المحلية

من “الملاريا” إلى “كورونا”.. “ملحمة 80 عاماً” كسرت فيها “أرامكو” شوكة الأوبئة

منذ نشأتها ظلت “أرامكو السعودية” سنداً لمجتمعات بلادنا في جميع أزماتها الصحية، وبدأت الشركة ذلك في أقصى شرق المملكة مع تفشّي مرض الملاريا في عام 1942م، حيث أصيب مئات الأشخاص حينها بهذا الوباء، فأطلقت الشركة حملة ضخمة لمحاربة هذا المرض، واكتسبت تلك الحملة زخمًا إضافيًا بعد وباء خطير ضرب مدينتي الدمام والخبر في عام 1943م.

ويعيدنا تفشّي فيروس كورونا المستجد (COVID19) إلى تلك الأيام التي وقفت فيها أرامكو السعودية سدًّا منيعًا أمام المهددات الصحية لمجتمعاتنا، حين أصدرت حكومة المملكة أول نظام مهم لقانون العمل يطالب أصحاب العمل بتوفير الرعاية الصحية الأساسية للموظفين، وقبل عام من نشر قوانين العمل، كانت شركة كاسوك التي خَلَفتها أرامكو السعودية قد شرعت في حملة مواجهة الملاريا المستوطنة في معظم مناطق عملياتها.

وتحت قيادة الدكتور تي. سي. ألكساندر، أحد الأطباء الأوائل في الشركة، تم إطلاق حملة واسعة للتثقيف والتوعية لمكافحة الملاريا تكفّلت بها الشركة، شملت زيارات منزلية قام بها ألكساندر وآخرون للتأكد من قيام السكان بتجفيف المياه الراكدة في أحواض الزهور لمنع يرقات البعوض من النمو ونشر المرض.

وفي إجراء وقائي آخر، زُوِّدت قنوات الري والواحات في المنطقة الشرقية بأسماك فامبوزيا التي تتغذى بيرقات البعوض، وفي عام 1950م أضاف عمال الرعاية الصحية مبيد “دي دي تي” إلى وسائل مكافحة البعوض، وقد أُدخل النجاح الهائل للبرنامج في سجلات أرامكو الطبية، ونظير ذلك تولت الحكومة السعودية تطبيق البرنامج في معظم مناطق المملكة، حتى بدأت تنخفض أعداد الإصابات، ومن ثمّ القضاء على الوباء في عام 1956م.

وقد ظلت أرامكو السعودية حريصة على هذا الدور المجتمعي منذ ذلك التاريخ حتى يومنا هذا، فقبل أعوام قليلة واصلت الشركة دعمها لجهود الدولة في مكافحة حمّى الوادي المتصدع في منطقة جازان من خلال تجهيز فريق طبي متكامل، وتأمين الوقود لطائرات رش المستنقعات، إلى جانب دعم الجمعيات الخيرية.

وامتدادًا لدورها الوطني، وأداء مسؤوليتها تجاه المجتمع في مواجهة فيروس كورونا المستجد، أطلقت الشركة أخيرًا حملة تبرعات بين موظفيها تستهدف مساندة الأيتام والأرامل في مواجهة تبعات انتشار هذا الفيروس، وسبق ذلك دعمها لصندوق الوقف الصحي في وزارة الصحة بمبلغ 200 مليون ريال.

كما تنفذ الشركة حملة توعية وتثقيف داخلية متعددة الجوانب تشمل الجواب الصحية والنفسية وسواها، مع تطبيق صارم لأساسيات الوقاية التي تركز على التباعد الاجتماعي والعمل عن بعد وسواه، إلى جانب خطة استدامة استثنائية في ظل تحديات فيروس كورونا المستجد بحيث تضمن هذه الخطة استمرار أعمال الشركة لإمداد العالم بالطاقة دون أي عقبات، بما في ذلك سلامة 70 ألفا من موظفيها ممن ينتمون لأكثر من 60 جنسية ويعملون على مدار الساعة في أنحاء الأرض

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى