من ريادة استقرار أسواق الطاقة لقيادة الحقبة الخضراء.. كيف ستحقق السعودية النقلة النوعية؟
انطلاقًا من شعور السعودية بالمسؤولية الناجمة عن ريادتها العالمية في إنتاج النفط، وما يترتب عليها من أعباء في مكافحة أزمة تغيُّر المناخ، أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان اليوم السبت “مبادرة السعودية الخضراء”، و”مبادرة الشرق الأوسط الأخضر”، اللتين ستطلقان قريبًا؛ لترسما توجُّه السعودية والمنطقة في حماية الأرض والطبيعة، وبهما ستنتقل السعودية نقلة نوعية من ريادة استقرار أسواق النفط والطاقة إلى قيادة الحقبة الخضراء المقبلة؛ إذ يمثل تحدى تغير المناخ أحد التحديات الجسيمة التي تواجه البشرية في القرن الواحد والعشرين.
وتشارك السعودية بقية دول العالم في الاهتمام بمعالجة قضايا التغير المناخي، كما تتقاسم معها بنصيب وافر المسؤولية عن هذه المعالجة، التي يجب أن تكون فعالة لتدارك تفاقم المخاطر الناجمة عنها على النظام الطبيعي للأرض وبيئتها الحيوية وصحة الإنسان وبقية الكائنات الحية.
وقد أشار ولي العهد إلى جانب من الأضرار المترتبة على ظاهرة التغير المناخي لافتًا إلى أن “التصحر يشكّل تهديدًا اقتصاديًّا للمنطقة؛ ويستنزف 13 مليار دولار من خلال العواصف الرملية في المنطقة كل سنة، كما أن تلوث الهواء من غازات الاحتباس الحراري يُقدّر أنه قلص متوسط عمر المواطنين بمعدل سنة ونصف السنة”.
أما عن كيفية إسهام السعودية في معالجة مشكلة التغير المناخي من خلال مبادرتَيْ “السعودية الخضراء”، و”الشرق الأوسط الأخضر”، فقد أفاض الأمير محمد بن سلمان في عرض تفاصيل هذا الإسهام مبينًا أن “مبادرة السعودية الخضراء ستعمل على رفع الغطاء النباتي، وتقليل انبعاثات الكربون، ومكافحة التلوث، وتدهور الأراضي، والحفاظ على الحياة البحرية”.
وكما يلاحَظ، فالمبادرة تضم خمسة محاور أساسية، تشمل كل عناصر الطبيعة. وفيما يتعلق برفع الغطاء النباتي -على سبيل المثال- ستعمل السعودية على زراعة 10 مليارات شجرة على أراضيها خلال العقود المقبلة، وهو ما يعادل إعادة تأهيل نحو 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، ويزيد المساحة المغطاة بالأشجار الحالية إلى 12 ضعفًا.
وفي محور تقليل الانبعاثات الكربونية ستعمل مبادرة السعودية الخضراء على خفضها بأكثر من 4 في المئة من المساهمات العالمية، من خلال مشاريع الطاقة المتجددة التي ستوفر 50 في المئة من إنتاج الكهرباء داخل السعودية بحلول عام 2030، وكذلك مشاريع في مجال التقنيات الهيدروكربونية النظيفة، التي ستمحو أكثر من 130 مليون طن من الانبعاثات الكربونية.
وفي نطاق مبادرة الشرق الأوسط الأخضر ستعمل السعودية مع دول المنطقة على زراعة 40 مليار شجرة إضافية في الشرق الأوسط، كما ستعمل المبادرة على استعادة مساحة تعادل 200 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة.
ومحصلة لما سبق فهاتان المبادرتان كفيلتان بأن تمكِّنان السعودية من إحداث تأثير عالمي دائم كما ذكر ولي العهد.