اتجاهات جديدة في قطاع السفر 2023: رموز NFT ووجهات خضراء والعودة للسكك الحديدية
المملكة العربية السعودية ضمن الوجهات ذات النمو السريع في قطاع السياحة
نشرت يورونيوز للسفر Euronews Travel، المنصة المخصصة للسياحة والسفر في المؤسسة الإعلامية الإخبارية الدولية الرائدة في أوروبا، أحدث تقرير لها بعنوان “السفر خلال 2023: تواصل بين الأشخاص والوجهات والكوكب” Travel in 2023: Connecting People and Places & Planet حول مستقبل قطاع السياحة، حيث حدد التقرير وتناول بالتحليل ثمانية اتجاهات ضمن موضوعات السفر الحالية التي سوف تشكل مستقبل القطاع بينما تعود إلى معايير ما قبل العام 2020.
بعد عامين من إصدار تقرير اتجاهات السفر بعد 2020، عملت يورونيوز جنباً إلى جنب مع الفاعلين الرئيسيين في قطاع السفر لترسيم مسارات السفر والسياحة للعام 2023. وتناول التقرير تأثير جائحة كوفيد-19 في السفر، إلى جانب التحديات الحالية مثل أزمة الطاقة والأزمة المناخية المستمرة والتي لا تزال تؤثر على الصناعة وسلوك المسافرين.
ومن التوجه الجديد للتفاعل مع الطبيعة والذي ظهر كواحد من تبعات الجائحة، إلى تطور السياحة المعززة افتراضياً والمزيد من الرحلات الخضراء والمستدامة، مروراً بعودة شغف السفر بالقطارات من جديد، حددت يورونيوز في تقريرها عناصر التغيير في نظرة المسافر إلى العالم.
التوجه الأول: السفر التجديدي
في العام 2023، سوف يتحول التركيز نحو السفر الإيجابي الصديق للبيئة ومحايد للكربون، حيث أصبح عدد متزايد من السياح والمسافرين يسأل عما تقوم به الفنادق والوجهات والشركات السياحية من أجل البيئة. وفي ظل الأخبار عن الأزمة المناخية، لن يكون كافياً لشركات السفر أن تهدف ببساطة إلى تقليل تأثيرها البيئي. وسيتم تكليف منظمي الرحلات السياحية والهيئات السياحية والفنادق بمهمة إصلاح الطبيعة واستعادتها والاستثمار فيها لمواكبة اهتمامات المسافرين وتطلعاتهم.
Exodus هي إحدى شركات السفر متعددة الجنسيات ذات الدور الرائد في هذا الصدد، من خلال تعهدها بأن تصبح صديقة للبيئة كلياً بحلول عام 2024. وتعمل الشركة حالياً على مشروع ضخم في جبال الأبينيني بإيطاليا، ممول جزئيًا من خلال حجوزات الرحلات، يستهدف احتجاز ما يقرب من 1500 طن من الكربون سنوياً.
التوجه الثاني: عودة الشغف بالسكك الحديدية
الراحة والتكلفة ومحدودية البصمة الكربونية كلها عوامل تساعد في إعادة السفر بالقطار إلى دائرة الضوء في العام 2023. وبينما يتطلع المسافرون إلى أن يصبحوا أوثق صلة بالبيئة، تعمل شركات خاصة على إحياء الشغف بالسفر بالقطارات الليلية في جميع أنحاء أوروبا. ومن بين المبادرات اللافتة ما يقوم به Nightjet، وهو تحالف دولي تقوده شركة ÖBB النمساوية، والتي تصف خدماتها بأنها تقدم “جيلاً جديداً من قطارات النوم”. وهي تربط بين فيينا وميونيخ وباريس؛ وأمستردام وزيورخ عبر كولونيا. وسيشهد ديسمبر 2022 إطلاق قطار من زيورخ إلى روما عبر ميلانو؛ والتالي سيكون قطار نوم يربط بين برلين وباريس وبروكسل، ثم أخيرًا الخط الرابط بين زيورخ وبرشلونة في عام 2024.
يقول إدواردو سانتاندر، المدير التنفيذي في المفوضية الأوروبية للسفر: “لا يمكن إنكار حقيقة أن السياحة الأوروبية تعتمد حالياً على الطيران. ولقضاء عطلة نهاية الأسبوع في لندن أو روما أو باريس، بحيث تعود إلى عملك صباح الاثنين أو ظهيرة الأحد، فلا سبيل أمامك إلا الطائرة. لذا، دعنا نعترف بأن علينا تغيير الطريقة التي ننظر بها إلى هذا النوع من السياحة”.
التوجه الثالث: الحياة بين أحضان الطبيعة
يتجه عدد متزايد من المسافرين إلى الإقامة في الأكواخ والكبائن الريفية طلباً للتواصل مع الطبيعة. وفي هذه الملاذات الصغيرة استفادة من جاذبية جمالية عصرية تتمثل في العيش في العربات والمنازل الصغيرة وتجتذب قطاعاً أكبر بكثير من أي وقت مضى.
