إمام و خطيب المسجد النبوي الشيخ الثبيتي : مهما بلغ الإنسان من القوة في شبابه فإن ذلك إلى زوال, ودوامه محال, وهذه سنة الله في الكون
خطب وأم بالمصلين في المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ الدكتور عبدالباري بن عواض الثبيتي إمام وخطيب المسجد النبوي.
وبعد أن حمد الله جل في علاه بدأ فضيلته الخطبة بقوله مستشهداً بآية من القرآن المجيد (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً) أنها آية رسمت معالم مسيرة الإنسان في الحياة, ومراحل تنقله فيها, ضعف ثم قوة ثم ضعف, طفولة ثم شباب ثم شيبة, وفي كل المراحل يلازم الإنسان الضعف الذي لا ينفك عنه, فهو لا يدرك مألات الأمور, ولا يضمن استقرار حياته.
وأكمل فضيلته: أن أول مراحل الإنسان وليداً في المهد, لا يقوى على القيام بشؤون نفسه, وفهم محيطه, ضعيف في بدنه وجوارحه, ثم يمده الله بالقوة شيئاً فشيئاً.
وأضاف فضيلته: أن مراحل الشباب أعز مراحل العمر التي تتسم بالحيوية والعزيمة, وهي مصنع النجاحات, والمؤمل أن صاحبها ينفض عن كاهله الكسل والخمول, وأن يكرس شبابه في طلب العلم والعمل المثمر.
وأكمل فضيلته ذاكراً مراحل العمر الذي آخره الضعف والشيب حيث قال: مهما بلغ الإنسان من القوة في شبابه فإن ذلك إلى زوال, ودوامه محال, فهذه سنة الله في الكون, وقد قال الرسول الكريم عليه أفضل صلاة وأتم تسليم (إن حقًا على اللهِ عزَّ وجلَّ ، أن لا يَرْتَفِعَ شيءٌ مِن الدنيا إلا وضعَه) فمن الحكمة أن يعمل المرء لدار البقاء والخلود التي هي صفاء بلا كدر, ولذة بلا انقطاع ونعيم لا يحول ولا يزول, فالضعف ثم النشوة ثم الضعف درس في تقلب الأحوال, فالكسر يجبر, والهم يزول, والقليل يكثر, والمرض ينتهي, والبلاء يرتفع, والدنيا تدور بأهلها صعوداً ونزولاً, والحكيم كل يوم هو في شأن.
واختتم الشيخ الثبيتي الخطبة بقوله : وتقوى نعمة القوة وتدوم بملازمة الاستغفار, والمبادرة إلى التوبة عند الوقوع في الزلات, قال تعالى(وَيَٰقَوْمِ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ)