سفارة طاجيكستان بالمملكة تقيم لقاءً صحفياً بمناسبة يوم رئيس الجمهورية ويوم الدستور لجمهورية طاجيكستان
أقامت سفارة جمهورية طاجيكستان لدى المملكة العربية السعودية اليوم الأربعاء 16 نوفمبر 2022م بمقر السفارة في الرياض لقاء صحفياً بمناسبة يوم رئيس جمهورية طاجيكستان والذكرى الثلاثين للدورة السادسة عشرة التاريخية للمجلس الأعلى الطاجيكي ويوم الدستور لجمهورية طاجيكستان، وذلك بحضور الإعلاميين والمثقفين ورجال الأعمال السعوديين وأبناء الجالية الطاجيكية لدى المملكة.
وخلال كلمته في اللقاء صرح السفير/ أكرم كريمي سفير جمهورية طاجيكستان في الرياض بأن يوم 16 نوفمبر هو يوم مشهود في تاريخ الشعب الطاجيكي الحديث وعلامة فارقة في مسيرة بناء وإرساء دعائم دولة طاجيكستان الفتية، موضحاً أن جمهورية طاجيكستان نالت استقلالها في التاسع من سبتمبر سنة 1991م بعد أن كانت جزءاً من اتحاد الجمهوريات السوفيتية السابقة، إلا أنها في فجر استقلالها دخلت مرحلة عصيبة من الصراعات الداخلية والتجاذبات السياسية والتدخلات الأجنبية والتي دفعت البلاد إلى منزلق الفوضى العارمة وانعدام الأمن وغياب السلطة، وكانت الدولة أمام تحديات ومخاطر جسيمة تلقي بظلالها على أمنها واستقرارها، بل إن خطراً محدقاً كان يداهم سيادتها واستقلالها وكيانها ومصير شعبها.
وأضاف السفير الطاجيكي بأنه قبل ثلاثين سنة في 16 نوفمبر سنة 1992م، انطلقت في ضواحي مدينة خوجند الواقعة شمال طاجيكستان، أعمال الدورة السادسة عشرة لاجتماعات المجلس الأعلى لجمهورية طاجيكستان والتي أسّست لمسيرة استعادة الهيكل الدستوري للبلاد وتمخضت عن انتخاب قيادة سياسية جديدة استطاعت فيما بعد أن تخرج بالبلاد إلى بر الأمان.
كما أفاد الدبلوماسي الطاجيكي بأن أبرز نتائج هذه الدورة البرلمانية التاريخية، يتمثل في انتخاب فخامة الرئيس إمام علي رحمان رئيساً للبرلمان والذي وكّلت إليه مهام قيادة الدولة ورئاسة الحكومة.
وفي سرد تاريخي للتطورات والأحداث التي تلت تلك الدورة البرلمانية، قال السفير الطاجيكي بـأنه في خضمّ المبادرات البناءة والإصلاحات الشاملة التي كانت الحكومة تواصلها حينذاك، شهدت طاجيكستان استفتاء شعبيا عامّاً في 6 نوفمبر 1994م لإقرار دستور جديد للبلاد، كما أجريت في هذا التاريخ انتخابات رئاسية فاز فيها فخامة الرئيس إمام علي رحمان بأغلبية الأصوات، وفي 16 نوفمبر 1994م أقيمت مراسم تنصيب فخامة الرئيس إمام علي رحمان رئيساً لجمهورية طاجيكستان، ومن ثمّة يحتفل الشعب الطاجيكي بيوم 16 نوفمبر من كل عام كيوم رئيس الجمهورية.
وذكر كريمي أن طاجيكستان تمضي اليوم بخطوات ثابتة نحو مستقبلها الزاهر في إطار البرامج والرؤى والإستراتيجيات المتوسطة والبعيدة المدى والتي اعتمدتها الحكومة الطاجيكية خلال الفترة السابقة، بما فيها الإستراتيجية الوطنية للتنمية إلى عام 2030م التي ترتكز على أربعة محاور رئيسية وهي: تحقيق الاكتفاء الذاتي في الطاقة وتطوير البنية التحتية المتعلقة بالمواصلات والاتصالات وتحقيق الأمن الغذائي وتطوير الصناعة الوطنية.
وعن تصاعد دور طاجيكستان على الساحة الدولية، صرح السفير الطاجيكي بأن لبلاده عدة مبادرات دولية تتمثل في إدارة الموارد المائية ومكافحة الإرهاب وتحقيق التكامل والاندماج الإقليمي، وتعرف طاجيكستان اليوم كدولة رائدة عالمياً بشأن قضايا المياه وإدارتها، وذلك من منطلق استحواذ البلاد على موارد مائية هائلة وأنهار جليدية تشكل أكثر من 60 في المائة من الموارد المائية في منطقة آسيا الوسطى، ومبادرة طاجيكستان المائية الأخيرة والتي أعلنتها بالتعاون مع الجمعية العامة لأمم المتحدة هي “العقد الدولي للعمل الماء من أجل التنمية المستدامة لسنوات 2018-2028م”، وجوهر هذه المبادرة المائية يكمن في تفعيل الجهود الدولية للعمل في قطاع المياه من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
لقد أشاد السفير أكرم كريمي خلال كلمته في اللقاء بالعلاقات الطاجيكية السعودية موضحاً بأن المملكة كانت أوائل الدول التي اعترفت باستقلال وسيادة جمهورية طاجيكستان، ومن ثمّ بادرت بإقامة العلاقات الدبلوماسية معها، ويصادف هذا العام الذكرى الثلاثين لإقامة هذه العلاقات المتميزة، وأن طاجيكستان تعتبر المملكة العربية السعودية شريكاً مهماً وتتطلع إلى تعزيز التعاون معها على كافة الأصعدة، مؤكداً بأن العلاقات المتميزة بين دوشنبه والرياض تنبني على الصِلات الروحية والتاريخية، وكذلك على العلاقات الأخوية بين فخامة الرئيس إمام علي رحمان رئيس جمهورية طاجيكستان وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان آل سعود.
وفي هذا السياق قال السفير كريمي إن من أهم المحطات لمسيرة العلاقات الطاجيكية السعودية هي الزيارة الرسمية التاريخية التي قام بها سمو وزير خارجية المملكة العربية السعودية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود إلى جمهورية طاجيكستان في 2-3 أكتوبر من هذا العام، حيث تم استقبال سموه من قبل فخامة الرئيس إمام علي رحمان رئيس جمهورية طاجيكستان في القصر الرئاسي، كما أجرى معالي وزير خارجية جمهورية طاجيكستان السيد سراج الدين مهر الدين مباحثات بناءة مع سموه.
كما أضاف السفير الطاجيكي أن طاجيكستان والمملكة لديهما التنسيق والتعاون الوثيق في إطار المنظمات الدولية والإقليمية، مثل الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي ومنظمة شنغهاي للتعاون، ولديهما مواقف ورؤى مشتركة تجاه كثير من القضايا الدولية والإقليمية الملحة، وأن طاجيكستان لطالما دعمت مبادرات وترشحات المملكة في إطار المنظمات الدولية والإقليمية.
وفي هذا السياق أشار السفير إلى أن طاجيكستان أعلنت دعمها وتأييدها مؤخراً لترشح مدينة الرياض لاستضافة المعرض الدولي “إكسبو 2030″، حيث تم إرسال رسالة خطية من قبل فخامة الرئيس الطاجيكي إلى خادم الحرمين الشريفين بهذا الشأن، وتم إعلان المبادرة بالدعم عبر وسائل الإعلام الوطنية والدولية، كما أن طاجيكستان تؤيد بقوة المبادرتين اللتين أطلقهما سوم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وهما مبادرة “الشرق الأوسط الأخضر” و”السعودية الخضراء”، وتعتبرهما خطوة مهمة ومؤثرة من أجل إنقاذ المنطقة من تداعيات مناخية ومن أجل تحقيق ما يصبو إليه عالمنا اليوم من أهداف تتعلق بالاقتصاد الأخضر والطاقة الخضراء.
وخلال كلمته نقل سفير طاجيكستان شكر وامتنان حكومة بلاده إلى حكومة خادم الحرمين الشريفين للوقوف دائماً إلى جانب طاجيكستان من أجل تحقيق أهدافها التنموية، موضحاً بأن المملكة لها دور مشهود في دعم مسيرة طاجيكستان التنموية، وذلك عبر المؤسسات المالية والصناديق التنموية، مثل البنك الإسلامي للتنمية والصندوق السعودي للتنمية ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
وحول التعاون المستقبلي بين طاجيكستان والمملكة، أفاد السفير كريمي بأن الجانبين يعملان في الوقت الراهن على تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري، حيث يتم التحضير الآن لعقد الدورة القادمة للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين طاجيكستان والمملكة وتنظيم منتدى الأعمال الطاجيكي السعودي في مستقبل قريب بمدينة دوشنبه بحضور معالي المهندس خالد الفالح وزير الاستثمار السعودي.
وفي ختام كلمته أكد سفير طاجيكستان على حرص بلاده على تعزيز وتنمية التعاون مع المملكة العربية السعودية، معرباً عن اعتزازه بهذه العلاقات التي تنبني على الصلات الروحية والأواصر الأخوية والمصالح المشتركة، ومتمنياً للبلدين والشعبين الشقيقين دوام الأمن والاستقرار والرقي والازدهار.