أخبار العالم

على أنغام الاتفاق الأمريكي.. إيران تستعد لغزو ما بقي من سوريا.. و3 محاور لقطع هلالها

حذّرت صحيفة “واشنطن بوست” من “خطط إيرانية روسية” مع بشار الأسد؛ باستغلال اتفاق خفض التصعيد للسيطرة على كامل سوريا، ورأت ذلك بمثابة غزو إيراني كامل للأراضي السورية، وهي مرحلة ثانية تستعد لها طهران.

غزو بقية البلاد

وتفصيلاً، قالت الصحيفة: “بينما تحتفل إدارة ترامب باتفاق جديد يهدف إلى تجميد ساحة المعركة في جنوب سوريا؛ فإن نظام الأسد وإيران يستعدان للمرحلة التالية من الحرب والتي سيحاولان فيها غزو بقية البلاد”، وأضافت أن نجاح إيران يعتمد -إلى حد كبير- على ما إذا كانت الولايات المتحدة تعترف بهذه الاستراتيجية التي وقّعتها”.

آلاف المقاتلين

وأردفت: “تصب طهران آلاف المقاتلين إلى الأراضي المسيطرة عليها حديثاً، كما تقوم ببناء قواعد عسكرية هناك.. وعلى الرغم من أن القوات التي تدعمها الولايات المتحدة تحتل أراضي شرق نهر الفرات في جنوب شرق سوريا، وكذلك على طول حدود إسرائيل والأردن في الجنوب الغربي؛ فقد أعلنت إيران عزمها على مساعدة بشار الأسد على استعادة كل سوريا”.

ظهور “سليماني”

وتضيف: “لقد تم رصد قائد فيلق الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني مؤخراً في مدينة دير الزور شرق سوريا؛ وهو ما يدل على أهمية إعطاء إيران الأولوية للأراضي الغنية بالنفط، كما تم رصد “سليماني” بالقرب من بلدة “بو كمال” التي تقع على الحدود من مدينة “القائم” العراقية، وهي آخر نقطة للجسر البري الذي تسعى إيران إلى إقامته من طهران إلى بيروت”.

ما الذي يمكن عمله؟

وزادت بالقول: “تم قبول اتفاق ترامب مع فلاديمير بوتين؛ كوسيلة لضمان بقاء المناطق المحررة من سوريا خارج سيطرة الأسد وتوفير خروج للمقاتلين الأجانب؛ إلا أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال إن موسكو لا تعتزم دفع إيران إلى سحب قواتها من سوريا، وتتساءل الصحيفة: فما الذي يمكن عمله؟

وتجيب لقد قدمت فرقة عمل لكبار المسؤولين الدبلوماسيين والعسكريين السابقين في الولايات المتحدة اقتراحات حول كيفية منع “ترامب” إيران من الاستيلاء على ما تبقى من سوريا المحررة والوفاء بوعده باحتواء النفوذ الإيراني في المنطقة.

وتابعت: “على وجه السرعة يجب على الولايات المتحدة أن تفرض عقبات حقيقية أمام مساعي طهران لتحقيق النصر الكامل من قبل نظام الأسد في سوريا”، و”الوقت هو جوهر المسألة”.

3 محاور

وبيّنت: “أولاً، يجب على الولايات المتحدة أن تعلن سياسة واضحة في سوريا تزيل الشكوك بأن الولايات المتحدة لن تسحب قواتها الآن بعد أن سقط تنظيم “داعش”، يجب أن توضح السياسة أن الوجود العسكري الأمريكي سيبقى على الأرض وفي الجو لضمان عدم عودة داعش وضمان عدم سيطرة الأسد على البلاد بأسرها”.

وأوضحت: “ثانياً، يجب على إدارة ترامب زيادة مساعدتها للمجتمعات السنية المحلية بما فيه الكفاية؛ للعيش خارج حكم الأسد ومساعدة الجماعات المحلية التي تدعمها الولايات المتحدة على إقامة أراضي قيمة في جنوب شرق سوريا. ويمكن لهذا الإقليم أن يوفر للمجتمعات المحلية منافع اقتصادية، كما يجب بموازة ذلك زيادةُ الضغط السياسي على الأسد”.

الأمر الثالث، بحسب الصحيفة، “يجب على الولايات المتحدة أن تعمل مع الحلفاء الإقليميين لمنع إيران من نقل الأسلحة والقوات إلى سوريا، وسيتطلب ذلك مراقبة الشحنات عن طريق البحر، وضمان مراقبة القوات التي تدعمها الولايات المتحدة للبلدات الحدودية الرئيسية في سوريا والعراق.

قطع هلال إيران!

ونقلت الصحيفة عن الجنرال المتقاعد من القوات الجوية، تشارلز والد، قوله: “نحن بحاجة إلى قطع قدرة إيران على بناء هلالها المؤثر”.

وتواصل الصحيفة بالقول: ترامب في الأتجاه الصحيح عندما يشير إلى أنه سيتم التعامل مع اليد الرهيبة في سوريا كما أن سياسة إدارة أوباما السابقة تسببت في الوضع الراهن اليوم؛ لكن ترامب يجب ألا يكرر أخطاء باراك أوباما.

وتابعت: “ليس هناك شهية في الولايات المتحدة لبعثة عسكرية طويلة الأمد في سوريا؛ ولكن دروس الانسحاب الأمريكي من العراق في عام 2011 باقية في أذهان القادة العسكريين، وكان وزير الدفاع جيم ماتيس، قد تعهد الأسبوع الماضي بأن القوات الأمريكية ستبقى لمنع ظهور “داعش 2” وحتى تنتهي العملية السياسية من الأرض.

وتضيف: “مصلحة الأمن القومي الأمريكي واضحة، ومن شأن السيطرة الإيرانية على المناطق السورية المحررة من النظام وداعش؛ أن يتسبب في مزيد من عدم الاستقرار، وزيادة مستوى التطرف وإطالة الأزمة على المدى الطويل”.

إدامة التطرف

وقال المدير التنفيذي لمهمة الطوارئ السورية “معاذ مصطفى”: “إن تحالف الولايات المتحدة مع قواتها الشريكة على الأرض كان مفتاح هزيمة داعش؛ ولكن تحرير السوريين من داعش إلى أيدي إيران؛ لن يؤدي إلا إلى إدامة التطرف في البلاد”.

واختتمت الصحيفة بالقول: “لقد قيل لنا باستمرار إنه لا يوجد حل عسكري للأزمة السورية، صحيح، والأمر الصحيح أيضاً هو أنه لا يمكن التوصل إلى حل دبلوماسي في الوقت الذي تواصل فيه إيران والأسد تحقيق النصر العسكري وفرضه كأمر واقع”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى