الشركات الرائدة تنعش أرباح قطاع التكنولوجيا الربعية
يتذكر كيفن لانديس، كبير الإداريين الاستثماريين في شركة فيرست هاند لإدارة رأس المال، فترة قبل 20 عاما أو نحو ذلك عندما اشتمل موسم الأرباح لدى شركات التكنولوجيا على استيعاب النتائج الواردة من مئات الشركات – كل من الشركات العملاقة التي كانت قد بدأت في النضج والشركات الناشئة ذات قصص الابتكار الجديدة التي تريد سردها.
يقول: “كل 90 يوما تلفت نظري بقوة حقيقة أن هنالك رقم أصغر من الأرباح، وعدد أقل من الشركات التي تبلغ عن نتائجها. يمكن لذلك أن يجعل أي بيان مسبق أو قرار حول الأرباح أكثر أهمية بكثير”.
قلة من القرارات كانت مهمة لمديري الأموال هذا العام بقدر القرار حول امتلاك أسهم الشركات FAAMG، المختصر المستخدم في بورصة وول ستريت، الذي يشتمل على الأحرف الأولى من أسماء شركات فيسبوك وأبل وأمازون ومايكروسوفت وجوجل (ألفابت) – التي ساعدت في تحريك أداء الصدارة لأسهم التكنولوجيا.
ارتفع قطاع التكنولوجيا وفقا لمؤشر ستاندرد آند بورز لتكنولوجيا المعلومات بنسبة 31 في المائة، بحيث تغلب على قطاع الرعاية الصحية بكل سهولة، الذي كان ثاني صناعة من حيث أفضل أداء.
كل ذلك يعمل فقط على شحذ التركيز على أرباح شركات التكنولوجيا خلال الربع الثالث، الذي يبدأ بشكل جدي بعد إقفال الأسواق اليوم مع تقارير أربع شركات أمريكية تبلغ عن أرباح ربعية قيمتها 1.9 تريليون دولار.
شركات ألفابت ومايكروسوفت وأمازون- إضافة إلى شركة صناعة الرقائق إنتل- كلها من بين تلك الشركات التي من المقرر أن تكشف عن نتائجها.
حققت أسهم كل من شركات ألفابت وأمازون ومايكروسوفت تقدما هذا العام راوحت نسبته ما بين 24 و30 في المائة.
بالنسبة لبعض المستثمرين، لا يترك مثل هذا النوع من أداء الأسهم الكثير من المجال لحدوث أخطاء.
يقول ديفيد دونابيديان، كبير الإداريين الاستثماريين لدى شركة أتلانتك تراست لإدارة الثروات: “إلى حد معين، أصبح قطاع التكنولوجيا هو القطاع الرائد في السوق. هنالك حجم هائل من التركيز والتدقيق والتوقعات تفاؤلية نسبيا”.
كما يضيف قائلا: “إن أخفقت التوقعات، إما من خلال منظور حقيقي للأرباح أو تردد في التوجيه، ستكون أسهم شركات التكنولوجيا عرضة للتراجع”.
عملت مكاسب أسهم شركات التكنولوجيا على جعل القطاع يبدو مكلفا. على سبيل المثال، وصلت نسبة السعر للأرباح المستقبلية على مدى 12 شهرا والخاصة بقطاع التكنولوجيا ضمن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى 18.9 من أصل 16.2 في بداية العام، وفقا لبيانات وكالة فاكت سيت.
بعض الشركات مثل أمازون مشهورة بأنها تستثمر في نموها. وربما تبلغ عن أرقام إيرادات قوية، لكنها تخيب الآمال من حيث الأرباح.
أطلق مديرو الأموال على مؤشر “لونج ناسداك”- المؤشر المليء بأسهم شركات التكنولوجيا – أن التداولات الأكثر ازدحاما للمرة الخامسة هذا العام، وفقا لدراسة مسحية أجراها بنك أمريكا ميريل لينتش.
يقول دان سوزوكي، خبير استراتيجي في مجال الأسهم يعمل لدى بنك أمريكا ميريل لينتش: “تلك التعاملات التي لا تزال نشطة تشير إلى أنه من المرجح أن يتم المعاقبة على الأخطاء بشكل أكبر ما تتم فيه المكافأة على النجاحات المتحققة.
الربع الماضي، تم فرض العقوبات على تفويت الأسهم السليمة في قطاع التكنولوجيا أكثر من أي قطاع آخر”.
أصدرت أسهم قطاع التكنولوجيا نموا متباينا في أرباح الربع الثالث – الذي يشمل نتائج واردة وتقديرات لمحللين خاصة بشركات لم تبلغ عن نتائجها بعد – بنسبة 9 في المائة، وفقا لوكالة فاكت سيت.
من بين الشركات الرئيسية البالغ عددها 11 مجموعة والمدرجة على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 المرجعي، من المتوقع أن يكون أداء قطاع التكنولوجيا الآخذ بالانتعاش فقط هو الأفضل. بالنسبة لأفضل الشركات، من المتوقع أن ترتفع المبيعات بنسبة 8.3 في المائة، التي قد تكون ثالث أفضل أداء في السوق.
وبعض المستثمرين الذين يتخصصون في مجال التكنولوجيا يركزون على الاتجاهات طويلة المدى ويغلب عليهم تجاهل الضجيج المرحلي مثل الأرباح ربع السنوية.
على سبيل المثال، تعتبر كل من شركة أمازون وفيسبوك من قبل الكثيرين بأنهما أقامتا نماذج تجارية مهيمنة إلى درجة كبيرة في اقتصاد سريع التغير بحيث يكون النمو المستقبلي مضمونا تقريبا.
شركة أمازون هي أكبر شركة تجزئة عبر الإنترنت في العالم، غالبا ما كانت لا تتعرض للعقاب بسبب تخييبها للآمال بشأن الأرباح طالما أن نتائجها تبين أنها تحقق تقدما في ترسيخ موقعها وتحقيق النمو في أعلى المجموعة.
في الواقع، فإن بعض المستثمرين الذين يجري تعقبهم على نطاق واسع يراهنون بشكل كبير على مجموعة من شركات التكنولوجيا. يمتلك ستانلي دراكين ميلر، كبير الموظفين السابق لدى جورج سوروس، نحو ثلث مجموع الأسهم على أساس الربح، والخاصة بشركة العائلة في كل من شركات فيسبوك وألفابت وأمازون ومايكروسوفت في نهاية الربع الثاني، وفقا لبيان مقدم إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات.
مع إبلاغ كل من شركتي أبل وفيسبوك عن نتائجهما في الأسبوع المقبل، يقول ديف فيشويك، رئيس الأسهم في شركة إم آند جي للاستثمارات، إن شركات التكنولوجيا “لا تحتاج إلى تحقيق أرباح ضخمة، لكننا بحاجة إلى أن تكون الإيرادات جيدة”.
الاندفاع الذي حدث هذا العام في أسهم التكنولوجيا، واقترانه مع مسيرة الاستثمار السلبي، عمل على الأرجح على إحضار المستثمرين من مختلف الفئات إلى القطاع.
بالنسبة للبعض، هذا يثير إمكانية أنه في حال كانت الأرباح دون المستوى المطلوب، فإن المستثمرين سوف يسعون إلى تدوير أموالهم بالخروج من القطاع.
يقول مايكل ليبرت، مدير محفظة لدى بنك بارون كابيتال: “حين تتولى أية مجموعة قيادة السوق لفترة أطول من الحد، يصاب المستثمرون بالتوتر، ويبدأون في البحث عن شيء آخر، ويكون سؤالهم هو ’ما هو التداول الرائج المقبل؟‘”.