المحلية

“أوفوا بالعقود”.. آية فهم البعض أنها للعقود التجارية فقط

مباشر نيوز – متابعات : 

يمر القارئ المتدبر لكلام الرحمن بكلمات يختلف ظاهرها الدارج لغويّاً بين الناس عن معناها الباطني المختلف تماماً، وهو من سحر البيان وعجائب التبيان، وخلال شهر رمضان ستسلط “سبق” الضوء على هذه الكلمات التي قد تُفهم خطأً، وسيتم عرض بعض الآيات لتوضيح معناها؛ وكشف شيء من الإعجاز القرآني.

وفي الآية الأولى من سورة المائدة يقول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}، ويفهم بعض الناس أن هذا أمر بالإيفاء بالعقود التجارية فقط، والصواب أنها أعم من ذلك، قال “ابن سعدي”: وهذا شامل للعقود التي بين العبد وبين ربه، من التزام عبوديته والقيام بها أتم قيام، وعدم الانتقاص من حقوقها شيئاً، والتي بينه وبين الرسول بطاعته واتباعه، والتي بينه وبين الوالدين والأقارب ببرهم وصلتهم، وعدم قطيعتهم، والتي بينه وبين أصحابه من القيام بحقوق الصحبة في الغنى والفقر، واليسر والعسر.

وأضاف: وأيضاً التي بينه وبين الخلق من عقود المعاملات كالبيع والإجارة ونحوهما، وعقود التبرعات كالهبة ونحوها، بل والقيام بحقوق المسلمين التي عقدها الله بينهم في قوله: {إنما المؤمنون إخوة}، بالتناصر على الحق، والتعاون عليه، والتآلف بين المسلمين وعدم التقاطع، فهذا الأمر شامل لأصول الدين وفروعه، فكلها داخله في العقود التي أمر الله بالقيام به.

يشار إلى أن مصدر معاني الكلمات هو كتاب “أكثر من 200 كلمة قرآنية قد تُفهم خطأ”، الذي أعده “الشيخ عبدالمجيد بن إبراهيم السنيد”، وقدمه القاضي الشيخ سليمان بن عبدالله الماجد عضو مجلس الشورى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى