الهلال vs النصر.. لمن يبتسم كلاسيكو الحسم؟
طموحات متشابهة وأهداف متباينة وأجواء مرتبكة وأوراق رابحة، معطيات تفرض موعدًا مثيرًا بين النصر حامل اللقب الذي يستقبل بحفاوة الجار اللدود الهلال صاحب الصدارة، في تمام السابعة مساء اليوم الأربعاء، على ملعب الملك فهد الدولي «الدرة»، في ختام منافسات الجولة 23 من عمر بطولة دوري المحترفين.
وتحت شعار لا بديل عن الفوز، يدخل الطرفان إلى أرض ملعب الدرة من أجل خطف نقاط المباراة كاملة، هي الخطوة التي تُقرّب الزعيم خطوة كبيرة من استعادة عرش الكرة السعودية المفقود، بينما تجدد في المقابل آمال النصر في تكرار سيناريو الموسم الماضي، والبقاء في دائرة المنافسة حتى الرمق الأخير.
وعلى الرغم من امتلاك كل معسكر الأسلحة الفتاكة لحسم الكلاسيكو الأبرز في القارة الصفراء، إلا أن التوقّف الطويل لمنافسات الدوري السعودي، والذي دام نحو 5 أشهر بسبب جائحة فيروس كورونا، يثير القلق حول جاهزية تلك الأوراق لإلقاء كلمتها في ديربي الرياض، وترجيح كفة طرف على حساب الآخر.
ويقبض الهلال على قمة ترتيب الدوري بعد مرور 22 جولة، بعدما حصد 51 نقطة، من 15 انتصارًا و6 تعادلات وهزيمة وحيدة، ويأتي فارس نجد في المركز الثاني، برصيد 45 نقطة، من 13 انتصارًا و6 تعادلات و3 هزائم.
التاريخ يدعم الأزرق
ويميل التاريخ نسبيًا صوب الطرف الأزرق في الرياض، بعدما دانت السيطرة لصالح الهلال في 11 مباراة من أصل 23 خاضها الكبيران منذ انطلاق دوري المحترفين قبل 11 عامًا، فيما اكتفى الأصفر بالفوز في 7 مباريات، وحسم التعادل 5 لقاءات.
وعلى الرغم من حسابات التاريخ التي تُنصف الزعيم، إلا أن كان الحاضر لا يتمسك كثيرًا بتلك الأفضلية، خاصة بعدما فرض النصر الفوز في موقعة الدور الأول في عقر دار الهلال، بهدفين مقابل هدف، حملا توقيع الهداف المغربي عبدالرزاق حمدالله.
وقصّ الهلال شريط الانتصارات على حساب الغريم التقليد بهدفين دورن، وهي النتيجة التي منحت الأفضلية للنصر في أكتوبر الماضي، وبينهما تمكن لاعبو الزعيم من زيارة شباك العالمي بـ40 هدفًا، بينما نجح رفاق حمدالله في اختراق مرمى الأزرق بـ28 هدفًا.
ويعد الهلال صاحب أكبر فوز في تاريخ مواجهة ديربي الرياض بدوري المحترفين، عندما دكّ شباك جاره اللدود، بخمسة أهداف مقابل هدف وحيد، في المباراة التي جمعتهما بتاريخ 4 مايو 2017، بينما أكبر فوز حققه العالمي على حساب الزعيم كان بنتيجة 3-2 الموسم الماضي، بتاريخ 29 مارس 2019.
صراع خارج الخطوط
صراع العقول خارج الخطوط يبدو متكافئًا إلى حدّ بعيد بين اثنين من أبرز المدربين في تاريخ المملكة؛ حيث نجح الروماني رازفان لوشيسكو في صناعة فريق مرعب غزا القارة الصفراء بقوة ونصَّب نفسه ملكًا عليها بعد طول غياب، فيما كان البرتغالي روي فيتوريا حاضرًا في الموعد، لإعادة النصر إلى صدارة المشهد السعودي.
وأربك التوقّف الطويل حسابات كلا المدربين بنسب متفاوتة، خاصة إذا تعلق الأمر بحرمان فيتوريا من أبرز الأوراق الدفاعية المتمثلة في البرازيلي ما يكون، كما أن نتائج المباريات التحضيرية، وإن كانت لا تعكس حقيقة قوة الفريقين، أظهرت تباطؤ تعافي العالمي من فترة الجمود مقارنة بالهلال.
ويجيد المدرب البرتغالي التعامل مع الروماني لوشيسكو، فارضًا أفضلية مطلقة في المواجهات المباشرة بينهما، منذ بدأ الصراع بينهما أوروبيًا، وقبل أن يكتب فصلًا جديدًا في المملكة، بداية من الموسم الفائت.
وقلب فيتوريا الذي يتبع تكتيك 4-2-3-1، الطاولة على رأس الهلال في الموسم المنصرم؛ حيث عاد من بعيد ليضرب المنافس في الدور الثاني من الموسم الماضي، بثلاثية مقابل هدفين، ليخطف الصدارة من الزعيم في الأمتار الأخيرة.
وأكد البرتغالي التفوق على متصدر الترتيب، بعدما حسم لقاء الدوري الأول من الموسم الجاري، بهدفين دون رد، لينجح في حصد العلامة الكاملة في اختبار الهلال حتى الآن، بالفوز في المباراتين التي جمعه مع الأزرق.
تفوّق فيتوريا كان حاضرًا عندما كان مدربًا لبنفيكا البرتغالي، بالفوز بالتخصص على لوشيسكو مدرب باوك اليوناني آنذاك، في دوري أبطال أوروبا، موسم 2018-2019؛ بالتعادل ذهابًا بنتيجة 1-1، والفوز إيابًا 4-1.
الحفاظ على الصدارة
وخاض الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال، 5 مباريات ودية استعداداً لاستئناف منافسات دوري المحترفين، من بينهم مباراتان في يوم واحد بناء على توصية من المدرب الروماني رازفان لوشيسكو.
وحقق الهلال 3 انتصارات ودية في بداية المعسكر على حساب التعاون بهدف وحيد، وعلى الطائي بهدفين دون رد، وعلى الفيحاء بثلاثة أهداف نظيفة، قبل أن يواجه الشعلة والرياض في يوم واحد، ويتعادل مع الأول بهدفين لكل منهما ويفوز على الثاني بأربعة أهداف نظيفة.
وحرص المدرب رازفان لوشيسكو على إخضاع لاعبيه في البداية لبرنامج تأهيلي مكثف من أجل استعادة اللياقة البدنية سريعاً، قبل أن يبدأ التركيز على التدريبات الفنية والجُمَلِ التكتيكية.
العودة إلى أجواء المنافسة
ويدرك النصر في المقابل أن الفشل في تحقيق الفوز يعني الخروج نظريًا من سباق المنافسة على اللقب؛ حيث تزيد الخسارة فارق النقاط إلى الرقم 9، وهو ما يصعب تداركه في الجولات السبع المتبقية من عمر المسابقة.
ويؤمن النصر أن سيناريو الموسم الماضي ليس بعيدًا؛ حيث يقلّص الفوز الفارق إلى ثلاث نقاط، وهو ما يعني أن اللقب بات في المتناول خاصة أن الهلال ينتظر مواجهات صعبة، أبرزها أمام الأهلي والوحدة والشباب.
وبالمثل، خاض النصر 5 مباريات ودية خلال الفترة الماضية، الأولى حقق الفوز بها على حساب الأنوار بنتيجة 10 أهداف مقابل هدف، وفي الثانية حقق الفوز على نفس الفريق بنتيجة هدف دون رد.
وسقط النصر في فخّ الهزيمة أمام الفتح بثلاثة أهداف مقابل هدف، وبعدها هزيمة جديدة أمام الرائد بثلاثة أهداف مقابل هدفين، قبل أن يختتم مواجهاته الودية بالفوز على الدرعية بنتيجة هدفين مقابل هدف.
كتاب مفتوح
ولا توجد أسرار في جعبة أي من المدربين قبل المباراة؛ حيث يعرف كل طرف خبايا المنافس ويقف جيدًا على أوراقه الرابحة، ويبدو التشكيل الهلالي الأقرب لخوض الكلاسيكو، بالاعتماد على عبد الله المعيوف، في حراسة المرمى، خلف الرباعي محمد البريك وياسر الشهراني وجانج هيون سوو ومحمد جحفلي.
وفي وسط الملعب يعتمد لوشيسكو على الثنائي سلمان الفرج وجوستافو كويلار، وثالوث العمليات سالم الدوسري وسيباستيان جيوفينكو وأندريه كاريلو خلف مهاجم وحيد الفرنسي بافيتيمبي جوميز.
وفي المقابل، بات الخط الخلفي صداعًا في رأس فيتوريا في ظلّ غموض موقف مايكون وإصابة مختار علي، ليصبح التشكيل الأقرب لخوض الكلاسيكو، بالدفع بالحارس الأسترالي براد جونز، خلف الرباعي نايف الماس، وعبد الرحمن العبيد، وعمر هوساوي وسلطان الغنام.
وفي وسط الملعب، حجز الثنائي يحيى الشهري وبيتروس، المقاعد الأساسية، خلف الثالوث المحترف أحمد موسى وجوليانو والعقل المدبر نور الدين أمرابط، ومهاجم وحيد لا غنى عنه، عبدالرزاق حمدالله.