النفط يكسر حاجز 60 دولارا للمرة الأولى منذ يوليو 2015
وسع النفط مكاسبه خلال تعاملات أمس، ليتجاوز خام “برنت” القياسي حاجز 60 دولارا، وذلك للمرة الأولى منذ تموز (يوليو) 2015 مدعومة بتصريحات إيجابية من ولي العهد السعودي عن استعداد المملكة لتمديد اتفاقية خفض الإنتاج التي اثبتت جدواها بإعادة التوازن بين العرض والطلب، كما أكد ولي العهد أن الطلب المرتفع على النفط قد استوعب الزيادة في إنتاج النفط الصخري.
وبحسب “رويترز”، فقد زاد سعر العقود الآجلة لخام “برنت” القياسي بنسبة 1.59 في المائة عند مستوى 60.24 دولار للبرميل، متجاوزا مستوى 60 دولارا للمرة الأولى منذ تموز (يوليو) 2015، كما ارتفع سعر عقود خام “نايمكس” بمقدار 1.6 في المائة إلى 53.46 دولار للبرميل، خلال الفترة نفسها.
ويزيد خام “برنت” القياسي حاليا بمقدار الثلث عن أدنى مستوياته في 2017 التي لامسها في حزيران (يونيو)، وبلغ مستويات لم يسجلها منذ منتصف 2015، والخام الأمريكي أضعف نسبيا من برنت بسبب ارتفاع الإنتاج الأمريكي الذي يكبح الأسعار في الولايات المتحدة.
ورغم أن تزايد احتمالات تمديد “أوبك” لتخفيضات الإنتاج عزز التوقعات بتحقيق التوازن في السوق، يظل إنتاج الخام الأمريكي يمثل مشكلة للمنظمة في الوقت الذي تسعى فيه جاهدة لتصريف تخمة المعروض العالمي.
وقال سماسرة إن أسعار النفط تصعد منذ أسابيع وإن بعض المستثمرين بدأوا في جني الأرباح، وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات الخام الأمريكية زادت 856 ألف برميل في الأسبوع الماضي مقابل توقعات محللين بانخفاضها 2.6 مليون برميل.
إلى ذلك، قفزت أرباح كبريات شركات النفط والغاز العالمية في الربح الثالث، ما يؤشر على استمرار فورة تعافي الأسعار منذ بدء تنفيذ اتفاق عالمي بهدف خفض المعروض الذي سبب تخمة في الأسواق منذ صيف 2014.
وذكرت شركة “شيفرون” أن أرباحها الفصلية ارتفعت 52 في المائة على أساس سنوي بدعم من ارتفاع أسعار النفط والغاز الطبيعي، محققة أرباحا صافية بلغت 1.95 مليار دولار أو 1.03 دولار للسهم في الربع الثالث من العام.
أما منافستها “إكسون موبيل”، أكبر شركة نفط مدرجة في العالم، فقد قفزت أرباحها الفصلية هى الأخرى 50 في المائة، مسجلة أرباحا صافية بلغت 3.97 مليار دولار أو 93 سنتا للسهم في الربع الثالث من العام الحالي.
وخارج الولايات المتحدة، أظهرت بيانات شركة النفط والغاز الفرنسية العملاقة “توتال” أن أرباحها الصافية المعدلة ارتفعت 29 في المائة في الربع الثالث، بما يتماشى مع التوقعات، بفضل زيادة الإنتاج وهوامش التكرير المرتفعة، بينما تجاوزت تخفيضات التكلفة هدفها للعام.
وزاد إنتاج توتال من النفط 6 في المائة في الربع الثالث، بينما صعد صافي الربح التشغيلي المعدل من وحدتها لأنشطة المصب التي تشمل التنقيب والإنتاج 84 في المائة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، بدعم من ارتفاع سعر خام القياس العالمي مزيج برنت 14 في المائة.
من جهة أخرى، تحولت شركة النفط الإيطالية العملاقة إيني إلى الربحية في الربع الثالث من العام الحالي بفضل ارتفاع أسعار النفط وزيادة الإنتاج، لكن النتائج جاءت دون التوقعات.
وبلغ صافي ربح الشركة المعدل 229 مليون يورو (267 مليون دولار)، مقارنة بخسارة معدلة قدرها 484 مليون يورو قبل عام، لتأتي النتائج دون توقعات محللين كشفت عنها الشركة بتحقيق أرباح قدرها 0.35 مليار يورو، وبلغت التدفقات النقدية التشغيلية المعدلة 1.72 مليار يورو مقابل 2.28 مليار في الربع الثاني.
وقال كلاوديو ديسكالزي الرئيس التنفيذي للشركة في بيان: “في عام 2017 نتوقع تحقيق تغطية ذاتية للاستثمارات والتوزيعات، تدفع نقدا بالكامل، عند سعر 60 دولارا لبرميل برنت”، مؤكدا أن إنتاجها سينمو بنسبة 5 في المائة هذا العام إلى 1.84 مليون برميل من المكافئ النفطي يوميا، بينما ستتراجع استثماراتها 18 في المائة.
وزاد الإنتاج في الربع الثالث 5 في المائة إلى 1.80 مليون برميل من المكافئ النفطي يوميا، بدعم من استئناف إنتاج حقول في ليبيا مع تحسن الوضع الأمني بالبلاد.