدارس الذكر، وتعلمت طريقة كتابة القصة من خلال القصص التعليمية في الصفوف الأولية”.
وتتابع والدة المؤلفة الصغيرة حديثها قائلة: “بفضل الله، ثم بفضل حفظ القرآن الكريم، فقد اكتسبت تاليا مفردات لغوية كثيرة، وقدرة عالية على التفكير الإبداعي، والتفكير الناقد”.
التوفيق بين دراستها وموهبتها
وتحرص “تاليا”؛ على التوفيق بين واجباتها المدرسية، واستذكار دروسها، وتنمية موهبتها في التأليف، كما لا تنسى حظها في الترفيه عن نفسها، واللعب، فهي وضعت أهدافها بدقة، وخططت لتحقيقها مبكراً، بحسب تعبيرها.
فُوجئت الفتاة الصغيرة بإشادات الحضور في معرض جدة، الذين حرصوا على التقاط الصور معها، وأخذ توقعيها على كتابها القصصي، وهو ما أثلج صدرها وصدر والديها؛ إذ تقول الفتاة “سمعت كلمات ثناء وتقدير أسعدتني، وتدفعني إلى الأمام، كما تشرّفت بوجودي وسط نخبة من الكُتاب والمفكرين الذين لم يبخلوا عليّ بالدعم”.
دعم وتكريم
وأشارت “أصغر مؤلفة” إلى أنها وجدت الدعم والتكريم من معلميها وإدارة مدرستها، إلى جانب دعم أبويها؛ إذ تقول: “حصلت على تكريم وتقدير من والديّ وإدارة المدرسة؛ حيث تمّ التعريف بقصتي في حصة النشاط أمام زميلاتي، وحظيت بيوم لبيع كتابي لزميلاتي في المدرسة، كما سيكون هناك تكريم في مسرح المدرسة في حفل توزيع الشهادات”.
وتطمح “تاليا”؛ أن تصير محامية مستقبلاً للدفاع عن المظلومين، إلى جانب الكتابة والتأليف، كما تتمنى أن تصبح سفيرة لبلادها، وأن ترفع راية المملكة في المحافل المختلفة.