وبعد أن اقتصر الأمر في السابق على المتنزهين والمسافرين ذوي الميزانية المحدودة، تعتبر الإقامة في الأكواخ والكبائن اليوم فرصة حياة جديدة. في كانتون فاليه بجبال الألب السويسرية، تتم ترقية أكواخ المتنزهين التقليدية استجابة لارتفاع الحجوزات من مستخدمين غير تقليديين، وخاصة بعد الجائحة. وفي غضون ذلك، من المقرر أن تشهد أستراليا اكتمال شبكة كبيرة من كبائن العطلات في المناطق النائية في العام 2023.
يقول سانتاندير: “أصف هذا الاتجاه ببساطة بأنه خروج من كهف العزلة إلى استكشاف الطبيعة. وهذا ليس جديداً على البشر، لكن ربما كانت هناك صحوة بسبب الجائحة وما اتصل بها من قيود صحية”.
التوجه الرائع: الوجهات المعززة افتراضياً
أجبرت الجائحة شركات السفر وإدارة المعالم والوجهات السياحية على الانضمام إلى ركب التكنولوجيا بطرق جديدة ومثيرة. جاءت الإمكانات غير المستغلة للواقع المعزز والواقع الافتراضي فرصة لتعزيز تجربة السفر خلال الجائحة. وأصبح متاحاً القيام بجولة في مدينة من مدن القرون الوسطى المرصوفة شوارعها بالحصى في رومانيا، أو الانضمام إلى حمامات الجليد في هلسنكي أو التسوق في أسواق في مراكش، دون أن يبارح السائح منزله.
وسوف يتم استخدام نفس التقنية الاستغراقية هذه لتعزيز تجربة الزائر بدلاً من تكرارها.
وفي باريس، على سبيل المثال، يسمح Eternal Notre Dame VR للمجموعات بالتجول في حقبة اتساعها 850 عاماً من تاريخ الكاتدرائية بطريقة أكثر جاذبية مما يمكن أن يحققه معرض تقليدي. ويعد الاستغراق أساس التجربة، حيث يعايش السائحين تجربة تكاد تكون حية للسفر عبر الزمن.
التوجه الخامس: رموز “NFT” تجتاح قطاع السفر
تجتاح الرموز غير القابلة للاستبدال الآن قطاع السفر أيضًا، مع انضمام مختلف شركات الطيران حول العالم إلى هذه الصيحة التكنولوجية، وإطلاقها منتجات خاصة بها ذات رموز غير قابلة للاستبدال. وتستخدمها الشركات المبادرة كسبيل إلى إطلاق العنان لتجارب السفر الحقيقية حول العالم. وبينما من المفهوم أن تكون هذه الرموز حاضرة في سوق السفر الفاخر، حيث توفر مستوى إضافي من التفرد، ولكنها تستخدم كذلك كوسيلة لدعم وتشجيع التبرع وتمويل مشاريع الاستدامة.
في بوتان، على سبيل المثال، أطلقت شركة Trans Bhutan Trail الجديدة مجموعة من الرموز لتمويل مشاريع الاستدامة على طول مسار السكة الحديدية وتقديم تجارب حصرية للمسافرين.
التوجه السادس: وجهات خضراء
مع ارتفاع أسعار الوقود وزيادة الطلب على الأنشطة منخفضة الكربون، يزدهر سوق السفر الكهربائي في عام 2023. بعد الطفرة العالمية الأخيرة للدراجات الإلكترونية، بدأت جولات السكوتر التي تعمل بالطاقة الكهربائية والتزلج على الجليد ورحلات القوارب ورحلات السفاري في دخول الصورة.
تحسن نطاق القيادة ووقت الشحن والتكلفة وتوافر المركبات المستأجرة بشكل كبير. وقدمت Skyscanner هذا العام خدمة تأجير السيارات الإلكترونية على موقعها عبر الإنترنت، حيث أصبح من السهل العثور على السيارات المستأجرة التي تعمل بالطاقة الكهربائية. بينما أنشأت Hertz دليلًا لـ 15 رحلة برية كهربائية بالكامل في جميع أنحاء أوروبا.
كما شهد عام 2022 إطلاق r3charge – أول منصة حجز فندقية مخصصة للمسافرين بالسيارات الكهربائية.
التوجه السابع: السفر النشط
بعد التحول الجذري نحو العمل من المنزل، أصبح ملايين الأشخاص أكثر استقراراً في حياتهم اليومية. ومن شأن هذه البيئة العالمية الجديدة أن تجعل من يعملون عن بعد أو وفق نموذج هجين يسعون إلى مزيد من النشاط في العام المقبل. ونتيجة لذلك، فإن السفر النشط؛ الذي يركز عادةً على التجارب في الهواء الطلق، مثل المشي لمسافات طويلة وركوب الدراجات والسباحة والجري، سيشهد طفرة في عام 2023.
