الوعي على ضفاف جائحة كورونا
على ضفاف جائحة كورونا.. تأهب الفارس فقال: “أخيراً عدت لقهوتي وعادت إليّ.. افتقدتها مدة طويلة” قالها مشهور تواصلي في تغريدة عصماء متوشحاًسرابيل الشوق لقهوته.. حيث قاتل بعبور المسافات، وقضاء الساعات في طوابير، وانتظار الدور، وخالط الكثير لكي يحظى بمحبوبته “قهوة” فاستحق أن يسمى”مشهور قهوة” ليضاف إلى “كثير عزة”.
هذا التواصلي ومثله والذي عاد بقهوته منتصراً تجده في فترة الحظر بالمساء يرمي بنصائح الاتباع والحرص على تطبيق الاحترازات، والمكوث في المنازل والخروج للضرورة القصوى وذاك الفرد الذي يوجب على نفسه الانتقام من الحظر المنزلي بالتسكع والدورأن “والهجولة” والانغماس بتفريغ شحنات الطفش المزعوم على عتبات الاستراحات وطوابير المقاهي وساحات المولات.. هؤلاء لا يمكن أن نراهن من خلالهم على ما نردده دوما “الوعي الذاتي” والذي يظن البعض أن مجرد المعرفة بالخطأ والصح دون السلوك الصادق الجدي هو الوعي.. وهؤلاء هم من يخسّر الوطن والمجتمع فهم أهل ادعاء وعي فقط.
الوعي في سياقه المعرفي يعبر عن مدى إدراك الشخص للأشياء التي تحيط به والتبصر في واقعها ومآلاتها فيكون في وضع اتصال مباشر مع كل طارئ أو حادث يدور حوله مستخدماً حواسه الخمس، فيبصرها، ويسمعها، ويتحدث بها وإليها، ويشم رائحتها، ويفكر بأسبابها، والأهم من ذلك يفقه كيف يمكن أن تساعده على تأمل ذاته، والقيام بدوره تجاه الآخر.
فحقيقة الوعي ليست شعارات داخلية تترهل وتهمل بوجود ترفيه، أو شهوات وملذات، أو رغبات ذاتية ينفصل بها عن واقعه الاجتماعي، وينعزل بالأنا داخله عن تفاعله الإيجابي مع غيره والوعي هو نتيجة للتفاعل بين أنفسنا وعالمنا المادي المحيط.
والوعي يمثل حالة عقلية من اليقظة تجعلنا نستجيب للمؤثرات البيئية والاتجاه الاجتماعي وتحسس المصالح باستجابة فعلية صحيحة.
في حدث كورونا الكثير يتحدث عن الوعي لأجل تسجيل الحضور، وبث رسالة الوعي لديه من أماكن الأهمال، وطوابير المطاعم، وكسر المطلوب، والكثير عرف الصحيح والخطأ وتثقف جيداً بكل ما يخص هذه الجائحة إلا أن علمه حمله على ظهره “سواليف مجال” دون بصيرة ووعي بما يخسره وطنه ومجتمعه.
ويبقى قولي: الوعي تجاه عقلي ينعكس على العاطفة ويتبلور بالسلوك القويم، وصناعته مناطة اجتماعياً وأخلاقياً بكل مكونات المجتمع.. فهي مسؤولية تكاملية تشاركية لكل فرد منا.. ويبقى الأصل والأهم وعينا لا يقاس بمقدار معرفتنا بالمعلومات والأخبار والتفاصيل بل بما نسلكه عملياً لأجل ذواتنا ومجتمعنا وبلادنا بمسؤولية حارة وانضباط جاد.