عام

المدفوعات اللاتلامسية: وسيلة أكثر راحة وأماناً للدفع

مقال كتبه علي بيلون، مدير عام شركةVisa في المملكة العربية السعودية

يعيش عالمنا اليوم واقعاً جديداً فرضته علينا أزمة “كوفيد-19” وما رافقها من توجيهات بالبقاء في المنازلوقيود على حركة السفر وأنظمة المواصلات العامة والحدود الدولية المغلقة. أضف إلى ذلك أن الناس باتوا يختصرون الوقت الذي يمضونه خارج منازلهم وأصبحوا أكثر حذراً في المناطق الخارجية أو عند ملامسة الأسطح التي قد يلمسها الآخرون.

رغم ذلك، ما زال المستهلكونبحاجة إلى الإنفاق لشراء احتياجاتهم الضروريةكالبقالة والأدوية وما شابه ذلك، في حين يحتاج التجار إلى تلبية متطلبات عملائهم ومجتمعاتهم وحماية عملائهم وموظفيهمفي الوقت ذاته. وفي ضوء البحث المتزايد عن آليات تلبية هذه الاحتياجات والالتزام بممارسات التباعد المكانيوالتعقيم، نشهد اليوم إقبالاًقوياً على تقنياتالدفع السريعة والآمنة التي تحد من الحاجة إلى الملامسة. وفي حين تمثل التجارة الإلكترونيةمحركاً دافعاًلاقتصاد توصيل الطلبات الذي يشهد ازدهاراً متزايداًوتحديداً في المملكة حيث سجل هذا القطاع نمواً بنسبة تزيد عن 400% مقارنة بنفس الفترة من السنة الفائتة حسب أحدث الأرقام التي نشرتها شركة المدفوعات السعودية ، تأتي المدفوعات اللاتلامسيةبمثابة حلّ مفضل في بيئة التعاملات المباشرة.

وبالنسبة للمستهلكين، توفر المدفوعات اللاتلامسية تجربة سهلة وسريعة وآمنة في ضوء انتشار الهواتف الذكيةوالوسائلالداعمة للتقنيات اللاتلامسية. وعلى صعيد التجار، تسهم هذه التقنيات في اختصار أزمنة انتظار العملاء والتخفيف من الأعباء المترتبة على التعاملات النقدية.

ففي نحو 50 دولة حول العالم،تقف المدفوعات اللاتلامسية اليوم وراء ثلث العمليات الشرائية المباشرة في نقاط البيع. لكن هذه النسبة أعلى بشكل ملحوظفي المملكة العربية السعودية، فأكثر من 8 عمليات شرائية من أصل 10 تتم باستخدام البطاقات أو وسائل الدفع اللاتلامسية .

ونحن فيVisa ندرك الشعبية المتزايدة والحاجة الراهنة إلى المدفوعاتاللاتلامسيةسواء بين المستهلكين أوالتجار،وندرك أيضاً أهمية العمل على توسيع نطاقها وتسهيل الوصول إليها.

ومن أبرز الخطوات التي اتخذتها Visa في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تطبيقالإجراءات الصادرة عن البنوك المركزية لرفع حدود منهجية التحقق من البطاقة (Card Verification Method). ففي العمليات الشرائية التي تتطلب من العميل إدخال رقم البطاقة السري عند تجاوز المعاملة لحد معين، تأتي السقوف الجديدة لتتيح للمستهلكين إجراء مشتريات أكبر عبر التمرير للدفع باستخدام البطاقاتأو الهواتف المتحركة أو الأجهزة الذكية القابلة للارتداء. وفي بلدان مثل السعودية والكويت ومصر والمغرب، نواصل العمل مع شركائنا في الهيئات الحكومية المحلية والقطاع لتطبيق هذه السقوف الجديدة على بطاقات Visaاللاتلامسية دعماً للإقبال المتزايد على المدفوعات اللاتلامسية في هذه الأسواق. ففي السعودية، عملنا على إتاحة رفع الحد الحالي للعمليات الشرائية والبالغ 100 ريال إلى 300 ريال، بزيادة نسبتها 200٪.

فمن شأن رفع حد العمليات الشرائية أن يتيح لنا المساهمة في توفير وسيلة الدفع الآمنة والسريعة والسهلة لمزيد من العملاء، إضافة إلى دعم التجار وموظفي خدمات العملاء. وتتمثل أولويتنا خلال هذه الفترة في الحفاظ على الاستقرار التشغيلي وأمان ومرونةشبكة Visaلتمكين حملة البطاقات والتجار من تلبية احتياجاتهم براحة بال مطلقة.

وعند استخدامها عبر الهواتف المتحركة والأجهزة القابلة للارتداء،تتمتع التقنيات اللاتلامسيةبمستويات إضافية من الأمان عبر استخدامها لبروتوكولات عالية الكفاءة مثل الترميز(tokenization) ضماناً لسلامة المعلومات الحساسة . أضف إلى ذلك أن بطاقات الدفع اللاتلامسيةتستخدم ذات التقنيات الآمنة، فشريحةEMV تولد رمز تشفير يستخدم لمرة واحدة، ويمنع بالتالي محاولات الاحتيال والتزييف.

وتسهمالمدفوعاتاللاتلامسيةفي منح للمستهلكين مزيداً من الثقة لشراء احتياجاتهمالأساسية،وتوفرفي الوقت نفسه تجربة متسقة وآمنة. ويأتي التعاونوالدعم من مختلف الجهات المعنية في القطاع، بما في ذلك التعاون بين Visa والهيئات الحكوميةلرفع حدود المعاملات اللاتلامسية، ليظهر بوضوح مقدار الأهمية والحاجة إلى توفير الحلول الملائمة.

مثالاً على هذه الجهود هو ما قامت به الجهات المسؤولة في المملكة العربية السعودية من إلزام المحلات التجارية الصغرى ابتداءً من شهر مايو بتوفير حلول الدفع الالكتروني. إضافةً إلى ذلك، تعمل البنوك السعودية جاهدة لتوفير الاصدار الالكتروني للبطاقات للحد من خروج حملة هذه البطاقات من المنزل و زيارة الفروع.

وتبقى Visa ملتزمة دائماً وأبداً بدعم المستهلكين والتجار والعملاء خلال هذه الأوقات الصعبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى