الموسي يشيد بدعم القيادة غير المحدود لمجلس الشورى
قدّم عضو مجلس الشورى الدكتور ناصر بن علي الموسى من الشكر أجزله، ومن التقدير أكمله، ومن العرفان أجمله، ومن الامتنان أنبله لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومقام سمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -يحفظهما الله-، وأشاد بالدعم غير المحدود الذي يحظى به مجلس الشورى من لدن القيادة الحكيمة.
جاء ذلك بمُناسبة لقاء خادم الحرمين الشريفين بأعضاء مجلس الشورى عبر الاتصال المرئي لافتتاح السنة الشورية الأولى من الدورة الثامنة للمجلس.
وقال الدكتور الموسى إن أعضاء المجلس ومنسوبيه يتطلّعون إلى هذا اللقاء المبارك باعتباره مناسبةً عظيمة يتشرّفون من خلالها بلقائه والسلام عليه، ويعدّون هذا اللقاء فرصةً ثمينةً للتعبير عن غبطتهم وسعادتهم وسرورهم وحبورهم، ويقدّمون من خلاله شكرهم وتقديرهم وعرفانهم وامتنانهم إلى مقامه -يحفظه الله- على دعمه الدائم لمسيرة المجلس بما يُمكنه من القيام بدوره في سبيل الارتقاء بمستوى الخدمات المقدّمة للوطن والمواطن في المجالات التشريعية والرقابية والبرلمانية.
وأبان الدكتور الموسى أن أعضاء المجلس يرون الخطاب الملكي الكريم الذي يتناول فيه سنويًا -أيّده الله- السياستين الداخلية والخارجية نبراسًا للتوجيه، ومنهلًا للاستفادة، وخارطة طريق لعملهم طوال سنتهم الشورية القادمة.
وشدّد الدكتور الموسى على أهمية مضامين الخطاب السنوي لما له من تأثير عميق على كافة الأصعدة المحلية والإقليمية والعالمية، خصوصًا أنه يأتي هذه المرة في عام استثنائي حافل بالأحداث التاريخية العظيمة، ومن أبرز هذه الأحداث ما يلي:
أولًا: إن المملكة العربية السعودية قد تسنّمت هام المعالي، وتربّعت فوق عرش المجد العالي، وتولت دفة القيادة، وحملت مشعل الريادة، عندما انبرت تقود العالم كله بكل كفاءةٍ واقتدار، بل وبكل تفوّقٍ وتألّق وابتكار، وذلك من خلال رئاستها لمجموعة العشرين التي تضم أكبر عشرين اقتصادًا في العالم.
وقد وقف العالم -دولًا وشعوبًا- طويلًا احترامًا وتقديرًا وإعجابًا بقدرات وإمكانات وطاقات بلادنا الحبيبة، وحكمة وحنكة وهمة قيادتنا الرشيدة، وعزيمة وإرادة ورقيّ شعبنا النبيل.
ثانيًا: وقفت المملكة -بقوة وثبات- في مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد التي تُعدّ أخطر جائحة تجتاح العالم في العصر الحديث، وقد بهرت المملكة العالم بتعاملها مع هذه الأزمة على الصعيدين المحلي والعالمي، فأما محليًا، فقد تنبّهت المملكة إلى خطر هذا الفيروس في وقت مبكر جدًا، واتخذت كافة الإجراءات والتدابير والاحتياطات الاحترازية اللازمة، للمحافظة على الأمن الصحي، والأمن الغذائي، والأمن الاقتصادي، والأمن النفسي والاجتماعي، مُحققةً بذلك التوازن في المعادلة الصعبة، والمتمثّلة في الاهتمام بصحة الإنسان، وتخفيف الآثار السلبية على الاقتصاد.
وأمّا عالميًا، فإن الدنيا بقضّها وقضيضها تتطلّع إلى الرجال العظام الذين يمتلكون الصفات القيادية والمزايا العبقرية التي تُمكنهم من مواجهة التحديات والتغلب على المعضلات.
ويكاد العالم كله يُجمع على أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يرعاه الله- يأتي في طليعة زعماء العالم القلائل الذين يتحلّون بتلك المزايا والصفات.
وفي هذا السياق، ومن خلال رئاستها لمجموعة العشرين، فقد دعت المملكة إلى عقد قمة استثنائية افتراضية برئاسة خادم الحرمين الشريفين، ومن خلال هذه القمة وجّه -يحفظه الله- نداءً خالصًا من سويداء قلبه إلى العالم كله بتوحيد الجهود وتكثيفها وحشد الدعم المادي والمعنوي لكافة الشعوب المتضررة من جائحة فيروس كورونا المستجد.
ثالثًا: مارست المملكة في هذا العام دورها القيادي الريادي في مجال صناعة البترول، واستطاعت من خلال هيمنتها البترولية، ومعرفتها الاقتصادية، وخبرتها التراكمية، وحنكتها السياسية، أن تتزعم العالم في حل مشكلة أزمة أسعار البترول، وتُعيد التوازن في أسواق البترول بما يخدم المنتجين والمستهلكين على حدٍّ سواء.
رابعًا: يُمكن أن يُسمى هذا العام بالعام الرقمي، حيث تطوّرت الاستخدامات الإلكترونية بشكل فاق كل التصورات، والأهم من ذلك أنها دخلت كافة مجالات الحياة، وذلك من خلال الأجهزة والأدوات، والبرامج والتطبيقات، والقنوات والمنصات، وقد اضطرت جائحة كورونا مُعظم دول العالم إلى اللجوء إلى الحلول الإلكترونية التي خففت كثيرًا من وطأة هذا الوباء الفتّاك.
وفي المملكة العربية السعودية أثبتت البُنيتان التحتية والفوقية في القطاع الإلكتروني أنهما قادرتان على مواكبة التحولات والتطورات السريعة التي تشهدها بلادنا، والوفاء بالمستلزمات والمتطلبات الحضارية، وتلبية مختلف الاحتياجات المجتمعية، بل وأن تُصبح المملكة في مقدمة الدول التي استطاعت -بنجاح تام- أن تُفعِّل البيئات الرقمية، وتُعزِّز التعاملات الإلكترونية، وتطوِّع التقنية الحديثة لخدمة مصالحها بشكلٍ عام، والتعامل مع أزمة كورونا بشكلٍ خاص.
خامسًا: على الرغم من الظروف الصعبة والحالات الاستثنائية التي فرضتها جائحة فيروس كورونا المستجد، إلَّا أن الله -سبحانه وتعالى- قد وفّق قيادتنا الحكيمة الواعية الرشيدة إلى اتخاذ القرار الشجاع الحكيم الذكي بإقامة شعرية الحج/ الركن الخامس من أركان الإسلام لهذا العام بأعداد محدودة من جنسياتٍ مختلفة، وقد جاء حج هذا العام ذكيًا في تنظيمه وتنفيذه، نقيًا في سلامته من الأوبئة والأمراض، آمنًا مطمئنًا في سكينته وروحانيته، وراقيًا في تقديم خدماته، فبهر العالم بأكمله، وقدّم صورةً مشرقةً رائعةً لمدى حرص دولتنا -أعزها الله-، وعنايتها واهتمامها بضيوف الرحمن في هذا العام وكل عام.
واختتم الدكتور الموسى حديثه بالتأكيد على أن مجلس الشورى يعمل -بكل جدّ واجتهاد وإخلاص وتفان- من أجل تفعيل توجيهات القيادة الحكيمة، وتحقيق طموحات الوطن الغالي، ويسعى من خلال أدواره التشريعية والرقابية والبرلمانية إلى الإسهام في تحقيق التنمية المستدامة ببلادنا، وترجمة أهداف رؤية المملكة (2030)، وتطبيق برامجها التحولية، ومبادراتها الخلّاقة، ومشروعاتها العملاقة، إلى واقع ملموس.
وأخيرًا وليس آخرًا، دعا الدكتور الموسى الله -سبحانه وتعالى- أن يحفظ بلادنا، وأن يحفظ عليها أمنها واستقرارها، وأن يحفظ لها قيادتها الحكيمة الواعية الرشيدة كي تواصل مسيرة الخير والعطاء والنماء، كما ندعوه -جلت قدرته- أن يحفظ جنودنا البواسل المرابطين على حدود المملكة عامةً، والحدّ الجنوبي على وجه الخصوص، وأن يشفي جرحاهم، ويرحم موتاهم، إنه وليّ ذلك والقادر عليه.