المحلية

الجامعة الإسلامية في عهد الملك سلمان.. خطة تطويرية تكلل 5 عقود انطلقت بمرسوم

“تقديراً منا لما لِنشر العلوم الإسلامية من أثر في تثبيت دعائم الدين والنهوض بالأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، ورغبةً في إبلاغ الرسالة الإسلامية، ومن حيث إننا -استهدافاً لهذه الغاية- ما زلنا عاملين على تشجيع التعليم ونشر المعارف، وحرصاً منا على السير على هدي القرآن وسنة رسول الله، وسيرة السلف الصالح، وابتغاء مرضاة الله وثوابه”؛ كان هذا استهلال المرسوم الملكي رقم 11 في تاريخ 25/ 3/ 1381هـ، الذي أصدره الملك سعود بن عبدالعزيز -رحمه الله- بإنشاء الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة؛ لتصبح ثاني مؤسسة تعليمية “جامعية” في المملكة العربية السعودية، بعد جامعة الملك سعود التي أنشئت عام 1377هـ، وليلخص بذلك -رحمه الله- أهداف ورسالة الجامعة المشتملة على تبليغ رسالة الإسلام الخالدة إلى العالم عن طريق الدعوة والتعليم الجامعي والدراسات العليا.

70 ألف خريج

ولأن الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة مؤسسةٌ إسلامية عالمية من حيث الغاية، عربية سعودية من حيث الهوية؛ تُعَد هدية المملكة للعالم الإسلامي؛ فقد حَظِيت باهتمام ودعم وعناية حكام هذه البلاد؛ ابتداء من الملك سعود والملك فيصل، ثم الملك فهد فالملك عبدالله -رحمهم الله- وحتى في هذا العهد الزاخر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله.. وقد أضحت إحدى الشواهد التاريخية على خدمة المملكة العربية السعودية للدين الإسلامي والمسلمين في مختلف أقطار العالم؛ فقد بلغ عدد خريجي المنح الدراسية بالجامعة منذ تأسيسها وحتى نهاية العام الماضي، أكثر من 70 ألف خريج يمثلون 200 جنسية عادوا إلى بلدانهم سواعد بناء؛ فكان منهم رؤساء وسفراء ووزراء وعلماء بارزون، وبعد أن بدأت الجامعة بـ85 طالباً في أول سنة؛ أصبح لديها الآن أكثر من 17 ألف طالب على مقاعد الدراسة.

7 سنوات مقبلة

وامتداداً للعصور الزاهرة التي مرّت بها الجامعة الإسلامية خلال العقود الماضية؛ فإن الجامعة تشهد في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- تطوراً لافتاً في شتى المجالات الأكاديمية والتعليمية والإدارية والبحثية؛ مما مكّنها من الحصول على الاعتماد المؤسسي غير المشروط من قِبَل هيئة تقويم التعليم لمدة 7 سنوات مقبلة، بعد أن حققت أعلى معايير الجدارة والاستحقاق؛ لتصبح بذلك سادسَ جامعة سعودية تحصل على هذا المنجز الذي يُعَد في طليعة الأهداف الاستراتيجية المهمة للمؤسسات التعليمية.

“خطة 2030”

كما اعتمد مؤخراً مدير الجامعة الدكتور حاتم بن حسن المرزوقي، خطةً تطويريةً تتواكب مع رؤية المملكة 2030 التي يقودها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، حفظه الله.

وتعتمد الخطة التي بدأت بإعادة هيكلة قطاعات الجامعة، على إطلاق عدد من المشاريع الاستراتيجية والتقنية؛ في إطار سعيها إلى رفع مستوى الأداء لأعلى درجة ممكنة عن طريق حوسبة جميع الأنظمة الموجودة داخل الجامعة وتحويلها من أعمال ورقية إلى أنظمة إلكترونية متكاملة، ومن بين هذه البرامج (الاتصالات الإدارية، النظام المالي، موقع الجامعة الإلكتروني، برنامج تواصل، برنامج مبادر، نظام مستودع البيانات، مركز البيانات، التحضير الآلي للطلاب).

كما تتضمن الخطة تنفيذ عدد من المبادرات النوعية مثل دعم ريادة الأعمال، وإعداد القيادات الطلابية والمجتمعية، وتعليم اللغة العربية عن بُعد، وتعليم العلوم الشرعية عن بعد، وتأهيل مهارات طلاب المنح، وإعداد القيادات الجامعية، كما تستهدف الخطة التطويرية للجامعة استقطابَ الكفاءات المتميزة من أعضاء هيئة التدريس والموظفين عن طريقي برنامجيْ “استقطاب” و”كفاءات”، بالإضافة إلى إقرار نظام متطور ودقيق للقبول والتسجيل فيها.

إعداد القيادات

كما تعمل الجامعة على مشروع إعداد وتطوير قيادات جامعية ضمن برنامج “قيادي”؛ بهدف تطوير وتنمية المهارات والسمات الشخصية لمنسوبيها وتوجيه كفايات القائد وإمكانياته وتوظيفها لتطوير الأداء في الجامعة؛ لضمان إحلال 50% من قيادات الصف الثاني في إدارة الجهات الأكاديمية والإدارية ضِمن رؤية 2030، واستحداث جائزة سنوية للأداء المتميز لمنسوبيها؛ بهدف تشجيعهم على التميز والإبداع؛ مما يسهم في جودة الأداء المؤسسي وتحسين الخدمات التي تقدّمها الجامعة للمجتمع المحلي والعالمي.

وتسعى الجامعة إلى عقد شراكات استراتيجية مع عدد من القطاعات والمؤسسات المحلية والعالمية لدعم أهدافها وتحقيق رسالتها؛ حيث بلغ عدد مذكرات التفاهم الموقّعة محلياً نحو 35 مذكرة؛ فيما بلغ عدد المذكرات الموقّعة مع جهات خارج المملكة 21 مذكرة، بعضها يشمل عقود خدمات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى