السعودية تحول حلم محاربة الشيخوخة لحقيقة
تضع السعودية مفهوم الشيخوخة الصحية ضمن أولوياتها الوطنية، وتسعى إلى تقليل الأمراض التي تصيب الإنسان عند التقدم في العمر مثل الأمراض المزمنة والعلل المتصاحبة والقصور البدني ومشكلات الصحة الذهنية. كما تهدف أيضًا إلى زيادة سنوات الحياة الصحية بسنة واحدة للسكان الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً فما فوق.
وقال أليكس زافورونكوف: يكمن جمال الأبحاث الطبية الحيوية أن القيادة السعودية تمنح الأولوية لكل من أبحاث طولة العمر والطاقة المستدامة معًا كأولويتين بحثيتين رئيسيتين، وكلاهما يغيران وجه الكوكب. وتابع: إن اكتشاف علاج ناجح يتم ابتكاره من الصفر هو جهد كبير له مخاطر عالية مع عائدات مالية هائلة وفوائد للمجتمع عند نجاحه، ويتطلب ذلك قدرًا كبيرًا من التمويل وقيادة الخبراء والتزامًا لسنوات عديدة، ويدرك القادة أصحاب الرؤى الذين يتمتعون بنظرة طويلة الأمد هذه الفرصة، ومنهم القادة في السعودية.
وأضاف: قد تكون زيادة طول العمر الصحي هو الأمر الأكثر إيثارًا الذي يمكن أن يقدمه الأطباء إلى العالم، حيث يكرس العالِم حياته من أجل توليد أكبر عدد من سنوات الحياة الصحية ذات الجودة العالية للآخرين أو كما يُعرف علميًا بـ (QALY).
وأردف: إن تطوير عقار باستخدام الأساليب التقليدية يستغرق أكثر من عقد، ويكلف أكثر من 2 مليار دولار، وتفشل العملية أكثر من 90% من الوقت، وتنتج معظم شركات الأدوية المقترحة بمعدل دواء واحد كل عام من خلال جهود البحث والتطوير الخاصة بها لكن عددًا قليلًا جدًا منهم ينجح في خدمة أغراضه، ولا تزال هذه الصناعة بشكل عام في مهدها؛ لذلك فإن قيام السعودية بأخذ هذه المخاطرة لخدمة البشر هو أمر نبيل، علمًا بأنها من أكبر الرعاة للباحثين الذين يحاولون فهم الأسباب الكامنة وراء الشيخوخة وكيف يمكن إبطاؤها من خلال الأدوية.
وتساءل الباحث عن سبب اختفاء الجهود الأمريكية مقابل نظيرتها السعودية حيث قال: في عام 2021، انخفض متوسط العمر المتوقع في الولايات المتحدة إلى 76.6 عامًا، وهو أقل من متوسط العمر في السعودية البالغ 77 عامًا والصين البالغ 78.2 عامًا، ومع ذلك لا توجد أي شخصية سياسية كبيرة في أمريكا تدعو إلى زيادات كبيرة في طول العمر أو تضع أهدافًا طموحة لمتوسط العمر المتوقع.
إذا تم إنفاق مبلغ المليار دولار الذي التزمت به مؤسسة Hevolution السعودية نحو أبحاث الشيخوخة والأمراض كما هو مخطط له، فسيكون ذلك أكثر مما أنفقته المعاهد الوطنية للصحة الأمريكية على نفس هذه الأهداف في الثلاثين عامًا الماضيين.
وقال العالِم والباحث في مقالته على مجلة فوربس: أصبحت المملكة بدعمها وتمويلها لهذه التكنولوجيا والتقنيات المستخدمة وخططها الحكيمة لاعباً أساسياً في هذا المجال المهم، خاصةً وأن الذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية يعدان في صميم رؤية السعودية 2030 وهو ما يعزز صورتها على مستوى العالم من خلال الاستثمار في الرعاية الصحية والتعليم والذكاء الاصطناعي وغيرها من المشاريع.