أخبار العالم

المملكة لم تدخر جهداً لتحقيق مفهوم التضــامــن الإسلامي وتبنت كل ما من شأنه تعــزيــز الـروابـط بين شعوب المسلمين

جدد معالي نائب وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد رئيس وفد المملكة إلى المؤتمر النهائي المكرس لعام التضامن الإسلامي، الدكتور توفيق بن عبد العزيز السديري ، موقف المملكة الثابت في دعم القضايا العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وتحقيق التضامن الإسلامي، وخدمة الإسلام والمسلمين، وجمع كلمتهم.
جاء ذلك في سياق الكلمة التي ألقاها معاليه اليوم الخميس الثالث من شهر ربيع الآخر 1439هـ خلال رئاسته لوفد المملكة إلى المؤتمر المنعقد حاليا في العاصمة الأذربيجانية “باكو”، مستهلا إياها بقوله: من مهد الإسلام وأرضه التي انطلق منها, أرض الحرمين الشريفين, أرض المملكة العربية السعودية أنقل لكم تحيات وتقدير قيادتها ومواطنيها, ويسرني أن أتقدم بالشكر الجزيل لفخامة رئيس الجمهورية إلهام علييف، ولفضيلة رئيس إدارة مسلمي القوقاز شيخ الإسلام شكر الله باشا زادة،ومعالي رئيس اللجنة الحكومية للعمل مع المنظمات الدينية الأستاذ مبارز قوربانلي؛ على دعوتهم الكريمة لحضور المؤتمر.
وواصل معاليه يقول: إن ديننا الإسلامي الحنيف آخر الأديان السماوية, ومن أعظم المقاصد التي أرسل من أجلها رسول رب العالمين محمد ــ صلى الله عليه وسلم ــ أن يكون رحمة للعالمين, كما قال الله ــ تعالى ــ في كتابه الكريم: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِين}, وفي التشريعات الربانية للدين الاسلامي مظاهر بينة للرحمة، والوسطية، والعدل، والتسامح، والتعايش بين أفراد المسلمين وغيرهم .

وأكد أن الأمة الإسلامية اليوم تتطلع إلى قادتها وعلمائها؛ لينهضوا بالمسؤولية التاريخية لتجاوز هذه الظروف العصيبة، وقد بات واضحا أنه لا يمكن للعالم الإسلامي الاستمرار على نهجه الحالي, والواجب أن يكون عالمنا الإسلامي أحد رواد هذا العصر؛ لما يمتلكه من مقومات الكفاية وقدرة الأداة الذاتية لاسيما أن المسلمين يمتلكون مقومات كبيرة من الناحية البشرية والخيرات التي تمكنهم من أن يكونوا بحق خير أمة أخرجت للناس.
وشدد معاليه على أن التضامن بين المسلمين ــ أفراداً وجماعات وحكومات وشعوباً ــ من أهم المهمات، ومن الواجبات التي لابد منها لصلاح الجميع، وإقامة دينهم وحل مشاكلهم، وتوحيد صفوفهم، وجمع كلمتهم ضد كل من يتربص بهم ويسعى لفرقتهم.
وقال: لقد سعت المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ــ طيب الله ثراه ــ ومروراً بعهد أبنائه من بعده، ووصولاً لعهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ لتحقيق التضامن الإسلامي، فمن المملكة انطلقت الدعوة الأولى لجمع كلمة المسلمين, فكان مؤتمر مكة المكرمة في عهد الملك عبدالعزيز في عام 1945م, وفي ستينيات القرن الماضي جدد الملك فيصل ــ رحمه الله ــ الدعوة للتضامن الإسلامي في العصر الحديث، انطلاقاً من قناعة المملكة بالتضامن فكرةً ومنهجاً، وتوافرت آليات تطبيق التضامن الإسلامي، فأخذت المملكة تسعى حثيثاً لترسيخ قواعده وإقناع الآخرين به، مما دفع مشروع التضامن الإسلامي الى الأمام وجعله الخيار الأفضل الذي يتفق مع ثوابت الأمة ومنهاجها، وتمكنت المملكة من تسجيل مواقف مشرفة في خدمة القضايا العربية والإسلامية في المحافل الدولية، ولها اسهامات كثيرة يطول حصرها في هذا المجال.
وزاد قائلا: إن المملكة ــ كما تعلمون ــ لم تدخر جهداً لتحقيق مفهوم التضــامــن الإسلامي, وتبنت كل ما من شأنه تعــزيــز الـروابـط الإيمانية بين شعوب المسلمين, امتثالاً للتوجيه الرباني الكريم: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً}, وذلك لتحقيق الأخوة الربانية في كل مجالات الحياة، وفتح قنواتٍ للتواصل والتعاون بين مختلف الدول الإسلامية، وكذلك الأقليات المسلمة بكافة مذاهبهم وطوائفهم .
وأضاف: لا يخفى على الجميع الدور الريادي للمملكة في خدمة الإسلام والمسلمين من خلال دعمها لتأسيس رابطة العالم الإسلامي ومنظمة التعاون الإسلامي, كما سعت وتسعى دائماً للتقارب مع كافة الدول الإسلامية في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية؛ إيماناً منها بأهمية التقارب بين الدول الإسلامية، وجمع كلمة المسلمين دون التفرقة الطائفية أو المذهبية بينهم
واستذكر ــ في هذا الصدد ــ دور المملكة البارز والمستمر في دعم قضية المسلمين الأولى (قضية فلسطين)، ومساندة الشعب الفلسطيني، والمطالبة بحقه، ومنها مبادرة السلام العربية التي أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز ــ رحمه الله ـــ في عام 2002م للسلام في الشرق الأوسط، وتهدف لإنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليًا على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال: في وقتنا الحاضر كان لقيادة المملكة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ وصاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ موقف تاريخي جسّد شكلاً من أشكال التضامن الإسلامي بتشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب واتخذ من الرياض غرفة عمليات مشتركة له, وذلك للتصدي لما عانت منه كثير من الدول الإسلامية من إرهاب منظمات أو احزاب أو ميليشيات، كما أخذت المملكة على عاتقها الوقوف مع الدول الإسلامية للتصدي للأحزاب والتنظيمات والميليشيات التي خرجت عن الشرعية في بلادها مثل الميليشيات الحوثية في جمهورية اليمن، وكذلك التنظيمات الإرهابية في عدد من الدول الإسلامية, كما أنشأت المملكة مؤخراً المركز العالمي لمكافحة التطرف (اعتدال) ليكون المرجع الأول عالميا في مكافحة الفكر المتطرّف، واجتثاث جذوره، وتعزيز ثقافة الاعتدال والوسطية.
وقدم معالي الدكتور توفيق السديري جزيل الشكر والتقدير باسمه واسم كل المشاركين في المؤتمر لفخامة الرئيس، ولفضيلة رئيس إدارة مسلمي القوقاز؛ على إقامة هذا المؤتمر الذي سيكون له ـــ إن شاء الله ـــ تأثير كبير في مسيرة التضامن الإسلامي التي توليها حكومة أذربيجان جل اهتمامها, والتي تعكس مكانة جمهورية أذربيجان الإسلامية, وتؤكد سعيها لكل ما فيه رفعة شأن ومكانة عالمنا الإسلامي بين الدول.
واختتم معالي رئيس وفد المملكة إلى المؤتمر الدكتور توفيق السديري ــ كلمته ــ سائلا الله ـــ تبارك وتعالى ــ أن يوفق ولاة أمور المسلمين لما فيه خدمة الإسلام والمسلمين، وأن يجمع على الحق كلمتهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ص الدكتور السديري لدى إلقائه الكلمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى