المحلية

إمام المسجد النبوي يطوف ببعض معاني وآثار اسم الله “الحفيظ”

 

تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم عن حفظ الله لعباده المتقين، الذين يتبعون أوامره ويجتنبون نواهيه، ويؤمنون بأسمائه الحسنى وصفاته جلّ وعلا، فكان إيمانهم بربّهَم حافظاً لهم بإذنه في أمور دينهم ودنياهم وأحوالهم برحمة الله وفضله.

وأوضح في خطبة الجمعة أن من حفظ أوامر الله بالامتثال، ونواهيه بالاجتناب، وحفظ جميع أعضائه وحفظ حدود الله فلم يتعدّها كان الله معه في جميع أحواله.

وقال: لله تعالى الأسماء الحسنى المتضمنة لأكمل الصفات وأعلاها, ومن أسمائه ما لو أحصاه العبد لدخل الجنة, وكل ما في الكون من حركة أو سكون فإنما هو من آثار أسمائه وصفاته, قال تعالى: “اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى? كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا” .

وأضاف: وحفظه شامل لجميع مخلوقاته لا يستغني منهم شيء عن حفظه طرفة عين, قال سبحانه: “إِنَّ رَبِّي عَلَى? كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ”, وما في السماء ولا فوق الأرض ولا تحتها شيء إلا وهو محفوظ في كتاب.

وأردف أن من حفظ أوامر الله بالامتثال ونواهيه بالاجتناب وحفظ جميع أعضائه وحفظ حدود الله فلم يتعدها كان الله معه في جميع أحواله، يحوطه وينصره فيحفظ له دينه من الشبهات والشهوات, ويحفظ له دنياه ويحفظه في أولاده وأهله ومن يتصل به، ويحفظ عليه دينه عند الموت فيتوفاه عند الإيمان, قال النبي صلى الله عليه وسلم: “احفظ الله يحفظك, احفظ الله تجده تجاهك – أو أمامك -“.

وأفاد أن أنبياء الله تعالى أدوا رسالات ربهم، وأقاموا الدين الذي ارتضاه الله لعباده، ولاقوا في سبيل ذلك الشدائد، وكان مفزعهم عندها هو الحفيظ سبحانه فحفظهم وعصمهم من الزيغ في التبليغ, وأوذوا فحفظهم من كيد أعدائهم.

وقال “القاسم”: من علم أن الله حافظ لكل شيء وقادر عليه لم يركن إلى الأسباب وإنما يفعلها مع يقينه بأن الحفظ كله بيد الله وأن الأسباب قد يختلف مقتضاها, فالصدق اللجأ إلى الله وتوجه إليه وحده في طلب الحفظ والعصمة والسلامة من المؤذيات والنجاة من المهلكات.

واختتم الخطبة بالتأكيد على أن أسماء الله وصفاته يدل بعضها على بعض، فالحفيظ العليم سميع بصير قريب مجيب له القدرة التامة والمشيئة المطلقة والحكمة البالغة, والناس في العبودية والقرب من الله على قدر علمهم بأسمائه وصفاته سبحانه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى