الربيعة: أكثر من مليار و958 مليون دولار حجم المساعدات المقدمة من المملكة لبرنامج الأغذية العالمي
شارك المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة؛ كضيف رئيس في اجتماع الدورة الاعتيادية الثانية 2021م للمجلس التنفيذي السنوي لبرنامج الأغذية العالمي (WFP) الذي عُقد أمس في العاصمة الإيطالية روما.
وأعرب الدكتور عبدالله الربيعة؛ عن خالص شكره وتقديره لبرنامج الأغذية العالمي ومجلسه التنفيذي على دعوته للمشاركة كضيف متحدث في هذا الاجتماع، مقدمًا التهنئة للبرنامج بمناسبة حصوله على جائزة نوبل للسلام لعام 2020م؛ تقديرًا لدوره الفاعل في التخفيف من معاناة الكثير من المحتاجين حول العالم.
وأوضح أن الشراكة بين المملكة العربية السعودية وبرنامج الأغذية العالمي تعود إلى أكثر من 45 عامًا، حرصت خلالها المملكة على التعاون البناء مع البرنامج لتمكينه من الوفاء بالتزاماته تجاه المتضررين من الجوع ومن يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء؛ لا سيما خلال الكوارث والأزمات والنزاعات والهجرات الداخلية أو العابرة للحدود، حيث كانت البداية في أعقاب الأزمة الاقتصادية التي اجتاحت العالم عام 1973م وتداعياتها وقدمت المملكة منحة للبرنامج بين عامي 1975 – 1976م بمبلغ 50 مليون دولار لدعم مشاريعه الغذائية للمتضررين من الأزمة آنذاك؛ مبينًا أن ذلك كان له أكبر الأثر في ترسيخ أقدام البرنامج كمنظمة دولية مرموقة، مواصلاً أنه حينما انفجرت الأزمة المالية العالمية عام 2008م أعلنت المملكة تقديم منحة تاريخية سخية بمبلغ 500 مليون دولار أمريكي للبرنامج لتمكينه من استكمال مشاريعه الإغاثية وتوفير الغذاء للملايين من الأشخاص المتضررين من ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وفي عام 2014م ساهمت المملكة أيضًا بأكثر من 200 مليون دولار أمريكي لتوفير الغذاء للأسر النازحة في العراق، واللاجئين السوريين في البلدان المجاورة لسوريا، وكذلك اللاجئون من جنوب السودان والصومال.
وأردف الدكتور الربيعة؛ أن المملكة واصلت دورها في مساندة البرنامج، حيث يقدر حجم المساعدات المقدمة من المملكة العربية السعودية للبرنامج بين عامي 2005 – 2021 م فقط بمبلغ مليار و958 مليونًا و555 ألف دولار أمريكي تم تخصيصها لدعم 124 مشروعًا في قطاعات الغذاء والأمن الغذائي، هذا إضافة إلى منحة المملكة من التمور التي تبلغ 4500 طن التي تقدم للبرنامج كل عام منذ أكثر من عقدين من الزمن.
وأضاف معاليه، أن العلاقة بين المملكة العربية السعودية وبرنامج الأغذية العالمي شهدت تحولاً تاريخيًا منذ مايو عام 2015م؛ بعد تأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بتوجيهٍ كريمٍ من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- ليكون الذراع الإنسانية للمملكة وليدير المساعدات الدولية التي تقدمها ويتولى تنسيقها والإشراف عليها، مفيدًا بأنه أصبح لدى برنامج الأغذية العالمي ممثل دائم بالمركز يعمل على إحداث نوع من التنسيق الرفيع المستوى بين الجهتين، ومن ثم فقد أصبح البرنامج من أهم شركاء المركز.
وأشار إلى أنه قد بلغ إجمالي ما تم تقديمه للبرنامج من خلال المركز حتى عام 2021م، مليارًا و234 مليونًا و942 ألف دولار أمريكي ساعدت البرنامج على تقديم المساعدات الغذائية لـ 24 دولة حول العالم، في مقدمتها اليمن الذي حظي بقدرٍ كبيرٍ من تلك المشاريع؛ حيث نفذ فيه 27 برنامجًا إغاثيًا بمبلغ مليار و164 مليونًا و959 ألف دولار بالشراكة مع البرنامج شملت المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية التي تتعمّد ارتكاب الكثير من الانتهاكات لمنع وصول المساعدات أو السطو عليها وتوجيهها لأغراضها العسكرية.
وقال معاليه إن المركز بوصفه كيانًا إنسانيًا متضررًا من تلك الممارسات والانتهاكات التي تحد من آثار المساعدات المقدمة من خلاله، يهيب بالمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية وفي مقدمتها برنامج الأغذية العالمي، للاضطلاع بدورها في الضغط على تلك الميليشيات للكف عن تلك الممارسات والقبول بالحلول السلمية، وفق المرجعيات الثلاث، والمبادرة السعودية لإحلال السلام في اليمن.
وأكد الربيعة؛ أن مركز الملك سلمان للإغاثة يقدر بعمق شراكته الإستراتيجية مع برنامج الأغذية العالمي، إضافة إلى تقديره السنوات العديدة من التعاون الوثيق بين المملكة والبرنامج، كما يثمّن استجاباته الفاعلة وتدخله السريع في العامين الماضيين في المناطق ذات الاحتياج الشديد التي ضاعفت وطأتها جائحة (كوفيد-19)، وأزمة التغير المناخي، وغيرها من الأزمات التي شكلت تحديًا كبيرًا لمقدمي المساعدات الإنسانية، لا سيما تأثيرها الكبير في القدرة على الوصول إلى مَن هم في أمسّ الحاجة إلى المساعدة.
وفي ختام كلمته أبان معالي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة الدكتور عبدالله الربيعة؛ أنه من الضروري أن تكون مهمتنا المشتركة هي مواجهة انعدام الأمن الغذائي، وتحسين الظروف الصحية والمعيشية للمجتمعات الضعيفة في جميع أنحاء العالم، وأن نضاعف جهودنا في استحداث حلول أكثر استدامة لمحاربة الجوع وتخفيف المعاناة باعتبار أن إنقاذ الأرواح واستعادة الكرامة وتوفير الأمل هي مسؤوليتنا الأساسية وأهم مساعينا.