“بلومبرغ”: السعودية تنهي غض الطرف.. تحاسب وتضع قوانين سوق النفط العالمي
دعت المملكة العربية السعودية الدول النفطية التي لم تلتزم بوعودها بتخفيض إنتاج النفط في شهر مايو كما هو متفق عليه، لضرورة تعويض ذلك بتخفيضات أكبر في الربع الثالث.
وأشارت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية إلى أن اجتماعات منظمة البلدان المصدّرة للبترول (أوبك) ومجموعة أوبك +، والتي تضم روسيا وتسع دول أخرى، الأقصر والأقل إثارة للجدل، منذ تشكيل المجموعة الأخيرة في عام 2016.
وقالت: إن الاجتماع الأخير ركّز على فشل الدول الرئيسية في إجراء جميع تخفيضات الإنتاج التي وعدت بها عندما اجتمعت المجموعة في الشهر الماضي، واتفقت الدول العشرين على تخفيض إنتاجها بنسبة 23%، ومع ذلك عندما بدأت تقديرات الإنتاج في مايو في الظهور، أصبح من الواضح تماماً أن العديد من البلدان لم تفِ بوعودها.
وتابع التقرير: السعودية أنهت غضّ الطرف عن ذلك حيث دعت الدول الأخرى بتعويض البراميل التي فشلت في إزالتها في مايو، وستفشل في خفضها في يونيو، من خلال إجراء تخفيضات أعمق في الربع الثالث.
وذكرت “بلومبرغ” أنه تمت محاسبة أربعة بلدان على وجه الخصوص، وهي العراق ونيجيريا وأنغولا وكازاخستان، مشيرة إلى أن لدى العراق ونيجيريا تاريخاً طويلاً من عدم الالتزام بوعود إجراء التخفيضات، فيما كان إنتاج أنغولا في العام الماضي أقل بكثير من الهدف، ووفت كازاخستان بالتزاماتها في المتوسط خلال هذه الفترة؛ بسبب الصيانة والانقطاعات غير المتوقعة في أكبر حقولها النفطية، لكن أياً منهما لم يخفضوا القدر الذي تم التعهد به الشهر الماضي.
بينما أصرت نيجيريا على أنه تم الإبلاغ عن أرقام إنتاجها بشكل غير صحيح من قبل المصادر الثانوية التي تعتمد عليها منظمة أوبك لمراقبة الإنتاج، لكن وزير النفط اعترف في نهاية المطاف في منشور على إنستجرام بأن البلاد قد خفضت الإنتاج بمقدار 216 ألف برميل في اليوم أي بنسبة 52% من التخفيض الذي وعدت به.
اتفقت البلدان الأربعة في النهاية على مبدأ إجراء تخفيضات إضافية على الإنتاج في الأشهر المقبلة، وهو ما سيكون بمثابة اختبار حقيقي لتلك البلدان.
وقال التقرير إن نيجيريا والعراق تعلما الدرس من خطأ موسكو، حين رفضت الأخيرة بتخفيض الإنتاج في شهر مارس الماضي، مشيرةً إلى أن وزير النفط السعودي أرسل أيضاً تحذيراً للآخرين بأنه ستتم المحاسبة في حال عدم الالتزام.
واختتمت الوكالة الأمريكية تقريرها بأن المملكة أظهرت القوة وقدرتها على ممارسة الدور الرئيسي والقوي على أعضاء أوبك، وقدرتها على منع الغش والانضباط والوفاء بالوعود وإعادة المصداقية لأوبك وأوبك+.