ردود ساخنة على حديث بوتين .. واشنطن: استخفاف غير مسؤول على الإطلاق
أعلنت الخارجية الروسية أن الولايات المتحدة تخطط لتأجيج الصراع في أوكرانيا على الأقل حتى نهاية عام 2025، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحفي: «تخطط واشنطن لتسخين الأعمال العدائية في أوكرانيا على الأقل حتى نهاية عام 2025، هم أنفسهم يخططون لذلك بناءً على تلك الوثائق التي لا يخفونها عن أي شخص».
وأشارت زاخاروفا إلى أن وسائل الإعلام الأمريكية، تستمتع بالفعل بتفاصيل ماراثون الفساد «البيت الأبيض – كييف – البيت الأبيض» اليوم وهو ما يفسر رغبة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في إقناع الكونغرس بتضمين مساعدة إضافية لكييف في مبلغ 37 مليار دولار في عام 2023، نصيب الأسد منها سيذهب لاحتياجات الجيش الأوكراني وبعد ذلك، سيتم تحديد أي منها «يستقر» في البنوك الأوروبية والعالمية والصناديق الخاصة».
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء الماضي: إن جيشه قد يقاتل في أوكرانيا لفترة طويلة، ولكنه لا يرى داعيًا لحشد جنود إضافيين في هذه المرحلة.
وأشار إلى أن خطر اندلاع حرب نووية يتصاعد، مؤكدًا في الوقت ذاته أن موسكو لم «يصبها الجنون» وأنها تعتبر ترسانتها النووية رادعًا دفاعيًا ليس إلا، بدورها اتهمت واشنطن بوتين «بعدم المسؤولية» وبأنه تحدث عن السلاح النووي «باستخفاف».
وقال بوتين خلال اجتماع متلفز مع المجلس الروسي للمجتمع المدني وحقوق الإنسان، القريب من الكرملين: «لم نصبح مجانين، نعلم ما هي الأسلحة النووية».وفي رده إلى أحد المتحدثين، قال بوتين، اليوم: «ظهرت أراض جديدة»، وهذا يعد «نتيجة مهمة بالنسبة إلى روسيا»، وأضاف: «أصبح بحر آزوف بحرًا داخليًا، وهذا أمر جدي» في إشارة إلى البحر المتاخم لروسيا ولجنوب شرق أوكرانيا الذي باتت تسيطر عليه موسكو بالكامل.
وهذا الشهر، اضطر الجيش الروسي إلى الانسحاب من خيرسون، عاصمة المنطقة التي تحمل الاسم نفسه، بعد تراجع في سبتمبر، من شمال شرق أوكرانيا.
وقال الرئيس الروسي: «نعتبر أسلحة الدمار الشامل، السلاح النووي، بمثابة وسيلة دفاع، (اللجوء إليها) يستند إلى ما نسميه ‘الرد انتقامًا’: إذا تعرضنا لضربة، نضرب ردًا على ذلك»، ولكنه كشف أن «التهديد بحرب نووية يتزايد»، نظرا للمواجهة بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا، محملاً الأمريكيين والأوروبيين مسؤولية ذلك.
بدورها اتهمت الولايات المتحدة بوتين «بعدم المسؤولية» بعد تصريحاته عن مخاطر اللجوء إلى الأسلحة النووية في النزاع في أوكرانيا.
ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس الرد مباشرة على بوتين، لكنه قال: «إن أي استخفاف في الحديث عن الأسلحة النووية غير مسؤول على الإطلاق».
من جانبه اعتبر المستشار الألماني أولاف شولتس في مقابلة نشرت الخميس أن خطر لجوء موسكو إلى السلاح النووي في غزوها لأوكرانيا تضاءل لأن المجتمع الدولي ومن ضمنه الصين «رسم خطاً أحمر» لموسكو بشأن تهديدها هذا.
وقال شولتس: «إن أمراً واحداً تغير في الوقت الراهن: لقد توقفت روسيا عن التهديد باستخدام السلاح النووي»، وعن مخاطر حدوث تصعيد نووي في النزاع الدائر في أوكرانيا، قال شولتس «في الوقت الحالي، لقد أوقفنا ذلك».
وردًا على سؤال بشأن الجدل الذي أثاره الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أخيرًا بطرحه مسألة تقديم «ضمانات» أمنية لروسيا لإنهاء النزاع في أوكرانيا، أقر شولتس بأن البناء الأمني الأوروبي سيكون حتمًا محور نقاش في نهاية المطاف.