أخبار العالم

فكرة كندية وتنفيذ ألماني أخرجها إلى النور.. تعرف على قصة “العشرين” الكبار

في نهاية حقبة التسعينيات من القرن الماضي كان العالم يعيش على وقع أزمات اقتصادية جسام، وعلى صفيح ساخن؛ كانت تدار السياسات الاقتصادية للخروج من تلك الأزمات التي عانى منها القاصي قبل الداني، ذلك إلى أن تفتق ذهن بول مارتن وزير المالية الكندي آنذاك، عن فكرة مجموعة العشرين لرسم الخطط والسياسات الاقتصادية العالمية بين الاقتصادات الكبرى ونظيرتها الناشئة.

وتعتبر مجموعة العشرين بإيجاز منتدى للتعاون الاقتصادي والمالي بين 20 دولة، وجهات ومنظمات دولية تلعب دوراً محورياً في الاقتصاد والتجارة في العالم، وتجتمع سنوياً في إحدى الدول الأعضاء فيها لوضع خارطة طريق للاقتصاد العالمي.

من هنا بدأت

بدأت فكرة المجموعة تخطر على بال “مارتن” أثناء عقد قمة كولونيا الألمانية لمجموعة السبع في يونيو عام 1999؛ حيث لمس بحكم منصبه كوزير للمالية في إحدى الاقتصادات الكبرى في أواخر التسعينيات أزمات الديون الهائلة التي انتشرت في الأسواق الناشئة، بدءًا من أزمة البيزو المكسيكي، والأزمة المالية الآسيوية عام 1997 والأزمة المالية الروسية عام 1998، وما استتبع ذلك من تأثر الولايات المتحدة وغيرها من الدول الكبرى؛ حيث انهار صندوق التحوط البارز في خريف عام 1998.

بدأ ناقوس الخطر يدقّ عالياً في رأس وزير المالية الكندي الأسبق أثناء قمة كولونيا؛ ما دفعه إلى اقتراح مبادرة بتوسيع مجموعة السبع من خلال تنظيم لقاءات دورية غير رسمية لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية في أهم الدول الصناعية والدول الصاعدة في العالم.

وأخذ “مارتن” على عاقته رفقة نظيره وزير المالية الأمريكي لورانس سامرز، وضع التصور النهائي لتلك المجموعة، فوقع اختيارهم على 12 قوة ناشئة رفقة السبع الكبار والاتحاد الأوروبي لتكوين “العشرين”، وهم “الاتحاد الأوروبي، الأرجنتين، أستراليا، البرازيل، كندا، الصين، فرنسا، ألمانيا، الهند، وإندونيسيا، إيطاليا، اليابان، المكسيك، روسيا، السعودية، جنوب أفريقيا، كوريا الجنوبية، تركيا، بريطانيا، الولايات المتحدة”.

وكتب لمبادرته القبول الفوري؛ حيث عقد أول اجتماع افتتاحي لها في 15 و16 ديسمبر 1999 في برلين؛ حيث اختير “مارتن” كأول رئيس لمجموعة العشرين، فيما استضاف وزير المالية الألماني هانز إيشيل الجلسة الافتتاحية.

كارثة أخرى اقتصادية هي الأزمة المالية العالمية عام 2008، قادت “مارتن” مجدداً لاقتراح جديد، فقد اقترح أن تنتقل دول مجموعة العشرين إلى القمم على مستوى القادة والزعماء؛ لتأخذ شكلاً جديداً أكثر كفاءة وموثوقية، ومنذ ذلك الحين صارت المجموعة تختتم أعمالها بقمة القادة؛ لتصدر أهم التوصيات والنتائج التي تدير سياسات العالم الاقتصادية.

حضور دولي

يحضر القمة السنوية للقادة مجموعة من المنظمات والهيئات الدولية ذات الشأن؛ ومنها: صندوق النقد الدولي، البنك الدولي، منظمة التجارة الدولية، مجلس الاستقرار المالي، منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي، منظمة العمل الدولية، الأمم المتحدة، كما يحق لرؤساء الدول المشاركة في القمة دعوة زعماء من خارج المجموعة.

ولا تُعد المجموعة منظمة دولية، لكنها أشبه بمنتدى غير رسمي، وبالتالي فإن المجموعة لا تتخذ قرارات ملزمة قانونياً للدول الأعضاء، كما لا تملك المجموعة سكرتارية دائمة، أو موظفين ثابتين، والرئاسة فيها دورية.

وتتناوب الدول الأعضاء على رئاسة مجموعة العشرين كل عام، وتؤدي دولة الرئاسة دورًا قياديًّا في إعداد برنامج الرئاسة، وفي تنظيم قمّة القادة التي يحضرها قادة الدول أو الحكومات. وفي القمة يصدر القادة بيانًا ختاميًّا بناءً على الاجتماعات التي تعقد طوال العام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى