مقالات وكتاب

أسرار في جولات الأمير

صالح عبدالله المسلّم

 

لنكُن «منطقيين» و»واقعيين» في حديثنا عن التغييرات التاريخية في العالم، وموازين القوى، و»مُتطلبات» المرحلة.. كون «المنطق» و»الواقعية» ستقودنا إلى استنتاجات ومعلومات لا يُريد «البعض» معرفتها، ولا الحديث والحوار عنها. الحراك التي يشهده العالم العربي والإسلامي بقيادة المملكة ينم عن فهم للدور الريادي والمكانة التي يجب أن تكون عليه هذه المنطقة وهذه الدول، وينم عن فهم «عميق» للثروات التي تملكها منطقتنا العربية والإسلامية، ومكانتها الجغرافية؛ سواء ثروات طبيعية أم بشرية.

ومن هُنا جاء حديثنا في هذا المقال عن الأسرار في زيارات الأمير (محمد بن سلمان) الأخيرة، والتي بدأت قبل أسابيع في دولٍ عربية وإسلامية، منها الأردن ومصر وتركيا، ولم تتوقف، بل امتدت إلى دول أوروبية: منها اليونان وألبانيا وفرنسا، وأجزم أنها لن تكون المحطات الأخيرة خلال هذا العام، بل ستتواصل الزيارات والجولات لسموه، والتي تأتي من منطلق المكانة العالمية التي تتبوأها المملكة، وحرصها على لعب دور القيادة، وإبراز مكانتها العالمية، وأنها ليست دولة مشاركة فقط، بل لاعب أساسي في أي عملية سياسية اقتصادية في العالم، وأنها لها ضلع كبير في النهج والتغييرات ووضع الخطط والإستراتيجيات، التي تتشابك حولها المصالح، ومنها تتغيّر موازين القوى العالمية خلال هذه الأعوام المُتسارعة.

عالمنا اليوم لا يسير كما كان حاله قبل عقد من الزمن، (نحن) الآن في عجلة تفوق سرعة الصوت في التغييرات والتقلبات، ويعج العالم في عربات متسارعة، إما أن تكون أحد الركب فيها، أو أن تكون مع المتخلفين عن اللحاق بالنهضة والتنمية والبناء، وإن فاتك الركب، فما عليك سوى الانتظار أو التغيير المنهجي في خططك وإستراتيجياتك وطريقة تعاملك مع الدول الأخرى، وعلاقاتك بها، في محاولة منك لرأب الصدع وتضييق الفجوة التي أنشأتها أنتَ بتخلفك عن الركب.

زيارات الأمير محمد ستجعل من السعودية قائداً إقليمياً، وسترون النتائج قريباً، وما قمة جدة إلا واحدة من هذه النتائج، وما زيارة اليونان وفرنسا على وجه التحديد، إلا بداية التغيير المنهجي الصحيح، وسترون ذلك قريباً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى