المحلية

السديس يتقدم المتحدثين في المؤتمر الوطني الثامن للجودة ويعتبره “نهجا نبوياً”

المملكة تبحث عن التنافسية الدولية بنشر ثقافة الجودة

حشدت هيئة المواصفات والمقاييس في المملكة المهتمين والمتخصصين من كل القطاعات لإثراء المؤتمر الوطني الثامن للجودة الذي تنظمه في المدينة المنورة الأسبوع المقبل، وفق محاور يتوقع منها أن تعود بأثر مباشر على دعم ثقافة الجودة بين المنشآت السعودية المتنامية.
وسيكون معالي الشيخ الدكتورعبدالرحمن السديس إمام وخطيب المسجد الحرام، الذي عرف باهتمامه بالجودة من المنظور الإسلامي من أبرز المتحدثين في المؤتمر خصوصاً في ظل قيادته لتطبيقاتها الرئيسية في المملكة العربية السعودية بوصفه رئيساً لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، التي تضافرت فيها جهود القطاعات كافة لعكس الجودة في أدق تفاصيلها المعمارية والتنظيمية والأمنية والقيمية والإنسانية.
ويعتبر الشيخ السديس أن الجودة من المنظور الإسلامي خلق نبوي شائع في النصوص الشرعية وفي سلوك النبي عليه الصلاة والسلام المشرع والقدوة للمسلمين جميعاً، وبالتالي فإنه يرى الجودة ممارسة ليست طارئة عند المسلمين، إلا أن الفجوة بين النصوص وتطبيقها من جانب الفرد المسلم موظفاً كان أو مسؤولاً، جعل الحاجة ماسة إلى التذكير بهذا المفهوم والحث عليه باستمرار.
ويشدد السديس على أن “الجودة والتميز والريادة والإتقان والإبداع والإحسان هي مصطلحات سبق بها الإسلام جميع دول العالم، وهي من صميم رسالتنا الإسلامية، وهكذا فإن شريعتنا وديننا دين تميز وإحسان، والأنبياء عليهم السلام هم قادة وأسوة للإتقان والإحسان، وولاة أمرنا وفقهم الله هم قادة وسادة في هذا المجال المتميز”.
ويرى السديس إلى أن من بين التحولات الرئيسة في المملكة التي رفعت سقف الجودة عالياً، رؤية 2030 التي استلهم المؤتمر عنوانه من أحد محاورها الرئيسة “وطن طموح”، وأشار إلى إن الاتفاق والتكاتف من أهم أسس تطبيق الجودة التي نعمل على تحقيقها في خدمات الحرمين الشريفين على سبيل المثال، في وقت تسعى فيه الدولة إلى تقديم أفضل الخدمات، خصوصاً بعد الرؤية التي تتطلع لاستقبال (30) مليون زائر، ونحن بحول الله نمضي في هذه الرسالة محققين أعلى درجات الجودة.
وسبق للسديس أن أبدى سعادته بما حققته الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي قائلاً: “”قد سرّنا كثيراً وأسعدنا وأبهج نفوسنا ما نالته الرئاسة من الأوسمة والشهادات كجائزة الجودة والتميز والأيزو والإبداع والإحسان والإتقان، وأنها بفضل من الله أولاً ثم بالتوجيهات السديدة والطموحات الكبيرة من لدن القيادة الرشيدة، وهي شهادات وأوسمة يعتز بها أبناء الرئاسة”.
وكان السديس أصدر من قبل كتاباً بعنوان “الجودة من منظور إسلامي” إسهاماً منه في نشر ثقافة الجودة وإغناء مكتبته، إذ بحث فيه مفهوم الجودة وتجويد العمل عموماً، وأنه من مبادئ الدين القويم، فالإسلام يحثنا على إتقان العمل ويدعو للتحسين والجودة والإتقان في العمل وجعل لمن يحسن العمل أطيب الجزاء في القران الكريم والكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، مثل قوله سبحانه وتعالى “صُنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون”، وقوله “إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً”، وقول النبي عليه الصلاة والسلام “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه”.
يذكر أن المؤتمر الوطني الثامن للجودة الذي تنظمه الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة تحت شعار “جودة مستدامة… لوطن طموح”، خلال الفترة من 6 إلى 8 حزيران (يونيو) المقبل، في مركز الملك سلمان الدولي للمؤتمرات في المدينة المنورة بحضور 60 متحدثاً من المملكة والمنطقة والعالم، وتتناول أهم المحاور فيه، “الجودة في رؤية المملكة 2030، ومفاهيم ومنهجيات وأدوات الجودة”، إلى جانب نقاش “أفضل الممارسات المحلية والدولية في الجودة والتميز المؤسسة” في قطاعات أساسية مثل التعليم والصحة والصناعة والخدمات وريادة الأعمال والعمل غير الربحي. كما تؤسس المحاور للتعرف على “التحديات في رحلة الجودة والتميز المؤسسي”، فضلاً عن ملامح “التوجهات المستقبلية في الجودة”، خصوصاً في مجالات الابداع والابتكار والثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى