المحلية

تطبيقات وتقنيات الذكاء الاصطناعي تُسهّل على حجاج بيت الله أداء نسكهم

أولت حكومة المملكة العربية السعودية في حج هذا العام سلامة الحجاج وصحتهم وأمنهم حرصًا بالغًا وعنايةً تامة، ووضعت في مقدمة أولوياتها حفظ النفس البشرية، مع تقديمها كل التسهيلات اللازمة التي تيسّر لضيوف الرحمن أداء مناسك الحج، وتمكّنهم من الوصول إلى المشاعر المقدسة بكل سهولة.
وفي ضوء ما شهده العالم من استمرار تطورات جائحة فيروس كورونا وظهور تحورات جديدة له، جعل من الضروري الاستعانة بالتطبيقات والإجراءات الإلكترونية، وتسخيرها لخدمة حجاج بيت الله الحرام لأداء مناسكهم .
وأتاحت المملكة منذ بداية الإعلان عن إجراءات حج هذا العام موقعاً إلكترونياً لتسجيل الراغبين في أداء مناسك الحج لعام 1442هـ للمواطنين والمقيمين داخل المملكة، من خلال المسار الإلكتروني للحجاج، الذي أطلقته وزارة الحج والعمرة، بما يضمن أداء الشعائر في صحة وأمن وسلامة.
وفي خطوة تهدف إلى التسهيل على حجاج بيت الله الحرام، بما يغنيهم عن التداول الورقي للتصاريح ضمن الجهود الوقائية الرامية للتسهيل عليهم والاطمئنان على وضعهم الصحي، تم إتاحة تصاريح الحج عبر تطبيق “توكلنا” بشكل إلكتروني، وذلك كأحد الحلول التقنية المتطورة في دعم مختلف الجهات، لتقديم خدماتها للمواطنين والمقيمين، وتسهيل استمرارية الأعمال، كمصدر موثوق وآمن لإصدار التصاريح اللازمة إلكترونيًا في أسرع وقت.
وتسهيلاً لرحلة الحج تم إطلاق بطاقة شعائر الذكية، في خطوة نحو تعزيز الخدمات الرقمية المقدمة لضيوف الرحمن، وربط العمليات والخدمات ضمن منصة إلكترونية متكاملة، وتعمل عن طريق تقنية اتصال المجال القريب “NFC” التي تسمح بقراءة البطاقة عن طريق أجهزة الخدمة الذاتية المتوفرة في المشاعر المقدسة، وتقدم العديد من الخصائص والميزات كالاحتفاظ بمعلومات الحجاج الشخصية، والسكنية، وإرشادهم لسكنهم في المشاعر والتحكم بالدخول إلى المرافق المختلفة والحد من الحج غير النظامي.
ويرتدي الحاج سوارًا ذكيًا “نسك” الذي تم تطويعه لتوفير أفضل الحلول المبتكرة المبنية على البيانات وتقنيات إنترنت الأشياء لخدمة حجاج بيت الله الحرام، والقائمين على خدمتهم من مختلف القطاعات الحكومية والخاصة، ويقدم خدمات رئيسة، تشمل توفير كامل المعلومات حول الحاج، والحالة الصحية (محصن، محصن جرعة أولى، محصن متعافٍ) ومتابعة ورصد بيانات الحالة الصحية المتعلقة بقياس نسبة أكسجين الدم ونبضات القلب، وخدمات طلب المساعدة الأمنية أو الطبية الطارئة؛ مما يسهم في سرعة الوصول إلى موقعه ومساعدته.
وطوعت المملكة التقنية في تعقيم المسجد الحرام، وذلك بتوفير الروبوت لتعقيم مساحات أوسع وتغطية جنبات المسجد الحرام، إذ تعمل بنظام تحكم آلي مبرمج على خريطة مسبقة، وعلى (6) مستويات، مما يحسن سلامة الجو الصحي البيئي، وتحليل متطلبات التعقيم بذكاء، ويعمل من (5 – 8) ساعات دون تدخل بشري.
وفي إطار توظيف الخدمات التقنية في موسم الحج في هذا العام في ظل الإجراءات الاحترازية، تم إطلاق خدمة “روبوت الفتوى الآلي” بمساجد المشاعر المقدسة، ومقر الحملات، الذي يحقق التواصل المرئي ــ عن بُعد ــ بين السائل والمفتي على مدار 24 ساعة، وتقديم التوعية والإرشاد التي يحتاجها الحجاج طيلة الموسم، من خلال نظام تحكم آلي وفق مسارات مبرمجة ومستشعرات حركة حساسة.
ولإثراء المعرفة الدينية تم ترجمة خطبة يوم عرفة لغير الناطقين باللغة العربية سواءً داخل الحرم أو في جميع أنحاء العالم بـ 10 لغات، مما يسهم في إتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من المسلمين من أداء فريضة الحج والعمرة على أكمل وجه، والعمل على إثراء تجربتهم من خلال تهيئة الحرمين الشريفين، وتحقيق رسالة الإسلام العالمية، وإتاحة أفضل الخدمات لهم.
ولكون التقنية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من مناسك حج هذا العام 1442هـ، تم إطلاق برنامج الأضاحي، الذي يتيح للحجاج والمضحين توكيل المنصة بأداء نسك الهدي والأضاحي وتوزيعها على مستحقيها خلال أوقاتها الشرعية، بهدف تسهيل أداء النسك رقميًا ويضمن استيفاء الأضاحي للشروط الشرعية في أنواعها ومواصفاتها وتوزيعها على مستحقيها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى