اتهامات لموسكو باستخدام الكيماوي في ماريوبول وبوتين يبرر غزو أوكرانيا بتحقيق «الأهداف النبيلة»
وسط اتهامات لبلاده باستخدام الاسلحة الكيماوية، بدا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واثقا من تحقيق ما وصفه بـ«الأهداف النبيلة» للغزو العسكري لأوكرانيا دون شك، فيما يسود الترقب معارك شرسة يتوقع ان تطلقها قواته في الشرق لتعويض الانسحابات المهينة التي تعرضت لها في شمال أوكرانيا ومحيط عاصمتها كييف. وشدد على أن أهداف العملية الخاصة في أوكرانيا «مفهومة تماما، فهي نبيلة». وهي إنقاذ الناس في منطقة دونباس شرق أوكرانيا، حيث يقاتل الانفصاليون المدعومون من روسيا القوات الأوكرانية منذ 2014.
وأدلى بوتين بتلك التصريحات في حفل توزيع جوائز في فوستوتشني كوزمودروم في الشرق الأقصى الروسي بمناسبة يوم الفضاء للاحتفال بذكرى انطلاق اول رحلة بشرية للفضاء قام بها يوري غاغارين، معللا الهجوم بأن موسكو لم يكن لديها خيار آخر سوى شن عملية عسكرية لحماية روسيا، وانه لم يكن هناك مفر من الاشتباك مع القوات المعادية لروسيا في أوكرانيا.
على الصعيد الميداني، قالت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني أمس، إن أوكرانيا تتحرى عن صحة المعلومات التي تشير إلى أن روسيا ربما تكون قد استخدمت أسلحة كيماوية أثناء محاصرة مدينة ماريوبول الساحلية جنوب البلاد.
وأكدت ماليار في تصريحات تلفزيونية «هناك نظرية تقول إن هذه قد تكون ذخائر فوسفورية..المعلومات الرسمية ستأتي لاحقا».
ونفت القوات الانفصالية التي تدعمها روسيا والتي تحاول انتزاع السيطرة الكاملة على ماريوبول استخدام أسلحة كيماوية في تصريحات نشرتها وكالة انترفاكس الروسية للأنباء أمس.
كذلك، أعلنت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس أمس الأول، في تغريدة على تويتر، أن «هناك تقارير مفادها أن القوات الروسية قد تكون استخدمت عوامل كيميائية في هجوم على سكان ماريوبول. نعمل بشكل عاجل مع الشركاء للتحقق من التفاصيل».
وشددت الوزيرة على أن «أي استخدام لمثل هذه الأسلحة سيشكل تصعيدا وحشيا في هذا النزاع، وسنحاسب بوتين ونظامه».
وكانت كتيبة آزوف الأوكرانية أعلنت أن طائرة مسيرة روسية ألقت «مادة سامة» على عسكريين ومدنيين أوكرانيين في ماريوبول.
وقال مؤسس الكتيبة أندريه بيليتسكي في رسالة مصورة على تطبيق تلغرام، إنه بعيد إلقاء الطائرة المسيرة هذه المادة المجهولة عانى أناس من فشل تنفسي ومشاكل عصبية.
وتأتي هذه التطورات مع تواتر التقارير الأوكرانية والبريطانية التي تشير إلى أن القوات الروسية تخطط للتقدم إلى الحدود الإدارية لمنطقة دونيتسك شرق أوكرانيا، في إطار عمليتها بالمنطقة.
وأعلنت هيئة الأركان العامة الأوكرانية صباح أمس أن روسيا ستسعى للسيطرة على مدينة ماريوبول الخاضعة لحصار محكم، وكذلك بلدة بوباسنا الصغيرة في منطقة لوهانسك.
في غضون ذلك، أشار تقييم استخباراتي لوزارة الدفاع البريطانية، بشأن التطورات في أوكرانيا أمس، إلى أن حدة القتال شرقي أوكرانيا ستزداد خلال الأسبوعين إلى الأسابيع الثلاثة المقبلة، مع مواصلة روسيا تركيز جهودها على المنطقة.
سياسيا، تستمر الدول الغربية في رد المزيد من الديبلوماسيين الروس، حيث قررت كرواتيا أمس الأول طرد 24 ديبلوماسيا وموظفا في السفارة الروسية، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية.
واستدعت الخارجية الكرواتية السفير الروسي للتعبير عن «أشد أنواع الإدانة للعدوان الوحشي على أوكرانيا والجرائم العديدة» وللمطالبة بمغادرة 18 ديبلوماسيا روسيا وستة موظفين إداريين.
بدورها، قررت فرنسا طرد دفعة جديدة من الديبلوماسيين الروس بعد إجراء مماثل الأسبوع الماضي. وأعلنت أن ستة جواسيس يعملون في سفارة روسيا في باريس «ثبت أن أنشطتهم تتعارض مع المصالح الوطنية». وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إنه «بعد تحقيق مطول، كشفت المديرية العامة للأمن الداخلي (DGSI) عن عملية غير شرعية نفذتها أجهزة المخابرات الروسية على أراضينا. ستة عملاء روس يعملون تحت غطاء ديبلوماسي… أعلنوا أشخاصا غير مرغوب فيهم».
وقدمت روسيا احتجاجا شديد اللهجة إلى السلطات الفرنسية على خلفية القرار. وقالت السفارة الروسية في باريس في بيان، إن الجانب الروسي أعرب عن احتجاجه الشديد على التصرف غير الودي للسلطات الفرنسية، والذي سيتبعه حتما رد مناسب.