وفي المملكة العربية السعودية، تقدم منصة بونداي للزوار العديد نت الأنشطة الترفيهة والتي تعنى بالتعرف بمعالم المملكة. هذا ويمكن للزوار اختيار الرحلة أو تصميم رحلتهم الخاصة عبر المنصة. وسيتمكن عشاق الأكتشاف من خوض تجربة فريدة في المملكة من خلال رحلات الهايكنق، ركوب الدراجات، المشي في الغابات الخلابة، والتنقل بين الجزر.
على سبيل المثال، أصبح ركوب الدراجات تجربة عطلة نشطة مفضلة لعدد متزايد من المسافرين. وتسجل EuroVelo، وهي شبكة تدير 17 مسارًا للدراجات لمسافات طويلة لاكتشاف القارة الأوروبية، زيادة في الحجوزات، مع شيوع هذه الصيحة.
التوجه الثامن: الإضفاء الفائق للطابع الشخصي
لم يعد لتجارب السفر النمطية مجال اليوم. لطالما كانت الخدمة الشخصية علامة على السفر الفاخر، لكن شركات السفر اليوم تقدم تجارب فريدة ذات طابع متفرد لضيوفها بغض النظر عن الميزانية. ومن ذلك رموز QR مميزة لتنفيذ الإجراءات دون تلامس، أو خيارات الأطعمة النباتية في وجبة الإفطار أو مجموعة أكبر من الأنشطة المقدمة والتي تتمحور حول الاهتمامات الشخصية.
على سبيل المثال، تطرح سلسلة فنادق حياة العالمية أكثر من 200 تجربة من خلال 85 وجهة عروض رفاهية مخصصة عن طريق منصاتها.
وتعليقاً على التقرير، يقول سانتاندير: “من الصعب جدًا الآن التنبؤ بمجريات عام 2023 أو 2024. نعتقد أنه سيكون هناك تغيير كبير في النموذج عندما يتعلق الأمر باتخاذ القرار على مستوى المستهلك أي المسافر. ولكن أيضاً على مستوى مزودي الخدمة، حيث نرى الكثير من الشركات تدقق في النهج المتبع لأجل تحقيق الأهداف المستدامة”.
وتعتقد منظمة السياحة العالمية أن عام 2023 سيكون عام إصلاح الصناعة. وتقول ساندرا كارفاو، رئيسة المعلومات وتنافسية أسواق السياحة: “لقد رأينا في الجائحة أننا بحاجة إلى إعادة التفكير في إدارة السياحة؛ كيف ننسق فيما بيننا في القطاع ومع القطاع الخاص. أعتقد أننا سنشهد المزيد من هذا التوحيد للجهود في عام 2023”.
وتقول كارولين جيبسون، مديرة الإيرادات في يورونيوز: “لقد غيرت الجائحة قطاع السفر، وفي حين أنه قد يكون من السابق لأوانه تحديد تأثيرها الدائم على القطاع، إلا أنه تسبب بلا شك في حدوث تحولات مجتمعية جذرية في طريقة ورغبة المسافرين في استكشاف الكوكب. من خلال هذا التقرير وعبر يورنيوز للسفر، نعمل على اتاحة محتوى يدعم القطاع من خلال فهم المتغيرات ومنها الوباء، التأثير المناخي والحاجات التي تستقطب المستهلك وتعيد إحياء القطاع لتدعم كافة الشرائح لتسهام بنهضة القطاع من جديد”.
وقالت جينيفر أندري ، نائبة رئيس تطوير الأعمال في مجموعة إكسبيديا للحلول الإعلامية: “يمثل العام المقبل نقلة نوعية في قطاع السياحة والسفر، إذ يسعى المسافرون لوضع قيمهم الأساسية في عجلة القيادة عند الحجز ومنها معايير الاستدامة والشمولية. وخلال العامين الماضيين تمكنا من تتبع التغيرات في سلوك المسافر وذلك من خلال دراسة أكثر من 70 بيتابايت عن طريق مجموعة إكسبيديا، ولقد سعدنا بالتعاون مع يورونيوز لإطلاق هذا التقرير والذي من شأنه رفد البيانات للقطاع والذي يمكن الاستفادة منه خلالالعام المقبل”.
ومن جانبه، يرى ديمون إمبلينج، صحفي ومحرر السفر في يورونيوز للسفر والمؤلف المشارك في التقرير، أن: “الجانب الاجتماعي للسفر سيزداد أهمية في العام المقبل، ولاحظنا ازدهار السفر متعدد الأجيال في عام 2022، حيث سعى المسافرون لاستعادة لحظات جميلة وثمينة مع أحبائهم بعد عامين من العزلة”.
ومن جهتها قالت لورنا باركس خبيرة السفر و والمؤلف المشارك في التقرير : “قد لا يكون لهذا الاتجاه عمر طويل، ولكن ما سيبقى منه هو الرغبة في التجمع ومزيد من الأهمية للتواصل الإنساني بينما يسافر الناس حول العالم بينما يرونه بعيون جديدة